1 إنّها الحرب، ما حيلتي؟ رجالٌ أشدّاء يمتلكون السماءَ وما تحتها والبيوتََ التي نبتنيها والزهور التي نقتنيها وهم يملكون غرائزنا وهوانا وحليب الصغار وتمتمة الطفلة الحالمه وأعطاهُمُ الله أسرار هذي الخليقة وملّكهُم قوة النار فأين وكيف وكيف الحقيقة؟ ... غراب هنالك ينعب فوق السياج يقول: انتصرنا كلّما دَفَنَتْ أمّة أختها يصيح الغراب انتصرنا... 2 ولا شرق للغرب في مثل هذا النشيد العجيب ولا عقل للحكمة المشرقية وما قاله الحكماء وما خطّه الشعراء وابتكر الحالمون خبر سائغ للجنون 3 إنّها الحرب ما حيلتي؟ أقول لكم ليس في قدرتي أيّ شيء لأمنعها ولستُ قويّاً، كما قد يخيّل لي كي أضيف الى نارها جمرة واحدة أنا الكلمات ال ... ك ... ل ... م...ا... ت أنا زَبَد البحر والبحر يجتاح ما يشتهي أو يريد أنا رجل من هواء وماء بعيد وعروة وردٍ صغيرة وبيتي كبيت من الشعر في فلك عابر قشّة عابرة ولا شيء يمنع عن جسدي شهوة الحب وعن شفتي رغبة كاسرة لماذا براني على ما أنا خالق الطير والزهر حين يميل مع الشمس والليل في برجه والنجوم المضيئة؟ لماذا أنا ساذج يا إلهي ولم أتوحّش كما ينبغي حين ألقيتني في الوجود؟ قلت لي: فلتُقِم هاهنا فأقمت ثم قلت: ارتحل فارتحلتُ ثم قلتَ: أقِم وارتحل فحيّرتني فبقيت أدور كما دار جدّي على نفسه ثمانين حولاً كطاحونة في الهواء حنانَيك يا جدّنا وانتشلنا دمنا في الدواليب يا جدّنا وما عاد في وسعنا الانتظار تدور على لحمنا العجلات يا جدّنا ولا قمح يا جدّنا في الطواحين لا ماء لا شجر واقفاً فوقها ولا طيرَ حتى يُغني ولا خُبزَ كي يأكل الجائعون وإنّا هنا واقفون نسمّي المكان الذي نحن فيه بلاداً وننشدُ تحت البيوت التي هُدّمت بلادي بلا دي... أجِبني: أمن أجل زهره تموت بساتيننا ألف مرّة؟ أمن أجل طفل تهيئه أمّه للبقاء يكون الفناء؟ وماذا نقول غداً لحكيم المعرّة اذا جاء يخبرنا أنّنا"أمّة للبقاء"؟ أجل للبقاء أجل لل ب...ق...ا...ء أجل لل ب...ق...ا...ء سنهمسُ حتى ولو لم يكن لنا شفة أو لسان ومن خلف دمع الثكالى وتنهيدة الأمهات سنهمسُ: تحيا الحياة ... ولكنّنا سيّدي علف للحروب وأبقارها الضاحكة ونبقى عطاشاً وأنهارنا للبواليع ونبقى جياعاً وأرزاقنا للكلاب فيا سيّدي أيها الفيلسوف المُهاب تعال معي كي نحيي الغراب تعال معي كي نزور على شاشة موقعاً عالياً للغراب بيروت 3-8-2006