في وقت تجتمع الدول المساهمة في القوات الدولية المعززة في جنوبلبنان"يونيفيل"غداً الاثنين في مقر الاممالمتحدة في نيويورك، دعا الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي انان ورئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي إلى"تطبيق سريع للتعهدات الأوروبية"بالمساهمة في تعزيز"يونيفيل". وأكدت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو - ماري أن الجنود الفرنسيين في القوة سينتشرون خلال عشرين يوماً، فيما أعلنت روما أنها ستُرسل الخميس المقبل خمس سفن على متنها ألف جندي. وقالت مصادر ديبلوماسية في الأممالمتحدة إن الاجتماع الرسمي الذي سيُعقد غداً، سيجمع مخططي دائرة حفظ السلام في المنظمة ومندوبي الدول المساهمة في"يونيفيل". وكانت الأممالمتحدة اضطرت الى تأجيل الاجتماع الذي أعربت عن الأمل في عقده مطلع الأسبوع الماضي، في انتظار نتائج اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسيل أول من أمس. وفي روما، اتفق رومانو برودي وأنان على ضرورة تطبيق سريع للتعهدات التي قطعتها دول أوروبية خلال اجتماع بروكسيل بالمساهمة في"يونيفيل". وقالت رئاسة الحكومة الإيطالية في بيان إن أنان أعرب لبرودي خلال اتصال هاتفي أمس، عن"شكره الحار لقيادته التي سمحت بهذه التعبئة الاوروبية الاستثنائية". وشدد الرجلان على"ضرورة تنفيذ سريع للتعهدات، من دون نسيان المشاكل الاخرى في منطقة الشرق الاوسط، وفي مقدمها القضية الفلسطينية". وأشار البيان إلى أن أنان"أبلغ برودي بعض المبادرات الهادفة إلى الحصول على مساهمات أخرى لصالح يونيفيل من جهات غير أوروبية"، كما أبلغه عن جولته المقبلة في الشرق الاوسط التي سيبقى فيها"على اتصال"معه. ودعا أنان إلى اتمام المرحلة الاولى من نشر القوة"في غضون بضعة أيام". إلى ذلك، أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية اليو - ماري لصحيفة"وول ستريت جورنال"أن الجنود الفرنسيين في"يونيفيل"سينتشرون خلال عشرين يوماً. وافادت الصحيفة أمس إن"اليو - ماري قالت ان الجنود الفرنسيين لحفظ السلام سينتشرون على الارض في لبنان خلال عشرين يوماً، بعدما حصلت فرنسا على توضيح مهم في شأن استخدام القوة". وأضافت أن"دورية للامم المتحدة تعرقل عملها على احد الطرق عناصر ميليشيات، لا تستطيع، وفق القواعد العادية لعمل الاممالمتحدة، ان تستخدم القوة اذا لم تطلق هذه العناصر النار. لكن ما حصلنا عليه هو أنه بات في استطاعتنا استخدام القوة في حال مشابهة ... لا أريد أن أرسل رجالاً يمكن أن يتعرضوا للإذلال". وسخرت من الذين اتهموا فرنسا بالضعف، خصوصاً الانتقادات"الآتية من مواطني بلد ليس لديه احد على الارض في لبنان واعلن عزمه على أن لا يرسل احداً"، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وأعلنت هيئة أركان الجيش الفرنسي أمس أنها وضعت عشر وحدات من سلاح البر في حال التأهب، استعداداً لارسالها الى لبنان فور تحديد تشكيل"يونيفيل". وقال ناطق باسم هيئة الأركان إن الوحدات العشر باشرت جمع المعدات الضرورية والكشف على آلياتها. وأضاف"جميعنا متأهبون وعلى استعداد للتحرك سريعاً". وفي السياق نفسه، نقلت صحف إيطالية عدة عن مصادر عسكرية أمس أن روما سترسل اعتباراً من الخميس المقبل خمس سفن حربية إلى لبنان تقل بين 700 و1000 عنصر على متنها. وستعطي الحكومة الضوء الاخضر لهذا التحرك في اجتماع تعقده غداً. وأعلن برودي أن الوحدة الايطالية يمكن ان"تتوجه الى لبنان اعتباراً من الثلثاء". وستلتقي حاملة الطائرات"غاريبالدي"وسفن"سان ماركو"و"سان غيوستو"و"سان جورجيو"قبالة