طغى العدوان الإسرائيلي على غزة والمناطق الفلسطينية، على الجولة التاسعة من مؤتمر الحوار الوطني اللبناني التي عقدت امس، وأعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري باسم المؤتمر، إدانته الهجمة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة، وطالب المؤتمر الحكومة اللبنانية بالتعاون مع الدول العربية لتحريك مجلس الأمن إزاء ذلك. وعُقد مؤتمر الحوار اللبناني امس في ظل أجواء إيجابية بين الأقطاب الذين تحلقوا حول الطاولة المستديرة لمتابعة مناقشة البند المتبقي على جدول الأعمال، والمتعلق بمصير سلاح"حزب الله"والمقاومة في إطار استراتيجية دفاعية لمواجهة الأطماع الإسرائيلية. وأدلى عدد من الأقطاب بمداخلات غابت عنها السخونة بخلاف التصريحات النارية للبعض خلال الأيام الماضية. وأكد معظم المشاركين ل"الحياة"ان ثمة توافقاً ضمنياً بين الأقطاب ال24 المشاركين، على استمرار الحوار الذي سيُستأنف في 25 تموز يوليو المقبل، ما يسمح بتمرير موسم السياحة والاصطياف اللبناني، وسط توقعات بانعكاسه الإيجابي على الوضع الاقتصادي. راجع ص7 وكان بري افتتح الجلسة امس بكلام مقتضب عن زيارته الى دمشق الأربعاء، مشيراً الى انه يقوم بتحرك داخلي وخارجي لتنفيذ قرارات الحوار الوطني التي لا يجوز ان تبقى حبراً على ورق. وتابع انه قرأ حديث الرئيس السوري بشار الأسد الى"الحياة"ووجد فيه إيجابيات وطلب موعداً منه،"وكانت نتائج الزيارة إيجابية والجو أفضل، وأنا سأتابع تحركي فنحن في حاجة الى مزيد من الجهد". ونفى ما تناقلته صحف محلية عن مفاجأة ستحصل قريباً بزيارة إحدى الشخصيات الى دمشق. كما اكد بري الحاجة الى الحوار واستمراره، نافياً ما يقال عن لاجدواه، فحاول زعيم تكتل"التغيير والإصلاح"العماد ميشال عون كان وصف الحوار بأنه ملهاة توضيح موقفه لكن بري قال له:"انا لا أقصدك بل أرد على بعض الإعلام". وبحث المؤتمرون التطورات في فلسطينالمحتلة واستغرق النقاش وقتاً طويلاً، ودانوا الهجوم الإسرائيلي. وأرخى الموضوع بثقله على البحث اللبناني في الاستراتيجية الدفاعية في مواجهة إسرائيل، فيما ابلغ بري أقطاب الحوار ان الرئيس الأسد كان أبلغه ان الطيران الإسرائيلي حلّق الثلثاء فوق القصر الرئاسي في اللاذقية. واعتبر زعيم كتلة"المستقبل"النيابية النائب سعد الحريري ان الوضع خطير في المنطقة"وهناك حالة جنون بفعل العدوان الذي تقوم به إسرائيل التي لا مصلحة لها في استقرار المنطقة، ومنها لبنان، ولا نستطيع مواجهة الأخطاء إلا بوحدتنا الوطنية، وأي فريق يهدد هذه الوحدة يخدم مصلحة إسرائيل". وقال ان"الاستراتيجية الدفاعية يجب ان تكون موضوع إجماع بين اللبنانيين، ومن الخطأ النظر إليها بأن فريقاً انتصر على آخر في وصفها". وعرض الرئيس السابق أمين الجميل وجهة نظره في مذكرة خطية من 17 صفحة، قال انها تنطلق من قواسم مشتركة مع شركائه في تحالف قوى 14 آذار، وناقش فيها الأفكار التي كان طرحها الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله معتبراً ان بعضها مقبول والآخر يحتاج الى نقاش، ومشدداً كما فعل جميع المتحاورين على ان لا جدال في ان إسرائيل في حال عداء مع لبنان. وطرح الجميل أسئلة حول الأمرة في الدفاع عن لبنان والتنسيق بين الجيش والمقاومة ومن يتخذ القرار في السلم والحرب. وقال أحد المتحاورين ل"الحياة"ان السيد نصرالله"تحدث عن أهمية بناء الدولة القادرة التي نطالب بها جميعاً فهل لدينا الدولة القادرة في إطار بحثنا عن الاستراتيجية الدفاعية كي تواجه العدوان والأطماع الإسرائيلية؟ علينا ان نبني المؤسسة الأمنية والعسكرية لتصبح قادرة على هذه المواجهة الدفاعية ولنسأل الجيش اذا كان قادراً، ونحن عندها لن نكون في منافسة مع الدولة في هذه المهمة". وتحدث العماد عون مؤكداً"ضرورة ان نعرف من يضغط على الزناد ويعطي الأمر إذ لا تجوز الازدواجية في هذا الموضوع ولنحدد من المرجع". وأيد رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الذي عاد فوزع الورقة التي كان أعدها في الجلسة السابقة، على الجميع. وفي مداخلة لرئيس حزب"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع، توجه الى نصرالله قائلاً:"أريد ان أستعيد ما قلته وإذا كنت فهمت ما تقصد. فهل تعني بتهيئة المؤسسات لتكون قادرة انه حين تصبح المؤسسات الأمنية قادرة على ان تتسلم هذه المنطقة أو هذا الموقع في الجنوب، إنكم تسلمونها إياها وتصبح من مسؤوليتها فتتم تجزئة تولي الدولة المسؤولية مكان المقاومة؟". وأوضح أحد المتحاورين ان نصرالله لم يعلق لا سلباً ولا إيجاباً، ما اعتبره البعض من قوى 14 آذار موقفاً جديداً منه، وهو ما جعل جعجع يصرح بعد انتهاء جلسة امس بأن هناك فكرة جديدة قد يتم التأسيس عليها في الجلسات المقبلة، للتوصل الى توافق وهي تنطلق من تجزئة الحل بالنسبة الى سلاح المقاومة.