ينتظر أن يصل الى الخرطوم الأربعاء المقبل وفد مشترك من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، بتكليف من مجلس الأمن، لإعداد خطة لتحويل مهمات البعثة الأفريقية فى دارفور الى المنظمة الدولية. لكن زعيم قبيلة المحاميد المتهم بقيادة ميليشيا"الجنجاويد"التي تُلقى عليها مسؤولية فظاعات ارتُكبت في الإقليم، توعد أي قوات أجنبية تنشر في المنطقة، وقلل من العقوبات التي فرضها عليه مجلس الأمن هو وثلاثة آخرون. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير جمال محمد إبراهيم للصحافيين أمس إن الوفد المشترك من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي سيلتقي بمسؤولين في الحكومة وسيزور دارفور ثم يعود مرة أخرى الى الخرطوم ليبحث مع قادة الحكم في نشر قوات دولية في الإقليم إذا تقرر تحويل مهمات بعثة الاتحاد الأفريقي إلى الأممالمتحدة. في غضون ذلك، أعلن زعيم قبيلة المحاميد العربية موسى هلال المتهم بقيادة"الجنجاويد"، اتفاقاً مع القادة الميدانيين للحركات المسلحة في دارفور لوقف العدائيات وتسهيل تنفيذ اتفاق أبوجا على الارض. وكشف رفضه لطلب من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى السودان يان برونك للاجتماع به منفرداً، وأرجع سبب الرفض الى تمسكه بأن يكون اللقاء"تحت سمع وبصر حكومتنا ودولتنا وفي مكاتبها"، مبيّناً أن برونك رفض هذا الشرط. واعتبر ان الولاياتالمتحدة غير مؤهلة أخلاقياً لمحاكمة الآخرين"وتقديمهم كمجرمي حرب الى المحكمة الجنائية الدولية". وطالب بمحاكمة رئيسها جورج بوش وأعوانه على ما أحدثوه من خراب ودمار فى العراق وافغانستان. وقال هلال في تصريحات أمس ان قرار قبول نشر قوات دولية في دارفور"قرار دولة وليست لي أي سلطة فيه، ولكنني، كزعيم قبيلة، أرفض وجود أي قوات أجنبية في أرض دارفور". وأضاف قائلاً:"حتى القوات الأفريقية وجودها لا يسعدنا وينتقص من سيادتنا، ومشاكلنا بسيطة ولا تحتاج الى وجود قوة أجنبية، ونحن قادرون على حلها"، محذراً من انه لن يقبل بنشرهذه القوات"وإذا جاءت الى أراضينا سوف نعتبرها إهانة، وعلى الدولة ان تقف وقفة قوية في هذا الأمر، لأن العاقبة لن تكون حميدة". ورفض هلال في شدة تصنيفه وقبيلته ضمن"الجنجاويد"، مشيراً الى انهم كقبائل عربية سيساعدون الحكومة في جمع السلاح غير المصرح به. وطالب الحركات المسلحة أيضاً بأن تسلّم أسلحتها بعد ان تستوعب الحكومة قواتها المحددة في الاتفاق. واعتبر مطلب الحركات المسلحة نزع أسلحة ميليشيا الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية بأنه غير عادل لأنها قوات تابعة للدولة. ورفض هلال وضعه في قائمة مجرمي الحرب من قبل مجلس الأمن مع ثلاثة آخرين، وقال إن هذا الأمر لا يشغله كثيراً. وحذّر هلال من انهم لن يستسلموا لأي قوة"تهددنا أو تبتزنا، وإذا تمادوا في قراراتهم لن يجدوا منا إلا الدفاع عن النفس والقبيلة والبلد بكل الوسائل المشروعة"، منوها الى أن دارفور وأهلها قادرون على التصدي لكل عدوان أجنبي. وعلى رغم وصفه لاتفاق أبوجا بأنه ناقص، قال انه يحتاج الى مضاعفة الجهد لاقناع الجناح الآخر في"حركة تحرير السودان"بقيادة عبدالواحد محمد نور وزعيم"حركة العدل والمساواة"الدكتور خليل إبراهيم بالانضمام اليه. في غضون ذلك، أعلن 40 من القيادات العسكرية التابعة لعبدالواحد نور وخليل ابراهيم أمس استعدادهم لتوقيع السلام بعدما وصلوا الى أديس ابابا. وقالت مصادر سودانية إن 40 من القيادات الميدانية الموالية لنور وابراهيم وصلوا الجمعة الى العاصمة الاثيوبية والتقوا بمسؤولي الاتحاد الافريقي هناك واعلنوا استعدادهم لتوقيع وثيقة اتفاق ابوجا التي رفضها الزعيمان المعارضان. واشار القادة بينهم قادة عسكريون وسياسيون، الى انهم يرغبون في السلام، وأوضحوا"اننا لسنا ضد قياداتنا لكننا عانينا الكثير ونريد إنهاء المعاناة التي مر بها شعب دارفور". وطالبوا الوسيط الافريقي بمنح قياداتهم فرصة أخيرة لأيام قليلة، وإذا لم يوقعوا اتفاق السلام سيوقعه القادة الميدانيون. وعلم ان الاتحاد الافريقي وافق على مهل المتمردين مهلة جديدة تدوم اياماً قليلة فقط.