اليوم هو الثالث من تير. فقبل سنة، في مثل هذا اليوم، انتصر محمود أحمدي نجاد في انتخابات المرحلة الثانية الى رئاسة الجمهورية بكثرة قاطعة. وأهم من انتصار أحمدي نجاد الحال التي مهدت الى انتصاره، وصبغت هذا اليوم بالعظمة. والكلام على الثاني من خرداد انتصار محمد خاتمي في 1997 يوجه الأنظار الى خاتمي وحده، رمز الإصلاح، وعندما ترجل خاتمي من قطار الإصلاحات، توقف القطار. وفي الثالث من تير لا نتذكر أحمدي نجاد وحده. فهو ليس رمزاً ولا يريد أحد أن يجعل منه أسطورة. والحق ان انتصار أحمدي نجاد ليس، ما رسخ الثالث من تير في الأذهان، بل انتصار الأصولية، وعودتها الى سياقها التاريخي والمثالي، وتجديد اعتمادها المبادئ الإسلامية للشعب الإيراني بعد الثورة الإسلامية. ويصح القول في ضوء الجيوب الأصولية ان بعض التيارات قد تعارض الأصولية وتتصدى لها، استجابة لردود فعل شعبية سببها سوء تفاهم بين الأصوليين وبين الشعب. والشعب الإيراني، في كل فرصة انتخابية سنحت، رجح كفة الأصولية، ما لم ينحرف الأصوليون عن طريق الحق. وعندها لا يصح أن يطلق عليهم اسم الأصوليين. ويجب ألا نغفل عن أن الأصولية ليست وقفاً على حزب ولا حكراً عليه. وعلى ما قال مرشد الثورة، الأصولية ليست نهجاً في مقابل النهج السياسي السائد، فهي ملك المؤمنين بأساس الثورة وملتزمي عقيدتها. وعليه فالأصولية هي الناس جميعاً. عن صالح اسكندري،"رسالت"الإيرانية ، 24/6/2006