رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أن"انتصار المقاومة ولبنان في صدّ العدوان الصهيوني الوحشي ووقف الحرب الإسرائيلية التدميرية بقرار مجلس الأمن الدولي، هو مقدمة لاسترداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي لا تزال تحت الاحتلال منذ عام 1967 حتى اليوم"، آملاً"أن تسير الخطوات العملية لاسترداد هذه الأراضي من العدو الصهيوني المحتل وعودتها إلى السيادة اللبنانية وبسط سلطة الدولة اللبنانية كاملة عليها، ليعم الأمن والسلام والاستقرار كل الأراضي اللبنانية ويعود اللبنانيون إلى بناء وطنهم ومستقبل أبنائهم". واعتبر ان قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701"وضع حداً للعدوان الإسرائيلي المدمر على لبنان"، مؤكداً"أهمية انتشار الجيش اللبناني على مساحة الجنوب كاملة"، مستغرباً"عدم إدانة مجلس الأمن لإسرائيل في عدوانها وتخريبها وتدميرها لمعالم العمران في لبنان وانتهاك حرمة الإنسان وقتل الأبرياء والرجال والنساء والأطفال، وملاحقة النازحين بصواريخها الحارقة وعدم تحميل مجلس الأمن لإسرائيل مسؤولية هذه الانتهاكات في لبنان من أقصاه إلى أقصاه". ودعا قباني إلى"الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها والالتزام بقرارات الحكومة اللبنانية التي تعبّر عن إرادة اللبنانيين الجامعة تجاه كل الأحداث الجارية، وعدم الاختلاف حولها إنقاذاً للبنان مما يُدبَّر له في الخفاء"، مشدداً على"وحدة اللبنانيين مسلمين ومسيحيين في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان، لأن هذه الوحدة هي ضمانة لبنان واستمراره وعدم وقوعه في الفتن وأخطارها". ودعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الدولة الى"تحمل مسؤولياتها وإعطاء الأولوية لدعم النازحين العائدين الى قراهم"، مطالباً وزارات الخدمات"القيام بواجباتها بالسرعة المطلوبة لتسهيل أمور المواطنين وتوفير مستلزمات الحد الأدنى من احتياجات الناس"، موجهاً التحية الى"المقاومة التي لقنت العدو الإسرائيلي درساً لن ينساه". وقال:"المطلوب بعدما ألقت الحرب أوزارها وعاد النازحون الى قراهم ان نشد أزرهم ونتعاون معهم ونعمل بكل الإمكانات الموجودة على توفير الطحين والخبز وغيرها من مقومات الحياة الكريمة"، مشدداً على"روح التعاون والألفة والتضامن والتنبه لخطر إسرائيل التي تتربص بوطننا الدوائر والشرور وأن نظل على استعداد من أجل التصدي لها والثبات على حقنا في أرضنا وفي دعم المقاومة". واعتبر شيخ عقل الموحدين الدروز بهجت غيث ان"الشرف الذي سطرته المقاومة في الجنوب ليس فقط للبنان، بل لكل الأمة العربية والإسلامية ولكل الأمم والشعوب في الكون التواقة الى الحرية والذين"لا يخافون من بشر مثلهم كي لا يسلطوا عليهم"، فهذا المنطق وللأسف ما زال سائداً في لبنان من الخائفين الذين يتلقون أوامرهم من بعض السفارات والدول الكبيرة والأممالمتحدة، وزاهدين في هذه القيمة الروحية الكبيرة التي نبتت في هذه الأرض الطيبة المباركة من خلال المقاومة التي سطرت ملاحم بطولية وأعادت الكرامة الى الإنسان. فكل أمة وكل شعب يتمنى ان يكون لديه مقاومة كالمقاومة اللبنانية التي رفعت الرأس، وهذا النصر بمثابة زلزال تحت أقدام كل المنحرفين والمتآمرين مهما كانوا، والحكومات التي تتآمر على شعوبها او لا تلبي إرادة شعوبها ستسقط كما حكومة إسرائيل، واذا كانت حكومة لبنان ليست على مستوى طموحات الشعب اللبناني وكرامته يجب ان تسقط". وأكد وزير الإعلام غازي العريضي بعد تفقده أنقاض مبنى"قناة المنار"في حارة حريك الذي دمرته الغارات الإسرائيلية، انه"سيتم تقديم بعض المساعدات الى وسائل الإعلام اللبنانية التي تضررت من العدوان الإسرائيلي الأخير، من خلال مردود برنامج أعدته الوزارة ومساعدات الهيئة العليا للإغاثة". وقال العريضي:"في مرحلة