ضبط 3 مخالفين في عسير لتهريبهم (18) كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر    الرياض يزيد معاناة الفتح في دوري روشن    زيلينسكي يدعو إلى رد «حازم» على «ابتزاز» بوتين بشأن التهديد الصاروخي لكييف    تحديد موقف حمدالله من مواجهة الشباب والهلال    إعادة انتخاب االسعودية لعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية    مفتي عام المملكة ونائبه يستقبلان مدير فرع الرئاسة بمنطقة جازان    أول امرأة تؤلّف كتاباً عن السبح.. تمزج التراث بالابتكار في معرض "بَنان"    الجيش اللبناني يتهم إسرائيل ب"خرق" اتفاق وقف إطلاق النار "مرات عدة"    وزير الحرس الوطني يرعى ملتقى قادة التحول بوزارة الحرس الوطني    فرع ⁧‫هيئة الصحفيين السعوديين‬⁩ في ⁧‫جازان‬⁩ يختتم برامجه التدريبية بورشة عمل "أهمية الإعلام السياحي    السفير الأميركي: سعيد بمشاركة بلادي في "بلاك هات"    التعاونية توقِّع شراكة جديدة مع شركة اليسر للإجارة والتمويل (اليسر) لصالح قطاع التأمين على الحياة    تكلفة علاج السرطان بالإشعاع في المملكة تصل ل 600 مليون ريال سنويًا    طلاب مدارس مكتب التعليم ببيش يؤدون صلاة الاستسقاء في خشوع وسط معلميهم    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    برعاية أمير جازان.. الأمير محمد بن عبدالعزيز يفتتح المعرض التقني والمهني بالمنطقة    أمير تبوك يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية التوحد بالمنطقة    برنامج مفتوح لضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة "بتلفريك الهدا"    وزير الداخلية يلتقي رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية    بناءً على توجيه ولي العهد .. عبدالعزيز بن سعود يلتقي رئيس الجزائر    الرياض تستضيف غدًا نهائيات دوري المقاتلين المحترفين للمرة الأولى في المملكة    وزير البلديات يقف على مشروع "الحي" بالمدينة    أمير تبوك يوجه بتوزيع معونة الشتاء في القرى والهجر والمحافظات    انعقاد الاجتماع التشاوري للدورة 162 لمجلس الوزاري الخليجي    الأمير عبدالعزيز الفيصل يتحدث عن نمو السياحة الرياضية    محافظ الطوال يؤدي صلاة الاستسقاء بجامع الوزارة بالمحافظة    القيادة تهنئ رئيس جمهورية ألبانيا بذكرى استقلال بلاده    اليونسكو: 62% من صناع المحتوى الرقمي لا يقومون بالتحقق الدقيق والمنهجي من المعلومات قبل مشاركتها    انخفاض أسعار النفط وسط زيادة مفاجئة في المخزونات الأميركية وترقب لاجتماع أوبك+    بالتضرع والإيمان: المسلمون يؤدون صلاة الاستسقاء طلبًا للغيث والرحمة بالمسجد النبوي    الدكتور عبدالله الوصالي يكشف سر فوزه ب قرص الدواء    محافظ صبيا يؤدي صلاة الإستسقاء بجامع الراجحي    «الدرعية لفنون المستقبل» أول مركز للوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا    27 سفيرا يعززون شراكات دولهم مع الشورى    السعودية ترأس اجتماع المجلس التنفيذي ل«الأرابوساي»    «مساندة الطفل» ل «عكاظ»: الإناث الأعلى في «التنمر اللفظي» ب 26 %    الداود يبدأ مع الأخضر من «خليجي 26»    1500 طائرة تزيّن سماء الرياض بلوحات مضيئة    وزير الصحة الصومالي: جلسات مؤتمر التوائم مبهرة    السياحة تساهم ب %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»    الكشافة يؤكدون على أهمية الطريقة الكشفية في نجاح البرنامج الكشفي    سلوكياتنا.. مرآة مسؤوليتنا!    شخصنة المواقف    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    الشائعات ضد المملكة    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    «واتساب» تختبر ميزة لحظر الرسائل المزعجة    التويجري: السعودية تُنفّذ إصلاحات نوعية عززت مبادئها الراسخة في إقامة العدل والمساواة    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يدعو إلى وقف كامل للأعمال العدائية وتطبيق ال 1559 والطائف ويطالب بترسيم حدود لبنان بما فيها مزارع شبعا . "حزب الله" وحكومة السنيورة امام "امتحان" مشروع القرار الملك عبدالله خلال استقباله موسى : موقف عربي موحد وصريح لصد العدوان
نشر في الحياة يوم 06 - 08 - 2012

على دوي الغارات والصواريخ التي تنصب على لبنان وشمال اسرائيل، أدى توصل الجانبين الفرنسي والاميركي الى اتفاق على نص مشروع قرار بشأن الحرب المستعرة في لبنان الى اعادة تحريك مجلس الامن لمناقشة المشروع أملاً في إقراره، وذلك عشية اجتماع للمجلس الوزاري العربي في بيروت والجولة التي يقوم بها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وقادته امس الى جدة حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي دعا الى موقف عربي واضح وقوي وموحد لصد العدوان الاسرائيلي. راجع ص 2، 3، 4، 5 و6
ورأت مصادر ديبلوماسية مطلعة ان مشروع القرار بحيثياته وأولوياته واستناده الى القرارات الدولية السابقة"دفع كرة النار الى ملعب حزب الله الذي اراد ابعاده نهائياً عن خط الحدود مع اسرائيل والى ملعب الحكومة اللبنانية التي ستجد صعوبة في اقناع الحزب بان يخسر عبر الديبلوماسية ما لم يخسره في الحرب". وتوقعت المصادر ان تدور المشاورات في مجلس الامن على نار حامية في لبنان وشمال اسرائيل.
