لا يتوقع المسؤولون الإسرائيليون دوام الهدنة القائمة مع"حزب الله". ولعل قتال"الرباعي الشرير"سورية وايران وپ"حزب الله"وپ"حماس" فرض اسرائيلي. فهو يسعى الى السيطرة على الشرق الاوسط. والحق أن إسرائيل لم تمن بخسارة قاطعة في الحرب، ولكنها لم تنتصر. وخسر"حزب الله"نحو 500 مقاتل، ومعظم صواريخه المتوسطة والبعيدة المدى، وشبكة خنادقه بجنوب لبنان. ورجال الاستخبارات الإسرائيلية على يقين من أن فقدان"حزب الله"ترسانة الصواريخ هذه لا يسرّ إيران. فهذه أرادت بقاء صواريخ"حزب الله"، واستهداف اسرائيل بها في حال قصفت هذه، أو الولاياتالمتحدة أسلحتها النووية. ولن تألو سورية وإيران جهداً لإعادة مخزون"حزب الله"إلى سابق عهده. يرى"الرباعي"أن صواريخه قادرة على إضعاف تفوق إسرائيل العسكري، وإلحاق خسائر جسيمة به. وعلى رغم نجاحه في وقف العمليات الانتحارية، يعجز الجدار العازل عن وقف الهجمات الصاروخية، ما يلزم إسرائيل تأجيل انسحابها من الضفة الغربية. وفي الاثناء تتسلح حماس وتكدس الصواريخ في غزة، ثم تطلق"انتفاضة ثالثة"، على ما اقترح كاتب في صحيفة"الرسالة"، الناطقة بلسانپ"حماس". ولا شك في أن سورية هي الحلقة الأضعف في التحالف الرباعي، على رغم كونها قاعدة أمامية لإيران. فسورية هي ممر الذخيرة إلى"حزب الله"، ومعقل خالد مشعل، ومركز استخبارات إيراني - سوري جديد يتعقب تحركات الجيش الإسرائيلي، وينقلها إلى وكلائه التنفيذيين، بحسب مصادر استخباراتية اسرائيلية. ويأمل المتفائلون في وزارة الخارجية الأميركية ان تؤدي بعض التنازلات الأميركية والإسرائيلية، على غرار إعادة مرتفعات الجولان إلى سورية، إلى فصل المسارين السوري والايراني. ولكن الولاياتالمتحدة تنشد، منذ 1990، عقد صفقة مع سورية. ولم تبلغ بغيتها الى يومنا هذا. والحق ان سورية لا تتنازل، ولا تلين شوكتها، إلا بعد تهديدها باللجوء الى القوة العسكرية، على ما فعلت تركيا في 1998. ويومها، هددت تركيا سورية بضربات عسكرية إذا لم تمتنع عن دعم الإرهابيين الأكراد وأثمر التهديد امتناع سورية فعلاً. وبحسب شلومو أفنيري، مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق، شنت اسرائيل الحرب الخاطئة. فعوض استهداف لبنان، كان على بلاده ضرب سورية. فالقوات السورية المسلحة اقل حماسة من"حزب الله"، وهي في متناول سلاح الجو الاسرائيلي. ولكن اسرائيل ديموقراطية ليبرالية، ولا تشن حرباً إذا لم تستهدف بالعدوان مباشرة. وهذا ما تعول عليه سورية. وهذه تفضل مواصلة القتال الى آخر قطرة دم لبناني. وعلى خلاف سورية، يفضل الإسرائيليون السلم. ولكن الاسرائيليين لا يخيرون بين السلم والحرب، بل بين الحرب القريبة في غزةوالضفة الغربية، أو الحرب الأبعد التي يشنها العدو وفقاً لشروطه هو. ولا يسع الإسرائيليين تجاهل الخطر، وانتظار زواله. فهذا خطأ ارتكبته إسرائيل مع"حزب الله"في الاعوام الستة الماضية. عن ماكس بوت، "لوس انجيليس تايمز" الاميركية، 23\8\2006