تعليمات صريحة تلقاها أولاد عائلة أبو إبراهيم من ذويهم، تقضي"بتجنب مشاهدة الأخبار أمام الأطفال"... حسام 6 سنوات، رشا وعلي 15 عاماً. والعمل على تسليتهم والترويح عنهم عبر اللعب معهم أو زيارة الشاطئ والأماكن العامة، إضافة إلى تعريفهم بأصدقاء من جيلهم يساعدونهم على تمضية الوقت. تعليمات وان نفّذها بحذافيرها أبناء أبو ابراهيم، لم تتقابل برد فعل إيجابي من جميع أطفال العائلة الثانية. ففي الوقت الذي يستجيب حسام لمبادرات التسلية واللعب والتعارف، تبدي رشا قلة اكتراث ملحوظة منذ وصولها إلى سورية بُعيد بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، ومطاولة القصف الإسرائيلي حيّهم السكني في مدينة بعلبك. أم ابراهيم التي استضافت أصدقاءها اللبنانيين تقول إن"رشا تبدي صعوبة في التأقلم مع وضعها الجديد، ولا تكف عن البكاء. وغالباً ما نجد صعوبة في الحديث معها أو طمأنتها على أبيها". وتضيف بعد ضمّ رشا بين ذراعيها:"بكاؤها يضنيني وأبكي معها في معظم الأوقات وأشاركها الهواجس نفسها إلا اني أبذل كل ما في وسعي لطمأنتها بأن والدها بخير وان الأمور ستُحل قريباً". علي الابن الأكبر للعائلة اللبنانية المهجّرة، يبدي تفاؤلاً كبيراً بالنصر على العدوان الإسرائيلي. وعلى رغم مسحة الكآبة التي تبدو على وجهه يتكلّم بحماسة قائلاً:"أخاف على والدي وبقية أفراد عائلتي المحاصرين في لبنان، إذ أننا نواجه صعوبة في الاتصال بهم بسبب قصف هوائيات الهواتف الخلوية من جانب الإسرائيليين، لكنني على يقين بأن إسرائيل لن تنال من صمودنا". وفي حين يمضي حسام وقته في رسم البيوت المهدّمة والناس الهاربين من جراء القصف. يطغى موضوع الصمود والمقاومة على حديث علي. فيمضي يومه في خوض نقاشات ساخنة مع أفراد العائلة المضيفة وزوارها. العائلة السورية وأصدقاؤها يقومون بكل ما في وسعهم لتأمين الراحة للأصدقاء النازحين، وفي حين يصطحب أحد الجيران الأطفال برفقة أحفاده للنزهة على الشاطئ أو إلى كورنيش جبلة بهدف النزهة وتناول المشروبات والبوظة، يسعى آخرون إلى تأمين حاجات أم علي وأبنائها من خلال جمع الملابس أو غيرها من المتطلبات الأساسية إلى حين عودتها إلى ديارها.