صرح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مقابلة نشرتها صحيفة"يديعوت احرونوت"امس بأنه"قلق"من الخطط احادية الجانب لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في الشق الفلسطيني. وقال ملك الاردن في المقابلة التي نشرت عشية زيارة اولمرت الى عمان ان"اي خطوة احادية الجانب لاسرائيل تثير قلقي لانها يمكن ان تحرم الفلسطينيين من حقوقهم الشرعية المعترف بها دوليا، في اقامة دولة مستقلة على ارضهم". واضاف ان"خطوة احادية الجانب كهذه ستثير شعورا بعدم الامان لدى الفلسطينيين وكذلك لدى كل الذين يعملون من اجل السلام في المنطقة". وأكد ايضاً ان ذلك"يمكن ان يسيء الى الجهود الهادفة الى تحسين العلاقات بين اسرائيل والاردن". وتنص خطة اولمرت احادية الجانب على قيام اسرائيل في حال عدم وجود شريك فلسطيني"موثوق"باجلاء سبعين الف مستوطن في الضفة الغربية لاعادة تجميعهم في كتل استيطان ستضم لاحقاً خلف"الجدار الامني"الذي تبنيه اسرائيل في المنطقة. من جهة اخرى دعا الملك عبدالله الثاني في هذه المقابلة الى"تقوية رئيس السلطة الفلسطينية سياسيا ليحافظ على وحدة الفلسطينيين ويجنبهم ازمة انسانية". ودعا من جانب اخر حركة المقاومة الاسلامية حماس التي ترأس الحكومة الفلسطينية الى"الاعتراف بالقرارات التي اعتمدتها مختلف اجتماعات القمة العربية". وأكد العاهل الاردني ان على"اسرائيل والفلسطينيين تحريك خريطة الطريق"خطة السلام التي اعلنتها اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط الولاياتالمتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي قبل ثلاث سنوات وتنص خصوصا على وقف العنف واقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وسيقوم اولمرت الخميس بأول زيارة الى الاردن منذ توليه رئاسة الحكومة اثر الانتخابات التشريعية التي جرت في 28 آذار مارس الماضي. ويتوجه اولمرت اليوم الى الاردن ليعرض خططه الاحادية الجانب على الملك عبدالله الثاني. ويبدو ان اولمرت الذي التقى الاحد الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ وقبله الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض، يبذل اقصى جهوده للترويج لخطة"اعادة تجميع"المستوطنين في الضفة الغربية. وسيتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبوع المقبل الى بريطانيا وفرنسا لاجراء محادثات مع نظيره البريطاني توني بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك. وقال مسؤول حكومي اسرائيلي رفيع لوكالة"فرانس برس"ان"هذه الزيارة القصيرة الى عمان تظهر اولا ان ايهود اولمرت يسير على خطى سلفه ارييل شارون، وسيبلغ خلالها رئيس الوزراء العاهل الاردني انه سيحاول تنفيذ خطته في الضفة الغربية في حال تبين ان خوض مفاوضات مع الفلسطينيين امر مستحيل". واوضح المسؤول الاسرائيلي نفسه الذي رفض كشف هويته ان اولمرت سيبحث مع العاهل الاردني في رفض"حماس"تليين موقفها وامكان تنظيم استفتاء في الاراضي الفلسطينية حول وثيقة اعدها اسرى فلسطينيون تنص على الاعتراف الضمني باسرائيل. وقال هذا المسؤول:"قد لا يكون الاردنيون مستعدين لقيام دولة فلسطينية في جوارهم يقودها اسلاميون وقد يفضلون تاليا دعم محمود عباس". وأكد الاردن في بداية ايار مايو توقيف 20 ناشطاً في حركة حماس كانوا يحضرون لتنفيذ اعتداءات في المملكة وضبط اسلحة، بينها صواريخ"كاتيوشا"مصنوعة في ايران. وسيتطرق اللقاء بين اولمرت وعبدالله الثاني الذي سيستغرق بضع ساعات الى مكافحة الارهاب وتبادل المعلومات على هذا الصعيد. وكانت عمان شهدت في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر الفائت هجمات استهدفت ثلاثة فنادق واسفرت عن مقتل ستين شخصا، وتبناها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي يتزعمه الاسلامي الاردني ابو مصعب الزرقاوي. وعلى جدول اعمال القمة الاردنية - الاسرائيلية ايضاً قضايا ثنائية مثل تقاسم المياه في المنطقة. ووقع الاردن واسرائيل في 26 تشرين الاول اكتوبر 1994 اتفاق سلام اتاح تطبيع العلاقات بين البلدين اللذين كانا في حال حرب منذ عام 1948. وعام 2004 حقق التبادل الاقتصادي بين اسرائيل والاردن رقما قياسيا بلغ 185 مليون دولار. وعين الأردن الاسبوع الفائت سفيراً جديداً له في اسرائيل بعدما شغر هذا المنصب منذ آب اغسطس 2005.