لا ريب في أن تركيا قلقة ومترددة، على غرار جميع الدول المدعوة الى ارسال قوات الى لبنان. فهذه الدول لا تثق بإسرائيل وأعمالها المحتملة في لبنان. وتركيا اختبرت التعامل مع اسرائيل في مناسبات كثيرة. وآخر هذه المناسبات كانت يوم طلبت السلطات الإسرائيلية من وزير الخارجية التركي، عبدالله غول، لقاء عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى الثلاث حين زيارته إسرائيل، الأحد الماضي. ورجت إسرائيل غول إبقاء الزيارة سرية وطي الكتمان، ثم سربت السلطات الإسرائيلية خبر الزيارة الى الصحافة. ومن أين للخارجية التركية الثقة في إسرائيل بعد هذه الحادثة؟ والحق أن السلطات الإسرائيلية درجت على مثل هذا السلوك. فالصحافي الاميركي المعروف، ثوماس ريكس، وهو مراسل صحيفة"واشنطن بوست"، نقل عن محللين استراتيجيين اميركيين أن الجيش الإسرائيلي يتعمد الإبقاء على بعض منصات صواريخ"حزب الله". فتواصل إطلاق الصواريخ على اسرائيل، يحمل الغرب على دعمها أي اسرائيل، ويتجاوز قلق الرأي العام الدولي من صور القتل والدمار في لبنان. ولم تنف الحكومة الاسرائيلية مزاعم ريكس. والحق أننا أمام دولة تغامر بأرواح مواطنيها لكسب حرب نفسية. وعليه، كيف لنا ان نثق في حفاظها على حياة جنودنا في لبنان؟ وحري بتركيا تحريك عملية السلام بين اسرائيل والعرب عوض اللهاث وراء تعهدات إسرائيلية ولبنانية وسورية بعدم التعرض للجنود الأتراك من تهديد حياتهم. ولعل الوساطة بين اسرائيل والعرب تناسب تركيا ودورها الإقليمي. فالفرصة سانحة الآن لجولة جديدة من مفاوضات السلام. والوساطة السياسية أفضل من ارسال قوات الى لبنان والدخول في متاهة الواجبات العسكرية. عن فهمي كورو ، "يني شفق" التركية، 26\8\2006