وفي حين قال الرئيس الاميركي جورج بوش انه"سعيد"بالتوصل الى مشروع القرار لكن بلا"أوهام"كبيرة بشأن فرص التوصل بسهولة الى وقف القتال، اشترط"حزب الله"انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية للموافقة على وقف النار. ووصف وزير اسرائيلي مشروع القرار بانه"مهم جدا"لانه يظهر اننا ندخل في مرحلة الديبلوماسية".
مداولات نيويورك
ووضعت الديبلوماسية الأميركية - الفرنسية اللمسات الأخيرة على مشروع القرار في لقاء بين السفيرين الأميركي جون بولتون والفرنسي جان مارك دولاسابليير في مقر البعثة الفرنسية صباح أمس. وكُلف دولاسابليير بشرح المشروع أمام سفراء الدول الأعضاء في مجلس أثناء جلسة مغلقة بعد ظهر أمس.
وكان لافتا التعبير المتعلق بوقف الاعمال العدائية إذ أن مجلس الأمن يدعو بموجبه الى"وقف كامل للاعمال العدائية يستند، بشكل خاص، الى وقف حزب الله فوراً اي هجمات ووقف اسرائيل فورا جميع العمليات العسكرية الهجومية".
وبحسب مسؤول مطلّع على حيثيات المفاوضات، فان هذه الصياغة تضع العبء على حزب الله"مما يعني، انه في حال قيام حزب الله بهجمات فان لاسرائيل حق الرد". ولذلك، حسب اللغة الدقيقة يدعو المجلس الى وقف"كامل"وليس"فورياً"للاعمال العدائية على أساس وقف فوري ل"أي"هجمات من حزب الله ووقف فوري لجميع العمليات الاسرائيلية"الهجومية"، وليس الدفاعية.
ويربط مشروع القرار بين"وقف الاعمال العدائية"وبين"وقف النار"عبر اطار هيكل سياسي يطلب الى الأمين العام العمل عليه في غضون شهر مع المعنيين. وهذا الاطار، كما يرد في مشروع القرار الأميركي - الفرنسي، سيكون موضع مناقشات ومفاوضات بين الدول الأعضاء في المجلس على غرار فقرات أخرى في مشروع القرار.
وتوقعت الأوساط الديبلوماسية ان تتقدم دول أعضاء في المجلس بتعديلات على المشروع الأميركي - الفرنسي، لا سيما وأن هناك تحفظات للحكومة اللبنانية عن بعض عناصر مشروع القرار وبينها ان النقاط التسع لا تغطي بما يكفي المواقف الواردة في خطة النقاط السبع اللبنانية.
وفي اسرائيل، قال وزير السياحة وعضو المجلس الوزاري المصغر اسحق هرتزوغ"لدينا الايام المقبلة لنقوم بالكثير من التحركات العسكرية. لكن علينا ادراك ان الجدول الزمني يتقلص".
لكن اوساطاً سياسية اسرائيلية استبعدت قبول لبنان و"حزب الله"بمشروع القرار، وذكرت القناة الثانية في التلفزيون ان الجيش يعتقد بان أمامه اسبوعاً لمواصلة ضرب قواعد الحزب في حال لم يتحقق وقف العمليات. واجتمعت الحكومة الاسرائيلية الامنية المصغرة ليل أمس للبت في امكان تنفيذ خطة التوغل حتى الليطاني من عدمه.
