قدر خبراء في قطاع التسويق أن يحقق التسويق المباشر في الإمارات مبيعات تصل إلى نحو 13 بليون دولار بمعدل نمو سنوي يزيد على ستة في المئة. وأبدى خبراء عالميون خلال مؤتمر"التسويق المباشر 2006"الذي عقد في دبي على مدى اليومين الماضيين، انزعاجهم من سيطرة مجموعة محددة من الشركات على سوق التسويق في المنطقة. وحذروا من خطورة استمرار"انغلاق سوق التسويق في المنطقة على هذا العدد المحدود من الشركات"، مؤكدين أن من شأن ذلك"حرمان القطاع من تقنيات التسويق ووسائله الجديدة الأكثر ابتكاراً والأقل كلفة والأسرع في الوصول الى المستهلك". وشهد المؤتمر حضوراً لافتاً لشركات التسويق المباشر الدولية التي تتبنى أساليب مثل الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف النقالة، وغيرها من الأساليب الأكثر ابتكاراً والأقل كلفة. وقال نائب رئيس"هيئة التسويق المباشر"لتطوير الأعمال العالمية وللشؤون الحكومية تشارلز بريسكوت ل"الحياة"، إن سوق الشرق الأوسط"لا تزال تعتمد على وسائل تسويق تقليدية مرتفعة الكلفة وضعيفة التأثير"، متوقعاً أن تحقق وسائل التسويق المباشر المبتكرة انتشاراً كبيراً في السنوات المقبلة". وقدر"حجم قطاع التسويق في الولاياتالمتحدة بنحو 1.85 تريليون دولار، ما يزيد على 10 في المئة من إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة". ولفت الى أن"للأسواق الكبيرة الأخرى في أوروبا واليابان نسباً مماثلة. في حين لا تتعدى النسبة في منطقة الشرق الأوسط ومنها الإمارات 2 في المئة". وتحتل الجوانب التشريعية المتعلقة بالتسويق المباشر مساحة مهمة، فيما ترتبط جوانب أخرى بمدى انتشار الانترنت والهواتف المتحركة وغيرها من الوسائل الالكترونية التي تعد اسلحة رئيسة له. وفي الولاياتالمتحدة وأوروبا، تأتي أرقام المبيعات الهائلة على رغم القدر الكبير من تشريعات"المنع"التي تهدف إلى حماية المستهلك، اذ من غير القانوني في الولاياتالمتحدة إرسال رسائل نصية قصيرة تسويقية إلى الهواتف المتحركة. وفي معظم الأسواق الأوروبية، يجب على شركات التسويق الحصول على إذن مسبق من المستهلك قبل أن ترسل إليه رسائل بالبريد الإلكتروني. في حين يفتقر الشرق الأوسط إلى التشريعات الخاصة بالتسويق، الذي يمكن أن يكون سلاحاً ذا حدين. وفي غياب تشريعات تحمي المستهلك، فإن شركات التسويق تكون مطالبة باتباع معايير أخلاقية مثل معايير الممارسات الأخلاقية الخاصة بغرفة التجارة الدولية، إذ أن تنظيم القطاع من تلقاء نفسه أفضل من فرض التشريعات والقوانين الإلزامية عليه. وأشارت تقارير ناقشها المؤتمر الى أن 65 في المئة من مبيعات الشركات للمستهلكين تتم عبر الانترنت في الولاياتالمتحدة وفرنسا، ويسوق ثلث مبيعات المنتجات الجديدة في أميركا عبر هذه الوسيلة. وقالت مديرة مؤتمر التسويق جيني بيشوب ان متخصصين كثراً في مجال التسويق يعلمون أن"نسبة إعلاناتهم التي تعمل بفاعلية هي 50 في المئة فقط، لكن المشكلة هي أنهم لا يعرفون ال50 في المئة التي تعمل". فيما اعتبرت ان التسويق المباشر"قابل للقياس، لذا فإن تعقب عائدات الاستثمار أسهل إذا قورن بوسائل التسويق الأخرى". ولفتت الى أن"العائد عن كل دولار يُنفق في هذا القطاع يصل إلى نحو 11 دولاراً". وتنظم المؤتمر المؤسسة العالمية للأبحاث، بدعم من هيئة التسويق المباشر، وتشارترد إنستتيوت أوف ماركتينغ، والاتحاد الأوروبي للتسويق المباشر والتفاعلي، وبرعاية زيروكس، وAIG MEMSA وإير مايلز.