عندما ابتكر كاتب شخصية"جيمس بوند"الرجل الشرير بأسنان ذهبية كاملة، لم يكن يعرف ان ابتكاره سيشمل ثغر الجميلات وان الابتسامة الذهبية او الماسية ستكون من آخر صيحات الموضة. فالاسنان الذهبية او الماسية باتت موضة غربية جديدة تغزو الاوساط النسائية والرجالية على حد سواء. قد تعكس الثراء او الاناقة او التقدمية في ابتكار موضة فريدة، الا انها بدأت توزع الماس على اسنان الجميلات، ماسة تلو الاخرى، او مجموعة متكاملة منها تغطي الاسنان جميعها. والأسنان الماسية نوعان: ثابتة تبقى الى الأبد في اللثة وأخرى يمكن نزعها وفق الطلب لأنها تشكل"رداء ماسياً"للأسنان الطبيعية. كما يمكن ان تكون سناً واحدة تلائم مكاناً معيناً في الفم وفق الذوق... او مجموعة متكاملة من الاسنان الاصطناعية المصنوعة من الماس او من معدن ثمين، شبيهة ب"طقم"ماسي او ذهبي يغطي كامل القسم الاعلى من الاسنان، او القسم الاسفل... او الاثنين معاً. وتأتي هذه الاسنان من الماس الصرف او من اي معدن ثمين وفق الرغبة: ذهب ابيض أو أصفر، او بلاتينيوم. وتكون هندستها الجمالية ايضاً وفق الرغبة: مرصعة بالكامل بالماس او بصف واحد منه او برسوم هندسية خاصة، تصنع على الطلب ووفق شكل الاسنان الشخصية لكل سيدة، تماماً مثل الاسنان الاصطناعية. وتفرع من هذه الابتكارات، ابتكار فريد يكمن في لصق ماسة وحيدة على سن طبيعية واحدة في الفم بعد حفر مكانها لتستقر في داخله وفق حجمها ومنعاً لتساقطها في ما بعد. ومن الغني القول إن طبيب الاسنان وحده يستطيع القيام بهذه العملية في عيادته، نظراً الى دقتها ومنعاً لإثارة اي التهابات مؤذية للصحة. اما موضة الاسنان الماسية الدائمة، اي زرع الاسنان، فأطلقها مستشفى صيني متخصص في معالجة الاجانب والاختصاصيين المحليين، شرق مقاطعة صينية، من دون ان يتوقع الشهرة التي نالها. وهو بدأ عملية زرع الاسنان الماسية كتجربة"ديكور"جمالية مبتكرة في الفم. وأجرى في الفترة الاولى أكثر من اربعين عملية جراحية في هذا الصدد. وما لبثت ان انتشرت هذه الموضة في عيادات اميركية وغربية عدة بعدما زاد الطلب على هذه التكنولوجيا - الصرعة الفريدة، وبعدما تطورت تكنولوجيا الذرة التي تسمح بزرع ذرات اسنان طبيعية مكان تلك الفاسدة او غير الصالحة. وتتميز هذه الاسنان بأنها تقاوم كل العوامل الطبيعية وغير الطبيعية التي تجعل الاسنان العادية تتأذى وتتلف. وترافقت هذه التكنولوجيا مع ظاهرة صنع أغطية الاسنان الفردية من المعادن او الحجارة الثمينة. ويلعب الذهب دوراً اساسياً في صنع هذه الاسنان نظراً الى انه يقاوم الضغط الذي تتعرض له الاسنان العادية لدى مضغ الاطعمة وطحنها في الفم. ومن الطريف ان الذهب كان دائماً موجوداً في صناعة الاسنان وتصليحها من قبل، إذ كان يشكل"تاج"السن العادي، الا ان مكانه كان يتقرر حتى لا يظهر في الفم ابداً، اي لا تتم رؤية اي لمعان لدى الابتسام او الضحك... على عكس اليوم الذي نرى عودة بارزة للذهب في الصف الامامي، في مهمة اساسية تكمن في وجوب بروزه وظهوره الى العلن. وتأتي هذه الاسنان الثمينة"المتحركة"من الذهب الاصفر عيار 14 قيراطاً او 18 قيراطاً او 22 قيراطاً وفق الطلب. كما يمكن ان تكون من الذهب الابيض او البلاتينيوم 950. وذاع استعمال هذا النوع من الاسنان في شكل كبير ادى الى شيوعها على شبكة الانترنت عبر مواقع خاصة بها، تسمح للشاري بالإستغناء عن طبيب الاسنان. وهي تقدم للشاري رسمات هندسية عدة كما تسمح له بتصميم الرسم الخاص به. فيتم اختيار ما يريده، على ان يطلب بعدها"العدة"اللازمة لأخذ"بصمات"السن او مقاساته كما يفعل طبيب الاسنان عادة في عيادته. ولدى اتمام هذه العملية، ترسل"بصمات"السن الخاصة الى المختبر الخاص بهذه الغاية الذي يتولى ترجمتها الى ضرس اصطناعي من الذهب او الماس يلائم تماماً المكان الذي سيستقر فيه في الفم. وتتيح هذه التقنية الحصول على اسنان عدة برسوم مختلفة لضرس واحد، ليتم تبديلها وفق الوان الثياب او المناسبة التي ترافقها... لكنها كما اي قطعة من المجوهرات يجب استعمالها بانتباه، اي لا يتم الاكل بواسطتها ولا النوم، لا بل يجب الاعتناء بها كما اي خاتم ماسي، بانتباه تام وعناية فائقة.