بوش بلا"اوهام"
وفي أول رد فعل دولي على الاتفاق الفرنسي - الأميركي، أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن"سعادته"بمشروع القرار، لكن الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو قال إنه ليس لدى الرئيس"أوهام"كبيرة في شأن فرص التوصل بسهولة إلى وقف للقتال. وأضاف أن الرئيس"سعيد بذلك. إنه يقر تماما"مشروع القرار. وأشار إلى أن واشنطن تتوقع أن يصوت مجلس الأمن على القرار"الاثنين أو الثلثاء".
وافاد الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستزور مقر الامم المتحدة مطلع الاسبوع المقبل. وقد يكون الاعلان عن هذه الزيارة مؤشرا لانعقاد اجتماع وزاري في مجلس الامن لاقرار مشروع القانون الفرنسي الاميركي. واضاف الناطق"اتوقع ان تكون رايس هناك في وقت مبكر من الاسبوع المقبل"، رافضاً الادلاء بمزيد من التفاصيل.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن وقفاً للنار في لبنان قد يُعلن في غضون اليومين المقبلين، على خلفية الاتفاق. وأضاف في بيان:"هذه خطوة أولى حيوية للغاية ومهمة لوضع حد لهذه الأزمة المأسوية، وما زال هناك كثير لعمله. لكن ليس هناك سبب يدعو لعدم تبني هذا القرار الآن وان يكون لدينا وقف واقعي للعمليات العسكرية خلال اليومين المقبلين".
واعتبر بلير أن"الأولوية الآن للعمل على تبني القرار بأسرع ما يمكن، ثم العمل من أجل وقف دائم للنار، وتوفير الظروف التي من شأنها أن تمنع تكرار ما حدث في لبنان وإسرائيل"، لكنه أضاف:"لا يمكننا وينبغي أن لا نتغاضى عن البعد الفلسطيني الذي هو السبب الأساسي لهذا النزاع ... سأعمل بلا هوادة من أجل بث الروح من جديد في عملية السلام في الشرق الاوسط، وهي الطريقة الوحيدة للتوصل إلى حل قابل للحياة على المدى البعيد مع وجود دولة فلسطينية تعيش إلى جانب دولة اسرائيلية تنعم بالأمن".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إستبقا إعلان الاتفاق، بالتشديد على ضرورة أن يتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار. وأعرب الرجلان عقب اتصال هاتفي بينهما أمس عن"قلقهما البالغ إزاء تطور الأحداث في لبنان. وشدد بوتين على الضرورة الملحة للتوصل إلى وقف فوري للأعمال العسكرية وإلى حل سياسي للنزاع بمشاركة جميع الأطراف". وشددا في بيان على"ضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤولياته وتبني قرار يحقق هذه الأهداف".
الملك عبد الله وموسى
وفي جدة، أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس عن تمنياته بالتوفيق للمؤتمر الوزاري العربي، الذي يعقد في بيروت غدا، وثقته بأنه:"سيكون تجسيداً ناجحاً للموقف العربي المطلوب الذي ينتظره الشعب العربي". وأكد الملك عبدالله، خلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في قصر السلام في جدة عصراً، أن الأزمة الحالية في لبنان والتصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبه:"يقتضيان موقفاً عربياً واضحاً وقوياً وموحداً".
وعرض الملك عبدالله، في حضور ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين، مع موسى الجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والأراضي العربية المحتلة. وأكد مواقف بلاده المستمرة في دعم لبنان والشرعية اللبنانية. وقال:"أن المشكل اللبناني هو جزء لا يتجزأ من الموقف العربي العام". بحسب ما نقلت عنه"وكالة الأنباء السعودية".
واجرى موسى، بعد وصوله إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة، جولة محادثات واسعة مع الأمير سعود الفيصل، ركزت على مؤتمر بيروت وجدول أعماله. وقالت المصادر إن الاجتماع يستمر يوماً وسط غطاء أمني محكم في حضور رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
ورجحت المصادر أن يغادر موسى جدة متجهاً إلى دمشق ومنها إلى بيروت اليوم للقاء القادة اللبنانيين قبل يوم من انعقاد المجلس الوزاري.
