تسلم الرئيس المصري حسني مبارك خلال استقباله أمس وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهي الثانية خلال أسبوع، تتناول التطورات الحالية على الساحة العربية، وخصوصاً الوضع في لبنان. وعقد كل من الأمين العام للجامعة عمرو موسى ووزيري خارجية مصر والسعودية اجتماعاً ثلاثياً قبيل اجتماع لجنة المتابعة العربية والاجتماعين التشاوري والرسمي لوزراء الخارجية العرب في مقر الأمانة العامة للجامعة، تناول الجهود العربية لدعم لبنان، سياسياً ومادياً، وبحث في التحرك العربي لمنع تكرار الخروقات الإسرائيلية للقرار 1701. وأفادت مصادر عربية أن الاجتماع بحث كذلك في التحضيرات العربية على الساحة الدولية لتمهيد الطريق للتحرك العربي الخاص بدعوة مجلس الأمن الى عقد اجتماع رفيع المستوى خلال الشهر المقبل للنظر في الصراع العربي الإسرائيلي وإعادة ملف هذا الصراع مرة أخرى إلى المجلس ليؤدي دوره بدلاً من تركه بين أيدي وسطاء دوليين منحازين إلى إسرائيل. وفي غضون ذلك، ظهرت أمس بوادر خلاف عربي - عربي على أفضل الآليات المطروحة لإعادة إعمار لبنان. وفيما كشف مساعد وزير الخارجية المصري السفير هاني خلاف عن اقتراح مصري لتنظيم آلية طويلة الأجل لإعادة إعمار لبنان وفقاً لأولويات الحكومة اللبنانية، تشارك فيها كل من الجامعة العربية والبنك الدولي والأمم المتحدة، شدد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي على أن"هناك التزاماً عربياً بالعمل على إعادة إعمار لبنان في إطار عربي وليس دولياً". واعتبر ذلك أمراً ضرورياً كي"يُظهر العرب أنهم قادرون على تحمل المسؤولية نحو بلد عربي شقيق ... وتوجيه رسالة إلى العالم الخارجي تؤكد استمرار التعاون والتنسيق الشامل بين العرب". ونفى القربي أن تكون بلاده سحبت دعوتها الى عقد القمة العربية الطارئة، لافتاً الى أنها كانت أعلنت عن وقف مساعيها لعقدها. واعتبر أن طلب عدد من الدول العربية الأخرى عقد القمة نتيجة الدعوة التي أطلقها اليمن أولاً. وكان القربي أعلن في 23 تموز يوليو الماضي في صنعاء تجميد مساعي بلاده إلى عقد قمة عربية طارئة في شأن الوضع في لبنان من دون أن يُحدد أسباب هذا القرار، وذلك بعدما أعلنت بلاده موافقة 13 دولة على عقد القمة التي دعا اليمن إلى عقدها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في تموز يوليو الماضي، للتداول في الهجوم الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة. إلى ذلك، طالب وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ، في أعقاب لقائه الأمين العام للجامعة عمرو موسى قبيل الإجتماع الإستثنائي لوزراء الخارجية العرب، الدول العربية بتقديم مزيد من المساعدات والتضامن والتعاون مع لبنان من أجل الخروج من المحنة الحالية التي يعيشها والمساهمة في عملية إعادة الإعمار. وأكد إستمرار بلاده في العمل على نشر الأمن والاستقرار في جنوبلبنان من خلال انتشار الجيش اللبناني وبمساعدة القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة يونيفيل. وأشار صلوخ إلى انتشار الجيش في الجنوب ووصوله إلى مزارع شبعا، مشدداً على قدرته على توفير الأمن على الحدود مدعوماً بقوات اليونيفيل التي سيزيد عددها في المستقبل، مشدداً على أن"لبنان سيبقى لؤلؤة وسيعود أخضر وسيحافظ على سيادته واستقلاله". وثمّن صلوخ مواقف جميع الدول العربية أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان ومنذ اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، مروراً باجتماع بيروت في السابع من الشهر الجاري وحتى اليوم، رافضاً التعليق على الموقف السوري وانتقادات الرئيس بشار الأسد لعدد من الدول العربية. وقال:"لست في موقع لأتكلم فيه عن أي شخص"، ورحب بوجود قوات عربية ضمن القوات الدولية في لبنان، قائلاً إن أي قوات عربية شقيقة يمكن أن تشارك في قوة اليونيفيل إذا رغبت في ذلك. وتابع أن بلاده حصلت على وعود من بعض الدول بإرسال قوات إلى لبنان ومنها إيطاليا وأسبانيا والدنمارك وباكستان وإندونيسيا وماليزيا، إضافة إلى فرنسا التي أرسلت بالفعل مئتي جندي وتدرس إرسال مزيد من الجنود، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الفرنسي أعلن خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت أن هناك ألفي جندي جاهزون للانتشار في جنوبلبنان. وندد وزير الخارجية اللبناني بالخروقات الإسرائيلية الأخيرة لقرار مجلس الأمن رقم 1701، مؤكداً أن إسرائيل لا تحترم على الإطلاق القرارات الدولية، معرباً عن اعتقاده بأن هذا الخرق لن يكون الأخير، وإنما ستستمر تل أبيب في خرق القرارات. واعتبر هذه الخروقات دليلاً على أن إسرائيل لا يمكنها أن تعيش في سلام أو أن تحافظ على الاستقرار والأمن والسلام، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اعترف بوقوع الخروقات الإسرائيلية. وأكد وزير الخارجية الكويتي الدكتور محمد الصباح أن ما يحتاجه لبنان الآن هو العمل وليس الخطب، مشيراً إلى أن بلاده خصصت أكثر من 800 مليون دولار لمساعدة ودعم الاقتصاد اللبناني وإعادة إعمار لبنان. واكد نظيره المصري أحمد أبو الغيط ضرورة دعم الحكومة اللبنانية في العمل على بسط سيادتها على كامل أراضيها، وكذلك احترام إسرائيل القرارات الدولية والتزامها بوقف العمليات العسكرية وانسحاب قواتها لما وراء الخط الأزرق.