يتوجه الناخبون البيروفيون إلى مراكز الاقتراع اليوم للمشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي تضعهما أمام خيار من اثنين: إما الرئيس السابق آلن غارسيا وإما أولانتا هومالا . وكان هومالا حصل في الدورة الأولى على 30.6 في المئة من الأصوات، وهي نتيجة كانت الأعلى بين المرشحين الآخرين، وإن لم تكن كافية للفوز من الدورة الأولى. وحصل غارسيا على 24.3 في المئة من الأصوات، وهي نتيجة لم تهمه بقدر اهتمامه بأن يتأهل للدورة الثانية وينافس هومالا، مع حظوظ أكبر للفوز هذه المرة. وسبق أن بلغ غارسيا الدورة الثانية عام 2001، ولكن الفوز كان مكتوباً للرئيس توليدو التي تنتهي ولايته الآن والذي كان ناضل في الشوارع ضد حكم فوجيموري. ويعتبر غارسيا من مهّد فعلياً الطريق أمام فوجيموري عندما أنهى ولايته الرئاسية الأولى عام 1989 مغرقاً بيرو في أكبر أزمة اقتصادية عرفتها في تاريخها. وإثر هذه الولاية التي انتهت بكارثة، أصبح آلن غارسيا أكثر سياسي مكروه في بلاده، حتى وجد هذه المرة سياسياً مكروها أكثر منه، ما يجعل حظوظه كبيرة هذه المرة للفوز برئاسة بيرو بعد 21 سنة على ولايته الأولى. وهو يقول:"هذه المرة، لن أخيبكم". ولم يكن هومالا قبل سنة مدرجاً على لائحة المرشحين للرئاسة. فهو ضابط سابق نفذ انقلاباً عسكرياً فاشلاً في نهاية حقبة فوجيموري وأعلن العفو عنه بعد سقوطه، وعين ملحقاً عسكرياً في سفارتين في الخارج. دخل المعترك السياسي مستقطباً أنصار نموذج اقتصادي مغاير، معتمداً على الصوت الهندي الذي أخذ يرتفع في سلسلة جبال الأنديز، أسوة بما يحدث في بوليفيا حيث يشكلون غالبية، والأكوادور حيث يعتبرون أقلية. أما في بيرو، فيشكل الهنود أقل من نصف السكان. وفي الشهور الثلاثة السابقة للانتخابات، لم يحصل هومالا في استطلاعات الرأي على أكثر من 2 أو 3 في المئة من الأصوات، على رغم طرحه أسئلة مغايرة للطبقة السياسية، حيث أعطى صوتاً لفئات شعبية مهمشة لم يكن يحسب لها أي حساب. وهومالا القريب من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز لا يحظى بتأييد وسائل الإعلام والسياسيين الذين تحولوا مرغمين للاقتراع لآلن غارسيا، بعدما نجحوا في تحويل هومايا إلى"فزّاعة"أكثر تخويفاً من غارسيا. وتحولت الانتخابات إلى تفضيل لشر تعرفه على آخر تجهله. وترجح استطلاعات الرأي فوز غارسيا بفارق بين 4 و6 في المئة، يطغى عليها عنصر الشباب والنساء، في صفوف الأغنياء والطبقات الوسطى وفي العاصمة ومدن الداخل. أما هومالا، فسيتقدم بين الرجال والفقراء وكبار السن، وفي مدن الداخل الجنوبية وفي المناطق الريفية.