يقول الاستاذ في مدرسة كريات شمونة ايهودا اوهايون، بعدما توقفت الاعمال الحربية صباح الاثنين بين اسرائيل و"حزب الله"،"انها المرة الاولى التي يعم الهدوء فيها في كريات شمونة. الامر غريب، بيد انه يحيي الامل". ويقول استاذ مادة الدين، الذي تطوع للعمل في بلدية المدينة الشمالية الاسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان بهدف مساعدة العائلات المحتاجة،"ان الناس هنا خائفون من تجدد اعمال القصف، وهم لا يثقون بالمستقبل". ولم تتعرض كريات شمونة للقصف صباح امس بعدما تلقت اكثر من 1000 قذيفة اطلقها"حزب الله"منذ بداية الحرب علما ان ثلاثة ارباع سكانها فروا جنوباً. وعادت حركة السيارات تدريجاً الى الشوارع في حين اعطى الدفاع المدني الاذن للمعامل والمصارف والمؤسسات الاخرى بفتح ابوابها. بيد ان الجو كان ميالاً الى التشاؤم فجر الاثنين، قبل بضع ساعات على دخول وقف اطلاق النار موضع التطبيق، في الملاجئ التي تجمع فيها سكان يشككون بامكانية عودة الاوضاع الى الهدوء. الي دادون، احد سكان المدينة، وهو عامل في مصنع بلاستيك في المنطقة، فر مع عائلته هرباً من القصف، قبل ان يعود امس لتفقد الاضرار والتحضير لعودة زوجته واطفاله الى المنزل. ويبدو ان الحظ حالفه اذ ان بيته، وهو فيلا فخمة، لم يصب سوى بشظايا قذيفة، في حين دُمر منزل جاره وأصيبت مدرسة قريبة اصابة مباشرة. وقال، بينما كان يلملم الزجاج المتناثر في منزله،"كنت اخشى ان يكون الامر اكثر سوءاً. اذا تأكد الهدوء، سأعود وأعيد عائلتي بعد بضعة ايام". وفي شارع هرتزل، تحتسي امرأة القهوة بهدوء على مدخل بناية وهي تستمتع بأشعة الشمس، على بعد خطوات من الملجأ التي قضت فيه الليل، مستعدة للعودة اليه في حال اطلقت صفارات الانذار مجددا. واشارت راشيل اوريت 50 عاما"انا اسكن في الطابق الثالث بيد انني افضل ان اكون هنا، قرب الملجأ لان الحرب لم تنته". وقال مساعد رئيس بلدية المدينة سامي ملول"اعتقد ان الهدوء سيُخيم، بيد ان الناس لا يجرؤون بعد على تصديق ذلك والخروج من الملاجئ". وبحسب حصيلة صادرة عن البلدية، اوقع القصف 25 جريحاً فضلاً عن تضرر 2003 منازل من اصل 7000 في هذه المدينة التي يقطن فيها 24000 شخص. واشار مساعد رئيس البلدية"تتمتع المدينة بأفضل شكبة ملاجئ في اسرائيل، ويتبع سكانها بدقة تعليمات الدفاع المدني بعدما تعرضت منذ سنوات لاطلاق قذائف كاتيوشاً، ما يفسر عدم وقوع الكثير من الجرحى". ولا تزال البلدية تتابع نشاطها انطلاقا من ملجأ واسع من الباطون المسلح، على بعد امتار من المبنى الذي تحتله في الاوضاع الطبيعية. ودعا رئيس البلدية حاييم بارفيفاي السكان الى ملازمة الملاجئ مطالبا الحكومة بأن تأخذ على عاتقها اصلاح الاضرار واعادة اعمار الابنية المهدمة. واشار مسؤول الامن في البلدية ايهودا فرودنبورغ"لن يكون من السهل العودة الى الوضع الطبيعي. الامر لا يتعلق فقط بالاضرار المادية. اناس عديدون منهارون معنويا". وانتقد عدم قيام السلطات الحكومية باخلاء المدينة، لا سيما من العجزة والمعاقين، منذ بداية الصراع. واستمرت مدافع الجيش الاسرائيلي القريبة طوال الليل بقصف المواقع داخل الجنوباللبناني، وفق ما افاد مراسل"فرانس برس". وسكتت المدافع قبيل الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش عندما دخل وقف اطلاق حيز التطبيق. اعلن قائد الدفاع المدني الجنرال اسحق غيرشون ان التعليمات الامنية لسكان شمال اسرائيل قرب الحدود مع لبنان لا تزال سارية على رغم توقف المعارك. وقال لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان"على سكان البلدات الواقعة على الجبهة الشمالية البقاء في الملاجىء وفي الاماكن المحمية حتى اشعار آخر"، مشيراً الى ان هذه البلدات هي تلك الواقعة شمال الخط الذي يمتد من عكا غرب الى كرمئيل شرق، اي مجمل الجليل الاعلى. واضاف انه بالنسبة للبلدات والمدن الواقعة جنوب هذا الخط، مثل حيفا، تم رفع التعليمات الامنية جزئيا، لكن التجمعات في الاماكن المكشوفة لا تزال ممنوعة. وتابع الجنرال غيرشون"سنقوم الوضع، واعتقد انه اعتباراً من صباح الثلثاء، يمكن للناس، الذين نزحوا الى الجنوب العودة الى منازلهم".