ولش في بيروت
وتكثفت امس الحركة الديبلوماسية والسياسية في اتجاه لبنان في خط موازٍ للعمليات العسكرية الاسرائيلية، إذ زار بيروت مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش واجتمع الى كل من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، ثم الى وفد من قوى 14 آذار، لينقل الى المسؤولين اللبنانيين نتائج محادثاته في اسرائيل حول مشروع قرار مجلس الأمن الذي اتفقت واشنطن وباريس على نصوصه لاحقاً، تمهيداً لعرضه على المجلس. ويزور بيروت اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم عشية انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب غداً في العاصمة اللبنانية.
واذ أبدى الجانب اللبناني اعتراضات على بعض ما حمل ولش في مشروع الحل، فإن مصادر نيابية أبلغت"الحياة"أن بري اعترض على اقتراح ولش حلاً على مرحلتين، تقضي الأولى بوقف العمليات العدائية والثانية تتضمن آلية تنفيذ الحل الشامل، ورأى في محادثاته مع المسؤول الأميركي أن هذا الحل يبقي اسرائيل و"حزب الله"على سلاحهما وأي حادث يعيد الوضع الى نقطة الصفر. واعتبر بري ان وقف العمليات الحربية لا يتضمن انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ويترك الأمر لمرحلة لاحقة وهذا غير مقبول.
وأخذ بري والسنيورة على الاقتراحات التي طرحها ولش انها لا تتضمن حلاً لمسألة مزارع شبعا. واتفقت المصادر الوزارية والنيابية على وصف الحل بأنه غير متوازن لأنه يخالف الأولويات التي طرحتها البنود السبعة التي وافق عليها مجلس الوزراء، خصوصاً ان أفكار ولش لم تشر الى حل لقضية مزارع شبعا.
وعقب محادثات ولش مع بري والسنيورة، بدأ الأخير اتصالات واسعة مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمجموعة العربية، مشيراً خلالها الى ان لبنان لا يتحمل أي مشروع لا يشمل آلية لاستعادة مزارع شبعا، كما ورد في البنود السبعة التي أجمعت عليها الحكومة. وكانت حجة السنيورة أن سعي المجتمع الدولي الى حل كامل، يتجنب قضية مزارع شبعا مناقض لتبني عدد من الدول للبنود السبعة، فكيف يكون الحل الكامل إذاً، خصوصاً أن الحجة القائلة أن إسرائيل لا تستطيع تحمل الانسحاب الآن غير مقبولة.
وذكرت مصادر نيابية أن بري اتصل بالسنيورة فور مغادرة ولش منزله واطلع رئيس الحكومة على اعتراضاته على ما حمله المسؤول الأميركي لتنسيق الموقف قبل استقبال السنيورة ولش.
وذكرت مصادر نيابية ان بري في سياق رفضه وقف العمليات الحربية لمدة أسبوع وتغييب قضية مزارع شبعا عن الحل، لقي جواباً من ولش بأن الإدارة تعطي ضمانة بالسعي الى حل لقضية المزارع لكن رئيس البرلمان وجد ان الضمانات لا تفي بالغرض، خصوصاً ان قرار مجلس الأمن الرقم 425 الخاص بانسحاب إسرائيل من لبنان بقي من دون تنفيذ لأكثر من 22 سنة، وانه والسنيورة أبلغا ولش ان عدم الانسحاب الإسرائيلي من المزارع يعيق بسط سلطة الدولة على أراضيها، كما ينص عليه القرار، ويضع صعوبات أمام إيجاد حل لسلاح"حزب الله".
وأوضحت المصادر ان بري أكد لولش ان الوزير المعلم سيقول خلال زيارته بيروت اليوم كلاماً يؤكد لبنانية المزارع.
كما أشارت المصادر الى ان بري توقف كثيراً أمام طرح ولش ايكال مهمات المراقبة للقوات الدولية التي يطرحها المشروع الدولي، للمرافئ والمطارات والمداخل البرية بين لبنان وسورية. ونقلت المصادر عن بري تأكيده أنه لا يمكن أن نعطي بالسلم حلاً لمصلحة اسرائيل في وقت لم تستطع أن تأخذ شروطها بالحرب. وأشارت الى غياب أي شيء عن عودة النازحين في مشروع القرار المتعلق بالمرحلة الأولى.
وأكدت مصادر ديبلوماسية ان من الملاحظات اللبنانية ان المرحلة الأولى لا تتضمن رفع الحصار المفروض على لبنان.
وفيما انعقد مجلس الوزراء اللبناني استثنائياً مساء أمس، أشار الوزير محمد فنيش حزب الله الى ان الحزب لن يوقف اطلاق النار اذا بقي جندي اسرائيلي على الأرض اللبنانية.
