أكد الفنان السوري جمال سليمان أن شخصية الصعيدي مندور أبو الدهب في مسلسل" حدائق الشيطان" مغامرة فنية بالنسبة اليه وتحد ينتظر نجاحه. المسلسل بطولة سمية الخشاب وأميرة العايدي وهادي الجيار الى جانب جمال إسماعيل وهو من تأليف محمد صفاء عامر وإخراج إسماعيل عبدالحافظ. أكد جمال سليمان لپ"الحياة"ان كل دور بالنسبة إليه مغامرة لأنه يفترضه جديداً ويفرض على الممثل تحديات جديدة سواء على صعيد البنية النفسية للشخصية أو على صعيد لهجتها أو المجتمع الذي جاءت منه، وپ"هذه باختصار مهنة التمثيل، يجب ان تخوض المغامرة وتشحذ نفسك وهمتك كي تنجح"وأضاف: أنا أدرك أنه تحد صعب خصوصاً بعد ان يسترجع المرء في ذهنه عدداً من الممثلين الكبار الذين لعبوا شخصيات صعيدية متميزة بداية من عبدالله غيث ووصولاً إلى ممدوح عبدالعليم، فهؤلاء ممثلون مبدعون قدموا شخصيات صعيدية حفرت في ذاكرة المشاهد، وبالتالي من الصعب جداً على أي كان أن يشكل إضافة إليهم. ولكني اعمل بجد وإخلاص حتى أقدم شخصية مندور أبو الدهب بشكل جميل وغني ومقنع". وحول أسلوبه في تجسيد شخصية الصعيدي، قال جمال سليمان: يجب ألا يخضع الممثل للصورة المبدئية لشخصية الإنسان الصعيدي أو اللبناني أو السوري أو الخليجي، فالبشر يعبرون عن أنفسهم ويسلكون بطرق لا تخطر على البال أحياناً انهم أشخاص يتمسكون بلباسهم المحلي ليس لحبهم له أو للبيئة التي أتوا منها، وانما لأن هذا يمنحهم حضوراً معيناً ويوصلهم الى مكاسب معينة. وهم أحياناً يخلعونه لأغراض معينة أيضاً وربما لموقف اجتماعي وسياسي". تكيّف ما وأضاف سليمان:"من هذا المنطلق رأيت سلوك شخصية مندور أبو الدهب عندما يأتي الى القاهرة ويتناول الطعام في فندق خمس نجوم او يعقد الصفقات أو يسهر في الكباريهات فإنه يلبس ملابس عصرية أنيقة لأنه يريد ان يقول إنه متكيف وانه افضل من الآخرين في بيئتهم. كان في إمكاني ان أغير قناعي متى شئت، ولكني جعلت الشخصية في المقابل تحتفظ ببعض الأشياء البيئية كالعصا. فعلى رغم انه يرتدي البدلة"الشيك"يحمل عصا، لأنها بالنسبة اليه من رموز الهيبة ووسيلة للسيطرة". وعن صدى لقائه بمثل هؤلاء في حياته قال جمال سليمان لقد التقيت كثيراً من هؤلاء الأشخاص، وأحياناً راقبت أشخاصاً ليسوا صعايدة لكنهم من بيئة متشابهة. أما موضوع البدلة والعصى فاستقيتة من شخصية ليست مصرية اساساً ولكنها تنتمي الى بيئة متشابهة. الإنسان اليوم مهما كانت بيئته اصبح قادراً على رؤية ملايين الصور ويختار منها ما يعتقد أنه مناسب للصورة التي يريد ان يبدو عليها". وأكد جمال سليمان أن مندور أبو الدهب قد يكون شخصاً شريراً ولكن ليس كذلك في المطلق، وهذا أحد أهم عناصر الكتابة عند صفاء عامر، فمندور هنا، في بعض الأحيان رقيق الحاشية ولطيف الكلام وحنون، لكنه أحياناً شخص قاس يقتل من دون ان يرمش له جفن. وهذا أمر طبيعي وجزء من تكوين البشر لا يوجد اسود بالمطلق أو ابيض بالمطلق". وأضاف: لا أخشى من عدم تعاطف الجمهور معي كممثل لأن الجمهور يدرك أنني اقدم شخصية. كما أنه شاهدني وتعاطف معي في أدوار أخرى في"صلاح الدين"وپ"صقر قريش"وغيرها بل انه سيتعاطف أحياناً مع مندور"أبو الدهب"وهذا في رأيي أمر إيجابي، لأننا نريد ان نقول للمشاهد ان هذا الإنسان الذي رأيتة مرتين في حالة إنسانية نبيلة يفعل الخير ويطعم اليتامى أو يتبرع لبناء مسجد يمكنه ان يكون في المقابل قاتلاً أو فاسداً أو لصاً. ونفى جمال سليمان أخيراً ان تكون الاستعانة به في الدراما المصرية بهدف استغلال اسمه كنجم في تسويق المسلسل، وقال:"مصر بلد النجوم ولا يمكن تفسير الاستعانة بي لهذا الغرض ولكن انطلاقاً من رغبة كل فنان الاستفادة من الآخر في عمل مختلف".