يبدو ان مجتمع الشركات الأميركية الذي كان يتجاهل سابقاً ظاهرة ارتفاع درجة حرارة العالم ولا يعترف بصحتها، بدّل رأيه معترفاً بتأثير الظاهرة في التغيرات المناخية. وسعت الشركات الى إعطاء صورة جديدة باعتبارها من المدافعين عن البيئة. وبدأت شركات كبيرة مثل"جنرال اليكتريك"و"دوبونت"للكيماويات في اتخاذ خطوات لجعل مصانعها ومنتجاتها أكثر ترشيداً لاستخدام الطاقة، ولخفض انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري المرتبطة بارتفاع درجة حرارة الأرض. ولتأكيد ذلك روجت الشركات الأميركية لموقفها الجديد بكثافة في حملاتها التسويقية، مثل إعلان"فورد"عن سياراتها الجديدة بمحرك مزدوج يعمل بمصدرين للطاقة، وقال الإعلان"اعتقد أن حماية البيئة أمر سهل". وقال الناشطون في مجال حماية البيئة ان"التغيرات تتجاوز مجرد الكلام"، لكنهم حضوا المشرعين على توجيه الشركات الى هذا المسار من خلال فرض قواعد صارمة لضمان حماية البيئة". وأشار علماء الى ان"تزايد انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والناتجة عن إحراق الوقود الأحفوري، مثل النفط والفحم، تؤدي الى إرتفاع درجات الحرارة في أرجاء العالم، مرجحين حصول تغيرات من شأنها احداث كوارث من موجات حر شديد الى ارتفاع منسوب مياه البحار". وعلى مدى سنوات كانت الشركات الاميركية، تؤكد ان"التأرجح الطبيعي لدرجات الحرارة، يجعل معرفة تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على المناخ مستحيلة". وأعلنت شركة"جنرال اليكتريك"العام الماضي عن مبادرتها الى"خفض انبعاثات الغاز وزيادة مبيعاتها من المنتجات التي ترشد استخدام الطاقة". وبلغت مبيعات هذه المنتجات من غسالات الملابس الى محركات الطائرات 10.1 بليون دولار العام الماضي، وتسعى الى مضاعفتها في عام 2010. كما تهدف الى مضاعفة انفاقها على البحوث على مثل هذه المنتجات الى 1.5 بليون دولار في عام 2010. وتسببت مخاوف من أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض الى عواصف وأعاصير مدمرة مثل"كاترينا"الذي اجتاح معظم أجزاء نيو اورليانز، واسفر عن مقتل 1500 شخص في لويزيانا، في دفع شركات التأمين الى التفكير في هذه الظاهرة. وكشفت"أميركان انترناشيونال غروب"للتأمين التي بلغت خسائرها بعد حسم الضرائب بليوني دولار بسبب الاعصار كاترينا وكوارث أخرى العام الماضي، عن"تطوير مشاريع للحد من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري".