تقدم الفنان عباس أبو الحسن بشكوى الى نقيب السينمائيين المصريين ممدوح الليثي ضد المؤلف بلال فضل والمنتجة والموزعة إسعاد يونس والفنان كريم عبدالعزيز والمخرج أحمد نادر جلال، اتهمهم فيها بسرقة سيناريو فيلم"واحد من الناس"من سيناريو فيلمه"تحت الحزام"الذي كتبه منذ سنوات، وسيبدأ تصويره قريباً مع المخرج عادل أديب. وأرفق أبو الحسن بالشكوى نسخة من سيناريو فيلم"تحت الحزام"المرخص له رقابياً، وصورة من التعاقد مع شركة"العدل جروب"على انتاج الفيلم سابقاً وصورة من التنازل في الشهر العقاري، ومقارنة بين سيناريو فيلم"تحت الحزام"وفيلم"واحد من الناس". وطالب عباس أبو الحسن بإثبات واقعة السرقة، وقال عن التشابه بين الفيلمين إن الموضوع يصل الى التطابق في الخط الدرامي للانتقام الذي بُني عليه فيلم"واحد من الناس"مع الخط الدرامي لسيناريو فيلم"تحت الحزام". وطالب عباس أبو الحسن بتشكيل لجنة من أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الدكتور جابر عصفور والمخرج علي بدرخان والمخرج خيري بشارة والمخرج شريف عرفة والسيناريست تامر حبيب، والسيناريست محمد حفظي والمخرج رأفت الميهي، والناقد علي أبو شادي رئيسالرقابة على المصنفات الفنية والناقد سمير فريد لقراءة السيناريوين وإثبات واقعة السرقة. وأكد عباس أبو الحسن في مذكرته أن المنتجة إسعاد يونس سبق واطلعت على سيناريو فيلم"تحت الحزام"وأبدت إعجابها به، ولكنه فوجئ بسرقة الفيلم لمصلحة المؤلف بلال فضل. وعقد عباس أبو الحسن مقارنة بين السيناريوين قائلاً في شكواه ان"فيلم"تحت الحزام"يتناول قصة شخص وقع عليه ظلم معين وعجز عن الحصول على حقه لفساد سلطة التحقيق المتمثلة في رئيس المباحث، لذلك سيلجأ لأن ينتقم لنفسه بنفسه". أما فيلم"واحد من الناس"فيتناول شخصاً وقع عليه ظلم وعجز عن الحصول على حقه لفساد سلطة التحقيق المتمثلة في رئيس مباحث فاسد فيقرر أن ينتقم لنفسه بنفسه. ولخص عباس أبو الحسن التشابه بين السيناريوين في ست نقاط: تطابق شخصيتي رئيس المباحث الفاسد من دون حصول البطل على حقه بالقانون، وسبب الانتقام في سيناريو"تحت الحزام": مقتل خطيبة البطل، وفي"واحد من الناس"مقتل زوجة البطل، ثم ان قوى الشر في الفيلمين تحركها مجموعة من رجال الأعمال الفاسدين، وتأتي إثر ذلك خطة انتقام البطل من قوى الشر التي بُنيت على فكرة"الانتقام الذكي"وهدم إمبراطورية الشر بإيقاع أطرافها في بعضهم بعضاً بالخديعة والتحايل من دون ظهور البطل في الصورة، وخامساً: ظهور شخصية نسائية صغيرة السن وجذابة تعاون البطل في إثبات الحقيقة، وتحاول قوى الشر إيقاع الأذى بها، وتظهر على شكل محامية في"تحت الحزام"وصحافية في"واحد من الناس"، وأخيراً للبطل أخ في سن العاشرة، وبينهما علاقة خاصة في"تحت الحزام"وفي"واحد من الناس"أيضاً. وفي المقابل صرح السيناريست بلال فضل ل"الحياة"بأن ما فعله عباس أبو الحسن طبيعي بالنسبة إليه لأنه"من أعداء النجاح". وأكد