تشرّع مدينة أفينيون الفرنسيّة أبوابها حتى السابع والعشرين من تموز يوليو لاستقبال جمع من الفنانين وعشاق المسرح الذين سيؤمّونها من كلّ حدب وصوب أملاً في التمتع بأجمل العروض الفنية وأرقاها ضمن فعاليات"مهرجان أفينيون المسرحي". وبالطبع، لن يخيب أملهم، فبرنامج المهرجان يحمل توقيع الراقص الفرنسي الصربي الفنّان جوزيف نادج. وهو الذي كلّفه منظِّما المهرجان أورتانس أرشامبوت وفينسان بودرييه، خلفاً للمخرج الألماني توماس اوسترماير ومصمم الرقص البلجيكي جان فابر، تنظيم المهرجان واختيار موضوعه وحتى الفرق المشارِكة فيه. فكان أن اتّخذ"السفر"موضوعاً لهذا الحدث الفني الراقي الذي، وإن جاء استكمالاً للمهرجانات السابقة كما يبغي المنظِّمان، يُتوقع له أن يتّسم بالهدوء خلافاً للجدل الصارخ الذي أثاره الفنان التشكيلي جان فابر العام الفائت. وإلى نادج نفسه الذي سيقدّم عرضين أحدهما عنوانه Asobu، تبرز أسماء عريقة أخرى. فافتتاح المهرجان كان مع عرض Battuta لمسرح الفروسيّة زينغارو، وتلاه ايريك لاكاسكاد في عرض مستقى من رواية"البرابرة"تكريماً للروائي الروسي مكسيم غوركي. ثم الان فرانسون الذي سيكرّم الكاتب المسرحي البريطاني بوند في ثلاث مسرحيّات هي:"ولادة"،"كرسي"، وپ"إن لم تكن أنت". أمّا الروسي فاسيلييف فسيعرض بدوره موزار وسالييري من مؤلفات بوشكين، فيما سيكرّم الأرجنتينيّ مارسيال دي فونزو بو مجدداً مواطنه كوبي في "الدجاجات ليس لها كراسٍ"وپ"لوريتا سترونغ". ولليابان حصة أيضاً في عرضين أحدهما لإيريك فيغنر"مطر صيفي على هيروشيما"وثانيهما"ناس سيول"لفرديريك فيسباش الذي اختير الفنان المشارك للعام 2007. ويأتي اختتام الفعاليات في قراءة لمؤلفات جان فيلار، مؤسس المهرجان، من توقيع الكاتب المسرحي أوليفيير بي. وفي خضم هذه المواعيد الاستثنائية، يبرز يوم مميّز آخر هو السابع عشر من تموز يوليو الذي تحتفل فيه وزارة الثقافة الفرنسية راعية المهرجان، بالذكرى الستين، لپ"الاحصريّة المسرح". وأخيراً، يجب التوقف عند مهرجان ا-"Off"الذي تنظِّمه الشركات المستقلة هذا العام كما درجت العادة في الأعوام السابقة بالتزامن مع المهرجان الرئيسي. ومن المتوقع أن يستقطب هذه المرّة الآلاف إن سارت الأمور على ما يرام.