عندما التهمت مجموعة من الفقمات طيور الأطيش، عنصر الجذب الرئيسي للسياح في لامبرتس باي، استنجد سكان البلدة الصغيرة في جنوب أفريقيا براكب أمواج وفنان وسرب مزيف من طائر الأطيش البحري الذي يأكل السمك. وتتكاثر طيور الاطيش في جزيرة صغيرة قبالة شاطئ لامبرتس باي على ساحل الأطلسي على بعد 250 كيلومتراً شمالي كيب تاون منذ مطلع القرن العشرين، حتى باتت جزءاً من المناظر الطبيعية وإن كان خشناً وكريه الرائحة. وكان سياح من أنحاء العالم يتدفقون على البلدة لمشاهدة الطيور وينفقون بسخاء في المتاجر المحلية والمطاعم والفنادق. وقالت مارييت برايتينباخ مالكة فندق لامبرتس باي المطل على المرسى:"اعتقدنا أن الطيور ستظل موجودة دائماً... لم يتخيل أحد أنها سترحل". ولكن، في غضون بضعة شهور، بدأ عدد الطيور يتراجع. وتسببت في المشكلة مجموعة من ذكور الفقمة المؤذية من مستعمرة قريبة للفقمة ذات الفراء. وسبق لهذه الثدييات أن هاجمت طيور الاطيش والتهمتها في البحر، لكن بعض الفقمات باتت تتهادى على الصخور لتدخل إلى مستعمرة الطيور وتنقض عليها في أعشاشها. وبعد نفاد نحو مئتين من طيور الاطيش، طار ما تبقى منها بحثاً عن مكان اكثر أماناً، وانخفض عدد السياح بنسبة 65 في المئة. وقدرت خسارة القطاع الفندقي بما بين 1.5 مليون ومليوني راند مئتا إلى ثلاثمئة ألف دولار سنوياً في البلدة بسبب رحيل الطيور. ودعت برايتينباخ إلى اجتماع في كانون الثاني يناير لمناقشة الأزمة، واختيرت لرئاسة لجنة للتحرك والبحث في سبل جذب الطيور والحفاظ على سلامتها. وبعد اقتراح تجربة الشراك، تولى صنعها الفنان المحلي غيريت بيرغر الذي صنع قالباً بالحجم الطبيعي لطائر الاطيش واستخدمه لصناعة 50 شركاً من الجص. ونشرت الطيور المزيفة في الأعشاش المهجورة في أوائل تموز يوليو بعدما عينت الهيئة الإقليمية للحفاظ على البيئة كيب نيتشر ايف تشيسيليت مديراً للجزيرة وهو يعمل على خطط لحماية طيور الاطيش من الفقمات. وقال تشيسيليت الذي يعشق ركوب الأمواج:"في غضون ساعة من وضع الشراك بدأت طيور الاطيش تحط... فطيور الاطيش الحقيقية لم يعجبها أن تستولي الشراك على أعشاشها. كانت تنقر أعين الشراك بمناقيرها". وكان بيرغر فخوراً بشراكه. وقال:"سعدت للغاية لأن طيور الاطيش ظنت أنها حقيقية". وعاد نحو عشرة آلاف من طيور الاطيش إلى الجزيرة بحلول منتصف آب أغسطس. وستبدأ خلال أسابيع في وضع بيضها.