فضل أنه قدم شكوى الى نقابة السينمائيين ضد عباس أبو الحسن وقام برفع دعوى قضائية ضده متهماً إياه فيها بالسب والقذف، خصوصاً بعد محاولة الأخير توزيع منشورات تفيد بأن الفيلم مسروق، أثناء العرض الخاص بنقابة الصحافيين. وقال بلال فضل:"ما يثبت أن ما قاله عباس أبو الحسن ليس له أساس من الصحة أنه قال إن بطل فيلم"واحد من الناس"له أخ في العاشرة من عمره وبينهما علاقة خاصة، وهذا غير حقيقي فلبطل الفيلم ابن لا أخ، كما أن الفيصل بيني وبينه هو الفنان كريم عبدالعزيز الذي سبق ورفض فيلم عباس أبو الحسن أربع مرات، فهل كريم عبدالعزيز من الغباء الذي يجعله يرفض فيلماً ويوافق على نص مسروق منه؟". وأضاف فضل:"التشابه الوحيد بين الفيلمين هو موضوع الانتقام وهذا الموضوع موجود في السينما العالمية وإلا لكان من حق كاتب فيلم"الكونت دي مونت كريستو"مقاضاة واتهام كل أفلام الانتقام الأخرى، أو خرج أنور وجدي من قبره ليطالب بسجن كل المؤلفين الذين أخذوا تيمة الانتقام من فيلم"أمير الانتقام"، وأضاف فضل:"في فيلمي يتورط البطل في شهادة أمام محكمة قتل فيها ابن أحد كبار رجال الأعمال، وحينما يشهد بالحق يقتل رجل الأعمال ابنه وفي فيلم"تحت الحزام""يُعري"مجموعة جزارين خطيبة البطل ويحاولون اغتصابها ويقتلونها فأين التشابه هنا؟ النجاح يفرض ردود أفعال وحقد لدى البعض وأنا متأكد من أن القانون سيعطيني حقي، مثلما حدث قبل ذلك في فيلمي"أبو علي"وپ"صايع بحر"...". ويعلّق صاحب النص عباس أبو الحسن على تصريحات بلال فضل قائلاً:"أعلم أن موضوع الانتقام أو أي مواضيع درامية أخرى ليست حكراً على مؤلف بعينه وإتمام دراستي السينمائية في أرقى الجامعات الأميركية - جامعة نيويورك قسم الإخراج السينمائي - يجنبني الوقوع في زلة الخلط الساذج بين استخدام الآخر للتيمة نفسها وبين ثبوت سرقة روح النص الأصلي، بتغيير أسماء الشخصيات وبعض الأحداث لإبعاد التشابه وإثبات واقعة السرقة الفنية، وما فعله معي بلال فضل سرقة فنية". ويؤكد أبو الحسن لپ"الحياة"إنه في السنوات العشر الأخيرة لم يظهر سوى فيلم وحيد بموضوع الانتقام كفكرة أساسية للدراما. وأضاف:"وإذا افترضنا جدلاً بتوافر حُسن النية فإن قانون الملكية الفكرية حسم هذه النقطة بالاحتكام الى أولوية التسجيل في الجهات الرقابية، لأن من الوارد تشابه أفكار المبدعين، وتوارد الخواطر ليس مستحيلاً وبالتالي فالحقوق محفوظة للكاتب الأصلي وجريمة السطو وقعت. يذكر أن فيلم"واحد من الناس"لاقى قبولاً جماهيرياً ونقدياً واسعاً، بسبب حديثه عن الطبقة العليا في المجتمع المصري، والفساد الذي استشرى فيها وتسبب في حنق الطبقة الكادحة. ويحذر الفيلم من فكرة أن الطبقة الكادحة في مصر ستنفجر في أحد الأيام في وجه السلطة ورجال الأعمال الفاسدين. كما يدعو الى ثورة المهمشين في المجتمع المصري. وحقق الفيلم حتى منتصف أسبوعه الثاني إيرادات تقدر بسبعة ملايين جنيه، في حين بلغت كلفته 12 مليوناً.