وفي القاهرة، اشارت مصادر في الجامعة العربية الى ان الاجتماع الوزاري في بيروت يهدف أولاً الى تقديم الدعم السياسي العربي للحكومة اللبنانية وصمود الشعب اللبناني أمام الاعتداءات الإسرائيلية، وتأكيد رفض الاحتلال الإسرائيلي، وتوحيد الموقف العربي إزاء الحرب على لبنان. ونقل عن مساعد الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي أن الاجتماع لقي دعماً قوياً من عدد من الدول العربية، ويساند خطة السنيورة التي طرحها على مؤتمر روما. وأوضحت دوائر ديبلوماسية أن غالبية الدول العربية ستشارك في الاجتماع، ومنها: سورية والجزائر واليمن والإمارات وسلطنة عمان والكويت وقطر، اضافة الى السعودية ومصر. وقالت المصادر ان موسى يقوم بجولة عربية للاتفاق على جدول أعمال المجلس الوزاري والذي يتوقع أن يتضمن مواضيع بينها اعادة اعمار لبنان ودعم اقتصاده بعد الحرب، مشيرة الى أن الاجتماع التضامني مع لبنان"سيطلب وقفاً فورياً وغير مشروط لإطلاق النار. وستنقل طائرة من عمان بعض الوزراء الى بيروت فيما تنقل طائرة أخرى بقية الوزراء من القاهرة.
التطورات الميدانية
وكثفت اسرائيل عملياتها العسكرية منذ فجر أمس فنفذت انزالاً جديداً في محيط مدينة صور الجنوبية هو الثاني بعد الإنزال الذي نفذته في بعلبك قبل 3 أيام، مما أدى الى اشتباك قواتها مع رجال المقاومة ومع الجيش اللبناني الذي سقط له معاون أول وجرح آخر فيما جرح 8 من الكوماندوس الاسرائيليين أحدهم ضابط في حال الخطر. وأعلنت المقاومة عن احباطها الانزال الذي حصل فجراً. إلا أن مسؤولاً في الجيش الاسرائيلي قال أمس أن ثلاثة من قادة حزب الله قتلوا خلال الإنزال.
وسقط ستة مدنيين أمس و 27 جريحاً على الأقل نتيجة القصف الإسرائيلي الشديد على الضاحية الجنوبية والجنوب من الساحل الى القطاع الشرقي. وكان نصيب بلدة عيترون زهاء ألف قذيفة اسرائيلية. وطاول القصف منطقة البقاع مجدداً فاستهدف طرقات وجسوراً في محيط مدينة الهرمل والطريق الذي يربطها بمنطقة الشمال. وشمل القصف أيضاً البقاع الأوسط واستهدف شاحنة تحمل محروقات، والبقاع الغربي حيث دمرت غارة جوية منزلاً على قاطنيه. كما دمرت الطائرات الحربية هوائياً في منطقة تومات نيحا في البقاع الغربي، لتلفزيون"إن بي إن". وتواصلت المواجهات الميدانية بين القوات الإسرائيلية و"حزب الله"التي سعى الاسرائيليون الى التقدم فيها، وأعلن الحزب عن احباط محاولات التقدم الاسرائيلية في عيتا الشعب ووقوع 6 اصابات في الجيش الاسرائيلي وعن تدمير آلية مدرعة في عيترون واصابة من بداخلها من الجنود الاسرائيليين وعن تحقيق اصابات مؤكدة في صفوفهم في بلدة الطيبة بعد تدمير ناقلة جند مدرعة.
وردت المقاومة بإطلاق أكثر من 170 صاروخاً على شمال اسرائيل وتحديداً مدن حيفا، عكا، صفد ونهاريا ومستعمرات أخرى. وقتلت 3 نساء من عرب اسرائيل في أحد الصواريخ. واتهم مصدر عسكري اسرائيلي حزب الله بإطلاق دفعات صواريخ على هضبة الجولان سقطت في الأراضي السورية وأنه سعى الى جر سورية الى المواجهة الدائرة. لكن"حزب الله"أكد أنه قصف قاعدتين عسكريتين في عين حامول وعيلبون.
وجاء التطور الخطير أمس بإعلان الجيش الاسرائيلي أنه طلب من سكان مدينتي صور وصيدا اخلاءهما. وقال متحدث بإسم الجيش ان الطيران الحربي سيقصف مواقع ل"حزب الله"في المدينتين، مشيراً الى وجود منصات اطلاق صواريخ على شمال اسرائيل. واتهم"حزب الله"باستخدام السكان اللبنانيين كدروع بشرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.