قدر مسؤول رفيع المستوى في صناعة التسويق المباشر حجم الإنفاق على هذه الصناعة داخل السوق السعودي بنحو 100 مليون ريال تمثل ما بين 1 و 1.5 في المائة من مجمل حجم الإنفاق الإعلاني داخل البلاد، في حين تصل هذه النسبة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية إلى 56 في المائة، واصفاً هذا الإنفاق بالضعيف خاصة إذا ما قورن مع حجم الإنفاق على هذه الصناعة عالمياً والذي يقدر بنحو 11 مليار دولار سنوياً. وكشف يوسف حميد الدين الرئيس التنفيذي لاكسيوم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمدير التنفيذي للجمعية العربية للتسويق المباشر عن أن صناعة التسويق المباشر في السوق السعودية تفتقر إلى بعض التشريعات الخاصة بالتسويق، خاصة فيما يتعلق بحماية المستهلك، لافتاً إلى أن هناك مبادرة شفهية تم طرحها على هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بشأن ضرورة سن تشريع يفرض على شركات التسويق الحصول على إذن اختياري من المستهلك قبل أن ترسل إليه رسائل عشوائية بالبريد الإلكتروني أو بال SMS. ولم يفصح حميد الدين الذي كان يتحدث ل"الرياض" عن توقعاته حيال موعد تطبيق مثل هذه التشريعات في السعودية أو دخولها مرحلة النقاش الجدي، غير أنه شدد على ضرورة السيطرة على الرسائل العشوائية التي يتلقاها المستهلكون والذين يشعرون بالضجر نتيجة التدفق الكبير لتلك الرسائل. واعتبر حميد الدين أن صناعة التسويق في السعودية عبر الإنترنت، والبريد الإلكتروني، والهاتف النقال، وقنوات البريد المباشر، تعد صناعة ناشئة وتواجه جملة من التحديات والمشاكل التي قد تعيق نمو هذا القطاع مثل غياب قاعدة معلوماتية عن اتجاهات ورغبات وإنفاق الأفراد تكون متاحة للمستثمرين، إلى جانب عدم وجود استثمار حقيقي في سرية المعلومات، مع غياب بعض القوانين والتشريعات الخاصة بحماية خصوصية المستهلكين. وذكر أن القطاع الخاص في السعودية لا يزال يجهل قوة وفعالية أساليب التسويق المباشر الذي يرتكز على خلق قواعد بيانات عن الزبائن وتوطيد العلاقة معهم ورفع مستوى رضاهم، إضافة إلى تقليص الهدر في الاستثمارات الإعلانية غير المجدية، مشيراً إلى أن صناعة الإعلان والتسويق لن تزدهر إلا من خلال الاستخدام المتزايد لأساليب التسويق المباشر التي باتت الوحيدة القادرة على التفاعل مع الزبائن ومواكبة مشاعرهم واحتياجاتهم وتلبية متطلباتهم. وأكد حميد الدين أن تطبيق الوسائل التقنية المتقدمة سيساهم في تعزيز دور التسويق المباشر من أجل مساعدة الشركات لتحقيق أهدافهم وتطوير قاعدة بياناتهم وبالتالي تعزيز وجودهم في السوق التنافسي في المنطقة، مشيراً إلى أن السوق السعودي يتميز بالفرص الاستثمارية الواعدة خصوصاً في قطاع التسويق المباشر الذي يعتبر واحداً من الصناعات المهمة في منطقة الشرق الأوسط.