أكد خبراء بارزون في صناعة الطيران وقطاع النقل الجوي أن منطقة الشرق الأوسط"مقبلة على طفرة هائلة في مجال الطيران الاقتصادي المنخفض التكاليف، اذ لا تزال نسبة انتشار هذا النوع من الطيران في المنطقة دون المعدلات العالمية بكثير، على رغم العائدات الاقتصادية المرتفعة للشركات والمسافرين في الوقت نفسه. كما أكد الخبراء في مؤتمر دولي يعقد في دبي الآن حول"الطيران الاقتصادي"بمشاركة أقطاب صناعة الطيران العالمية، وعدد كبير من شركات النقل الجوي أن"الاستخدام الواسع لتقنية المعلومات والخدمات الالكترونية يعد أحد أهم عوامل نجاح الطيران الاقتصادي". وقدرت دراسات عُرضت في المؤتمر وحصلت"الحياة"على نسخة منها، عدد الرحلات التي تنفذها شركات الطيران الاقتصادي اسبوعياً حول العالم"بما يزيد على 70 ألف رحلة مقارنة مع 32 ألف رحلة اسبوعياً عام 2005". ولفتت الى أن أميركا الشمالية"تستحوذ على حصة الأسد من هذا النشاط، اذ تجاوز عدد الرحلات التي سيرتها خلال العام الحالي 37 ألفاً اسبوعياً، بنمو سنوي يصل 30 في المئة. في حين تستحوذ القارة الأوروبية على نحو 22 ألف رحلة طيران اقتصادي اسبوعياً مسجلة نسبة النمو نفسها". الشرق الأوسط وقدرت الاحصاءات عدد رحلات الطيران الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط بحوالى 426 رحلة فقط اسبوعياً، اذ أبدى خبراء عالميون"دهشتهم من قلة عدد شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة على رغم المزايا الهائلة من جهة، وكونها أكثر مناطق العالم ملاءمة لهذا النوع من الطيران بحكم قرب المسافة بين دولها، وتشكل أهم عوامل نجاح هذا النوع من الطيران". وأشاد المؤتمر ب"تحرير أسواق النقل الجوي في عدد من دول المنطقة، في مقدمها السعودية والإمارات"، مؤكدين أن هذه الخطوة"ستلعب دوراً مهماً في دعم الطيران الافتصادي". وأكد مدير التسويق العالمي في"بوينغ"درو ماغيل أن الطيران الاقتصادي هو"الأكثر ملاءمة لمنطقة الشرق الأوسط"، معلناً أنه"سيكون النمط الأكثر شيوعاً للنقل الجوي قريباً". وأشار الى أن هذا النوع من الطيران"يحقق وفراً في كلفة التشغيل بنسبة تتراوح بين 35 و 50 في المئة". إلا أنه حذر في الوقت نفسه من"الحصار الذي يمكن أن تفرضه شركات الطيران العملاقة على شركات الطيران المنخفض التكاليف، بما يفرض عليها رفع أسعارها والغاء الميزة الأساسية من وجودها". الطيران التجاري والاقتصادي وتطرق ماغيل الى الفوارق بين النوعين من الطيران، موضحاً أن"لا فوارق في تصنيع الطائرات أو صيانتها التي تخضع لمواصفات عالمية واحدة، وتتصل هذه الفوارق التي تحقق وفراً في النفقات التشغيلية بجوانب ادارية وأخرى متعلقة بالموارد البشرية وأتمتة الخدمات، اذ يعمل الطيران الاقتصادي في بيئة بلا أوراق". وكشف درو ماغيل عن أن"بوينغ"تصنع طائرات لقطاع الطيران الاقتصادي"أكثر فاعلية وأقل استهلاكاً للوقود وأكثر اعتماداً على تكنولوجيا المعلومات"، مؤكداً أن شركات الطيران الاقتصادي هي أكثر الشركات"ربحية في قطاع الطيران، ما يعزز فرضية انتشار هذا النوع من الطيران قريباً". وأشار الى شركة"ساوث ويست"الأميركية باعتبارها"أكثر شركات الطيران الاقتصادي نجاحاً في العالم، نظراً الى استخدامها قواعد الطيران الاقتصادي بحذافيرها". واعتبر الخبراء في كلماتهم أمام المؤتمر ان من عوامل نجاح الطيران الاقتصادي ان"المسافر لمسافات قريبة لا يحتاج أكثر من البيئة الملائمة والأمن والسلامة". وكشفت مداولات المؤتمر عن أن شركات الطيران الاقتصادي"تتلقى أقل عدد من الشكاوى مقارنة بشركات الطيران الأخرى". كما أثبتت الاستطلاعات أنها"تحقق معدل رضى المسافرين أكثر من غيرها من الشركات". ويحظي المؤتمر، الذي تنظمه"داتاماتكس"واختتم اعماله امس، برعاية عدد من الشركات العالمية والاقليمية وحضور ممثلين عنها، منها"بوينغ"وپ"شل"وپ"الأردنية للطيران"، وشركة"سما للطيران"في السعودية وپ"الجزيرة"للطيران، وشركة"صبري"لإستراتيجيات حلول الطيران، الى جانب عدد من الخبراء والمسؤولين وصناع القرار في دوائر الطيران المدني وشركات الطيران في المنطقة.