واصلت اسرائيل امس حشد قوات عسكرية ضخمة على حدوها مع قطاع غزة تمهيداً، في ما يبدو، لهجوم بعد العملية التي قتل فيها الاحد جنديان اسرائيليان واختطف فيها ثالث هو غلعاد شاليت الذي اعلنت"لجان المقاومة الشعبية"في غزة امس انه"في مكان آمن"، فيما اعلنت الفصائل الفلسطينية، باستثناء"حركة الجهاد الاسلامي"الاتفاق على كل بنود"وثيقة الاسرى"التي تعني اعترافاً ضمنياً بوجود الدولة العبرية. ويعني هذا الاتفاق ايضاً الغاء الاستفتاء الشعبي الذي كان سيجرى على الوثيقة لو لم تتفق الفصائل عليها. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس في كلمة امام البرلمان:"حتى في ظل هذه الظروف الصعبة خلال الايام الاخيرة، اعلن اننا سنبذل كل ما في وسعنا لاجراء مفاوضات مع الفلسطينيين". راجع ص 6 و 7. وفي غزة، وبينما كان مقاومون فلسطينيون يجرون استعدادات لمواجهة هجوم عسكري اسرائيلي محتمل، اعلن قادة فلسطينيون ان ممثلي الفصائل اتفقوا على عقد اجتماع للجنة الوطنية العليا لاعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس في دمشق. وفي ردود الفعل على اتفاق الفصائل الفلسطينية على وثيقة الاسرى قال الناطق باسم البيت الابيض توني سنو امس للصحافيين:"دعونا ننتظر حتى نرى شيئا حقيقيا. اذا أرادت حماس أن تنال الاعتراف فعليها أن تنبذ الارهاب وعليها أن تتقيد بالخطوات الاخرى التي تحدثنا عنها.. هذه هي الشروط الاساسية، وبعدها يمكن أن نمضي من هناك". وقال مسؤول وزارة الخارجية الاميركية تحدث شرط عدم كشف اسمه:"لا اعرف ما اذا كان ذلك يغير اي شيء بالنسبة الينا". واضاف:"ولكن اي شيء يتحرك في اتجاه مباديء اللجنة الرباعية هو امر طيب. غير ان من الصعب بعد تصور ما يمكن ان يمضي اليه كل ذلك". اما في اسرائيل فقال عساف شريف المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء ايهود اولمرت:"لم تكن هذه الوثيقة مقبولة بالنسبة الينا على الاطلاق وما زلنا لا نرى فيها اي تغيير". ومن ناحيته قال مارك ريغيف الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان اسرائيل تركز حاليا على الافراج عن الجندي الاسرائيلي المخطوف، و"اذا لم يتم الافراج عنه فورا، فسوف نتحرك للافراج عنه. هذا هو الشيء الوحيد الذي يهمنا الان". واعلنت الامانة العامة للامم المتحدة انها تنتظر التوقيع الرسمي من جانب حركتي"فتح"و"حماس"على الوثيقة قبل التعليق رسمياً على معنى الاتفاق. وقال ستيفان دوجاريك الناطق باسم الامين العام ان الامين العام سمع بالتقارير عن الاتفاق"وعلمنا ان الاتفاق لم يصادق عليه بعد رهن توقيع المسؤولين في حماس وفتح، لكن الامين العام شجع دائماً المنظمات الفلسطينية على الحوار وضرورة التوصل الى اجماع وتجنب النزاع الاهلي". من جهة اخرى، طلبت اسرائيل في رسالة الى مجلس الامن التعبير عن"الادانة القوية"لاختطاف الجندي الاسرائيلي و"المطالبة باطلاقه فوراً". واصدر الامين العام للامم المتحدة بياناً دعا فيه الى اطلاق الجندي داعياً جميع الاطراف الى"ضبط النفس في هذه اللحظة الخطيرة وان نتخذ جميع الخطوات الممكنة لتجنب المزيد من التصعيد وسفك الدماء". وازدادت الامور تعقيداً امس بعدما اعلنت الشرطة الاسرائيلية انها تتحقق امس من معلومات تفيد بخطف مستوطن اسرائيلي على يد لجان المقاومة الشعبية في الضفة الغربية. وكان"ابو عبير"الناطق باسم"لجان المقاومة"اعلن امس ان"اللجان تمكنت من خطف مستوطن اسرائيلي في الضفة الغربية اول من امس الاثنين"، لكنه رفض كشف اسم المستوطن، مؤكدا"اننا نحتفظ بكافة المعلومات والوثائق الرسمية المتعلقة بالمستوطن وندعو العدو ليحصي مستوطنيه". واتصل اولياء الياحو عشيري من مستوطنة"عيتمار"شمال الضفة الغربية بالشرطة وابلغوها ان ابنهم لم يعد الى البيت منذ الاثنين. واعلن ميكي روزنفيلد الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية اننا"نقوم بالتحقق جديا من هذه المعلومات حول اختفاء"هذا المستوطن. الى ذلك، افادت مصادر امنية وطبية فلسطينية مساء امس ان ناشطا في"كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة"حماس"قتل وجرح خمسة آخرون نتيجة انفجار وقع في سيارة مدنية في غزة على اثر غارة جوية اسرائيلية. وافادت"كتائب القسام ان الناشط حمزة محارب وهو قيادي محلي في"الكتائب"، كان بمفرده في السيارة عندما حصلت الغارة. لكن مصدراً امنياً فلسطينياً افاد في المقابل ان الانفجار قد يكون داخليا داخل السيارة التي كانت تقل متفجرات، ولم تعرف اسباب انفجارها. ونفى ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان يكون الجيش الاسرائيلي شن غارة او تورط في اي شكل في هذا الحادث.