جددت الدول الأوروبية، المتوقع مشاركتها في تعزيز القوة الدولية الموقتة في جنوبلبنان يونيفيل، مطالبتها بتحديد مهمة هذه القوة التي أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال مشاورات في شأنها مع رؤساء حكومات ايطاليارومانو برودي وتركيا رجب طيب أردوغان وفنلندا ماتي فان هانن، ضرورة مساهمة أوروبية واسعة فيها. وأعلن قصر الإليزيه أن شيراك ناقش تركيبة قوة"يونيفيل"الموسعة ومهمتها المستقبلية خلال اتصالات هاتفية مع برودي وأردوغان وفان هانن، وشدد على أهمية"التوازن الضروري في توزيع فرق هذه القوة، الذي يجب أن يعكس مشاركة المجتمع الدولي بأسره، خصوصاً الدول الأوروبية". كما أكد الحاجة الى توضيح مهمات القوة ووسائلها وقواعد الاشتباك وتسلسل القيادة، في شكل سريع". وسبق أن أكدت فرنساوايطاليا حاجة هذه القوة الدولية إلى تفويض واضح. وكان برودي أعلن أن ايطاليا يمكنها ارسال ثلاثة آلاف جندي سريعاً، فيما قررت فنلندا ارسال 250 جندياً لكنها لن تنشرهم قبل تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأعلنت الأممالمتحدة أول من أمس الحاجة الى مزيد من الجنود الأوروبيين لقوة طليعية تريدها على الأرض قبل 28 الشهر الجاري لضمان وقف للنار بين اسرائيل و"حزب الله". وطلب وزير الدفاع الالماني فرانتس يوزف يونغ"تفويضاً لا لبس فيه من الاممالمتحدة"في شأن اجراءات الالتزام بالقوة الدولية في لبنان، وذلك في مقابلة تصدر غداً الاثنين في مجلة"فوكوس"الألمانية. واعتبر يونغ أن البحرية الالمانية ينبغي أن يكون في مقدورها استخدام القوة اذا لزم الامر لمنع نقل الاسلحة الى"حزب الله"في اطار عملها قبالة سواحل لبنان واسرائيل. واعرب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في مقابلة تنشر اليوم الاحد، عن قلقه ازاء"هشاشة"الهدنة في لبنان. وقال الوزير الألماني لصحيفة"بيلد ان شونتاغ"ان"وقف النار ما يزال هشاً، لذا علينا أن نعمل على جعل الوضع أكثر استقراراً". وذكرت بلجيكا أنها لا تزال تنتظر"تفويضاً واضحاً ومحدداً من الاممالمتحدة"قبل الالتزام بارسال قوات الى لبنان. وقال الناطق باسم رئيس الوزراء غي فيرهوفشتات إن بلجيكا لا تزال على"موافقتها المبدئية"من ارسال قوات الى لبنان، لكنها"لا تزال تدرس الوضع"قبل الالتزام بذلك. وتطلب بلجيكا من الاممالمتحدة"توضيحات في شأن السياق العملاني"للقوة الدولية العاملة في جنوبلبنان يونيفيل، وخصوصاً في ما يخص"قواعد الالتزام"في حال حصول معارك. وأضاف الناطق ديدييه سويز"سنرى في الايام المقبلة مع شركائنا الاوروبيين، لا سيما الفرنسيين، كيف سنضبط الوضع". وفي روما، اعلنت رئاسة مجلس الوزراء في بيان ان برودي اتفق مع الرئيس الفرنسي"على ضرورة مشاركة كبيرة"لدول الاتحاد الاوروبي في القوة الدولية المعززة في لبنان. وقال وزير الدفاع الإيطالي آرتورو باريزي إن بلاده"مستعدة لتحمّل أعباء قيادة قوة اليونيفيل"التي ستُرابط في الجنوباللبناني وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن الرقم 1701. وقال:"في حال عرضت علينا الأممالمتحدة هذه المهمة، فإننا سنستجيب لها بالتأكيد"، إلاّ أنه أضاف"بما أن قرارات الأممالمتحدة نتيجة لتسويات بين الأطراف، طلبنا منها مؤشرات واضحة في شأن قواعد العمل لأن أي غموض سيُدفع ثمنه على الأرض". وأكد باريزي أنه"ينقل قلق عسكريينا الى الحكومة". وأكد وزير الدفاع الإيطالي أن"قرار مشاركة إيطاليا في اليونيفيل غير مشروط، إلاّ أن ذلك يرتبط بمشاركة عدد من الدول الأوروبية التي يٌفترض أن تتحمل المسؤولية أيضاً لإنجاح المهمة". وقال باريزي إن"الهدف الأساسي لقوة اليونيفيل هو دعم سيادة الدولة اللبنانية وسلطة الحكومة والجيش في بسط السيطرة على كامل التراب اللبناني، ما يعني أن الدولة ينبغي أن تكون هي صاحبة السيادة الكاملة". الى ذلك، افتتح ممثلو 12 حزباً شيوعياً من الشرق الاوسط وجنوب شرقي اوروبا اجتماعاً في أثينا خُصص للنزاع في لبنان، بادانة تعزيز القوات الدولية المنتشرة في ذلك البلد. وأعلنت الامينة العامة للحزب الشيوعي اليوناني اليكا باباريغا لدى افتتاح اعمال الاجتماع ان هذا الطلب"يلبي دعوة الولاياتالمتحدة واسرائيل"الى القضاء على"حزب الله"و"ضرب المقاومة اللبنانية"و"يحمل في طياته بذور نزاع جديد اعنف". وتشارك الاحزاب الشيوعية في الاردن وايران واسرائيل وقبرص ولبنان والبحرين وسورية حزبان وتركيا والاراضي الفلسطينية والسودان في هذا الاجتماع الذي ينظمه الحزب الشيوعي اليوناني حتى اليوم الأحد.