الشواطئ الايطالية، لتبحر معا إلى الناقورة، حيث مقر القيادة العامة ل"يونيفيل". وسيبلغ عدد الجنود على متن هذه القطع البحرية نحو 2500 رجل، لكن اقل من 1000 منهم سينضمون الى القوة الدولية، على أن ينضم الباقون الذين تعهدت ايطاليا بارسالهم بعد شهرين او ثلاثة اشهر. وسيتم إرسال فوج"سان ماركو"لرماة البحرية وفوج النخبة"سيرينيسيما"، اللذين حازا خبرة ميدانية واسعة خلال انتشارهما في العراق. ومن المقرر ان ترافقهما قوة برمائية وجنود من الوحدات الخاصة، وكذلك فوج استطلاع من الخيالة مع مدرعات"سانتورو"المزودة مدافع 105 ملم. اسرائيل في غضون ذلك،"هنأت"إسرائيل الأوروبيين على تعهدهم إرسال سبعة آلاف جندي إلى لبنان. وقال الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف:"تهنئ إسرائيل كل البلدان الاوروبية على قرارها ارسال هذه الوحدات في اطار القوة الدولية الى لبنان ... هذا القرار سيُساهم إلى حد كبير في تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701. اسرائيل ستحترم التزاماتها بموجب النص، وتتوقع ان يحترم لبنان التزاماته، بهدف ان يحل السلام والاستقرار في المنطقة". وأشار ريغيف إلى أن إسرائيل اتصلت بعدد من الدول الإسلامية لتشجيعها على المشاركة في"يونيفيل"، لكنه لم يسم أياً من هذه الدول، مكتفياً بالقول إن أول طرح لهذه القضية كان مع تركيا. وأضاف"إذا قررت تركيا المساهمة، فسيكون ذلك موضع ترحيب من جانبنا. لكننا اتصلنا أيضاً بدول أخرى". خلافات تركية غير أن تركيا تشهد خلافاً داخلياً كبيراً في شأن المشاركة في"يونيفيل"، خصوصاً بعدما أبدى الرئيس أحمد نجدت سيزار معارضة قوية لمشاركة بلاده. وقال في مؤتمر صحافي لدى تنصيب قائد جديد للقوات البرية، إنه يعارض إرسال قوات تركية إلى لبنان"في هذه الظروف"، موضحاً أن القرار 1701"لا يدعو إلى نشر قوات تشارك في عمليات إعادة الاعمار والاغاثة كما عرضنا، وإنما يدعو إلى نشر قوات محاربة تشارك في القتال". وانتقد حماس الحكومة للمشاركة في تلك القوات، مؤكداً أن"على تركيا أن تلتفت في المقابل إلى مشاكلها الامنية الداخلية وأن تركز على محاربة حزب العمال الكردستاني والقضاء عليه". وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اكد لنظيره اللبناني فؤاد السنيورة خلال اتصال هاتفي بينهما مساء الجمعة ان تركيا ستقف إلى جانب لبنان، رداً على طلب الأخير"عدم التخلي"عن بلاده وإرسال قوات تركية ضمن القوات الاوروبية التي ستشارك في"يونيفيل". لكن قائد الاركان الجديد الجنرال يشار بيوك انيط أكد أن الجيش لم يتلق أي تعليمات من الحكومة في شأن هذه المشاركة. وأشار إلى أن"الجيش يعمل على سيناريوات واحتمالات مختلفة استعداداً لاي موقف". وتشهد تركيا استقطاباً لافتاً قد يتحول إلى توتر سياسي على خلفية قضية المشاركة في"يونيفيل"، إذ ما تزال الحكومة مترددة، على رغم حماس اردوغان الشخصي للموضوع. بيد أن وزير الخارجية عبدالله غُل الذي زار لبنان واسرائيل وسورية الاسبوع الماضي للبحث في هذا الموضوع، شدد على ضرورة الحصول على ضمانات بسلامة قواته وعدم تعرضها للخطر أو اطلاق النار. أما المعارضة التركية، فترى في موقف اردوغان إذعاناً لضغوط أميركية لتوفير غطاء اسلامي ل"يونيفيل". وهي تعتقد أن"يونيفيل"سيُطلب منها الدخول في اشتباكات خفيفة مع عناصر"حزب الله"، لذا فهي تعارض في شدة مشاركة تركيا، وتشدد على أنه لا يجوز إرسال قوات تركية الى لبنان تلبية لطلب أميركي، فيما ترفض واشنطن مطالب أنقرة المتكررة للقيام بعمليات عسكرية في شمال العراق ضد معاقل حزب العمال الكردستاني.