تحاول الحكومة التونسية، بالتعاون مع الشركات النفطية الدولية، تبني برامج للاستكشاف والتنقيب من أجل وضع حد للانخفاض في مستوى الإنتاج النفطي. إذ تشير معلومات منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول"أوابك"، أن احتياط تونس من النفط الخام هو بحدود 300 مليون برميل، والانتاج حوالى 72 ألف برميل يومياً، بينما يبلغ احتياط الغاز الطبيعي 78 بليون متر مكعب والانتاج 2.4 بليون متر مكعب سنوياً. وكان انتاج تونس من النفط الخام قبل عقدٍ بين الى 90 وپ100 ألف برميل يومياً من النفط الخام. وفي هذا المجال، باشرت مجموعة"بي آي ريسورسز"السويدية إنشاء منصة لتكثيف إنتاج النفط في حقل"أليسار"في خليج قابس جنوب ما سيتيح زيادة الإنتاج من 10 آلاف برميل يومياً في الوقت الحاضر إلى 35 ألفاً يومياً في السنة المقبلة. وكان رئيس المجموعة راب لاند أعلن بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي الشهر الماضي، أن الحكومة التونسية مددت الفترة التي منحتها للمجموعة للاستكشاف والتنقيب عن الغاز الطبيعي في حقل"أليسار"سنتين اضافيتين. الى ذلك، أعلنت أمس مجموعة"أو أم في"النمسوية عن ثاني اكتشاف نفطي في منطقة"النوارة"حيث تباشر التنقيب عن النفط بموجب إجازة حصلت عليها من الحكومة التونسية. وأكدت أنها اكتشفت طبقات من النفط والغاز في بئرين رئيسيتين على أعماق تراوح بين 3600 وپ3900 متر، وأنها تعتزم بدء الإنتاج التجريبي أواخر الشهر الجاري. وتوقعت الشركة أن يصل حجم انتاج الحقل الجديد إلى ستة آلاف برميل من النفط يومياً و58 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي في اليوم. يُذكر أن مجموعة"أو أم في"تشترك مع"المؤسسة الوطنية للنفط"قطاع عام في استثمار حقل"جنين"النفطي جنوبتونس بالتساوي. أما مجموعة"بريتش غاز"فاستثمرت 100 مليون دولار في إقامة مشروع لتصنيع مشتقات النفط في مدينة المحرس جنوبتونس، التي لا تبعد كثيراً عن حقول النفط والغاز التي تستثمرها في عرض سواحل محافظة صفاقس. وتأتي"بريتش غاز"التي أنفقت نحو بليون دولار على حقولها التونسية في المرتبة الأولى بين المستثمرين الأجانب في تونس. من جهة أخرى، قال مسؤولون في"الشركة التونسية لنقل النفط بواسطة الأنابيب"سوترابيل، إنها باشرت أخيراً مدَ أنبوب بطول 177 كيلومتراً لنقل النفط من المخازن الواقعة في ميناء"الصخيرة"جنوب إلى مدن في المنطقة الوسطى بطاقة 2.5 بليون طن في السنة. ويتضمن المشروع، الذي يعتبر أطول خط أنابيب في تونس، والذي يُستكمل تنفيذه في أواخر السنة المقبلة، إنشاء مخازن كبيرة في مدينة مساكن 150 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس بطاقة 45 ألف متر مكعب. واعتمدت"سوترابيل"قطاع عام في وضع المشروع على المردود الإيجابي لأنبوب النفط الرابط بين مصفاة بنزرت وضاحية رادس جنوب العاصمة تونس بطول 70 كيلومترا. وأتاح الأنبوب الذي أنشئ قبل عشرين عاماً السيطرة على الخسائر وتوفير حوالى 73 ألف طن مكافئ نفط. وأضافت المصادر أن مستثمرين خارجيين تعهدوا تمويل تنفيذ مشروع الأنبوب الثاني من دون إعطاء تفاصيل.