الانتصار الأول والتحرير عام 2000، قلنا ان إعلام المقاومة كان له دور أساس في صنع الانتصار. وبالتالي هم يدركون تماماً أهمية دور هذا الإعلام. لذلك أرادوا بداية ان يضربوا هذه الآلة المهمة لصناعة الانتصار، اي"المنار"التي استطاعت، لما كانت تستعد له من إمكانات وإرادة وعزم وتصميم، ان تستوعب الصدمات الأولى. وشاهدناها تعمل في شكل طبيعي من استوديو الى آخر في بث مباشر وحضور على الأرض, وتابع مراسلوها في كل المناطق العمل في ظروف وكأنها عادية، فيما هي حرب وصفت بكل أنواع الأوصاف بمعنى القساوة والضراوة والشراسة من الإسرائيليين". أزعور: لا خوف على التوافق وأكد وزير المال جهاد أزعور ان"ليس هناك خوف على التوافق، لأن لا مصلحة لأحد في عدم المحافظة على التوافق"، مشيراً الى ان"المرحلة المقبلة دقيقة جداً، وتتطلب وعياً أكثر بكثير من الذي كان موجوداً سابقاً، وتتطلب مشاركة أكبر في عملية إعادة النهوض، وعلى الجميع ان يكون متضامناً ومتعاضداً أكثر، لأن علينا عدم خسارة ما ربحه لبنان في هذه المرحلة". وعن قراءته الأولية لمسيرة إعادة الإعمار، أكد أزعور لدى تفقده المنطقة المنكوبة ان"المعاينة لا توصف بالكلام والمشهد الذي رأيناه هو غير عادي، وصور التلفزيون لا تظهره بطريقة دقيقة، ومن الصعب التعبير عن الشعور الذي كان لدي"، لافتاً الى ضرورة ان"يتعاون الجميع، لا سيما إدارات الدولة التي عليها العمل لمشاركة واسعة في عملية النهوض، وألا تقتصر على الحكومة، بل كل القوى الحية على الأرض، من مجتمع مدني وأهلي وقطاع خاص". ورأت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض ان "بناء دولة لبنانية قوية، دولة المؤسسات، هو الذي يمكن ان يؤمن الاستقرار في لبنان، الاستقرار النهائي للشعب اللبناني"، معتبرة ان"دولة المؤسسات هي دولة الطائف، ولا بناء لدولة في وجود ازدواجية القرار في قضية حمل السلاح، وفي قضية أخذ القرار بالحرب أو السلم، وإلا سنبقى مهددين من جهة من انتهاكات إسرائيلية لسيادتنا ومن جهة أخرى من إبقاء لبنان ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية ولمصالح الغير على أرضنا. وهذا الأمر كنا قد توافقنا عليه في الطائف، ونحن تمسكنا بهذا الموضوع بكل قناعة وبكل صراحة". ولاحظ الوزير السابق وديع الخازن انه"على رغم ما قيل حول أحقية التوقيت الذي خاضت فيه المقاومة اللبنانية معركة تحرير أسراها مع العدو الإسرائيلي، فإن هذه المقاومة خرجت، بعد تصديها البطولي لأعتى جيش أوسطي، منتصرة للبنان ومسجلة سطراً ساطعاً في تاريخه"، معتبراً ان"المهم الآن، ولو بالفولكلورية السياسية التي ألفناها في الملمات الوطنية، أن نعطي فرصة لهذه النتائج المتكررة في التحرير لكي توظف في استعادة ما تبقى من أرض محتلة ومعتقلين، لأن الوحدة الوطنية هي التي تحقق الهزيمة السياسية لإسرائيل، بعدما زعزعت صواريخ المقاومة ثقة الإسرائيليين بأنفسهم وبجيشهم". واعتبر النائب السابق عدنان عرقجي ان"أحداً لم يكن يتوقع أو يصدق ان فئة من اللبنانيين ستسارع قبل ان تضع الحرب أوزارها وقبل سريان وقف إطلاق النار الى المطالبة بنزع سلاح المقاومة. لكن ما حصل فعلاً كان كافياً لفضح هذه الفئة وكشف تورطها في الحرب الإسرائيلية على لبنان، بهدف نزع سلاح"حزب الله"وتطبيق القرار 1559 بالقوة". وعقدت الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية اجتماعها الدوري في مقر حركة الناصريين الديموقراطيين في بيروت وعرضت المستجدات على الساحة المحلية على ضوء القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي وما حققته المقاومة من انتصار تاريخي على العدو الصهيوني، ووجهت الأحزاب والقوى والشخصيات اللبنانية تحية"إكبار واعتزاز لقائد المقاومة وسيدها السيد حسن نصر الله وللمقاومين الأبطال الذين يعود لهم الفضل الأول والحاسم في تحقيق النصر".