لا قلب للإمبراطورية، لا قلب لأميركا جورج دبليو بوش التي اختطفت الكرة الأرضية رهينة في حوزة المحافظين الجدد وپ"فوضاهم الخلاقة". لا قلب لدولة الحديد والنار، لا قلب لإسرائيل الدولة المسخ الطالعة من لحم الأسطورة تنشر الدمار والخراب وتخطف أعمارنا وأعمار أبنائنا وأعمار أبناء أبنائنا. لا قلب للصراصير البشعة المتوحشة العملاقة تدور في الشوارع والطرقات المدمرة وتقذف حمم النار على أبناء مارون الراس وبنت جبيل وعيتا الشعب. لا قلب للطيور المعدنية، المصنوعة في قلب الإمبراطورية والمهداة من عرق الشعب الأميركي للنازيين الجدد، الطيور المعدنية التي تحلق عالياً، بعيداً بعيداً من نيران المقاومين في جنوبلبنان الصامد، فتصب نقمتها على أجساد الأطفال النائمين في قانا، الأطفال الوادعين، الملتجئين إلى ملاذ دار المعاقين في قانا، الهاربين من جحيم المدافع إلى جهنم الطائرات، صاعدين إلى السماء بملابس النوم، لأن أولمرت وعمير بيرتس ودان حالوتس، وسواهم من عصبة الشر والقتل، لم يمهلوهم لكي يغيروا ملابس النوم وليرتدوا زياً أكثر اتزاناً ورسمية! لا قلب لبوش، لا قلب لإيهود أولمرت، لا قلب لكوندوليزا رايس، لا قلب للأمم المتحدة، لا قلب لمجلس الأمن، لا قلب للاتحاد الأوروبي، لدول العالم الأول أو الثاني أو الثالث، لا قلب للعولمة التي تسعى لكي نتساوى جميعاً في الاستهلاك. لا قلب لنا جميعاً ونحن نشهد الآلة العسكرية الإسرائيلية وهي تسوي لبنان الجميل بالأرض، وهي تهرس لحم الأطفال وتطحن عظام النساء والمسنين معربدة تحت أنظارنا وأسماعنا، ومختطفة كل عرق ينبض في جنوبلبنان ووسطه وشماله. قانا الأولى وقانا الثانية، وقبلهما وبعدهما: دير ياسين، والطنطورة، والدوايمة، وقبية، ونحالين، وكفر قاسم... والحبل على الجرار. مجزرة تليها مجزرة والدولة المسخ تكبر وتكبر وتقتات على الدم ولحم الأطفال الطري، والعالم كله يسمع ويشاهد ويشيح بوجهه متملقاً أسطورة الحديد والنار. قانا 1996 وقانا 2006. كم من مياه مرت من تحت الجسر بينهما بعد أن هدمت إسرائيل الجسور والبنايات ودمرت البيوت على رؤوس ساكنيها؟ عشر سنوات بالتمام والكمال ولم تبرد نار هذا الكيان المسخ المزروع في قلب الأرض العربية. كأنه ينتقم من هروبه الذليل الجبان عام 2000 من أرض جنوبلبنان الصامد. كأن ساسته السابقين واللاحقين يقتاتون على الضغينة، على الأسطورة التي تقوم عليها دولة إسرائيل. يهدمون البيوت على ساكنيها. يحرقون لحم الأطفال في لبنان وفلسطين. يسوون البنايات بالأرض بعشرات الأطنان من القنابل الآتية من هناك، من أرض كولومبوس البعيدة، المتعطشة للدم، تخطف أرواح الملايين من البشر في هذه الأرض التي لا تحب بوش ولا ديك تشيني ولا كوندوليزا السمراء بجلدها الأسود وقناعها الأبيض كما يقول فرانز فانون. لا قلب لي ولم تشل يدي وأنا أشهد كل هذا الدم يملأ الشاشات، كل هذه الأجساد الصغيرة معبأة في أكياس النايلون بملامح شوهتها الطائرات!