عاشت بغداد يوماً هادئاً نسبياً امس بعد"توتر الجمعة"مع استمرار الانتشار الأمني المكثف ونقاط التفتيش. وأعلن قادة أمنيون أمس، أنهم عازمون على مواصلة خطة"معاً الى الأمام"وصولاً الى"بغداد مستقرة أمنياً"، وأشاروا الى أن تسعة أحياء"ساخنة"في العاصمة باتت مكشوفة"استخباراتياً"لقوات الأمن. راجع ص3 و4 ويبدأ مجلس النواب البرلمان اليوم درس مشروع"المصالحة والحوار الوطني"الذي سيقدمه رئيس الوزراء نوري المالكي، لتحقيق مصالحة شاملة بين كل القوى المشاركة في العملية السياسية، بعدما يُطرح المشروع امام الاعضاء واتمام مناقشته وبيان آراء الكتل البرلمانية فيه. واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان المالكي سيعرض"نسخة منقحة"عن تلك التي تم الترويج لها في وسائل الاعلام اخيراً. وقال فاضل الشرع المستشار السياسي للمالكي ان جميع الأطراف السياسية متفقة على"اعلان مبادرة المصالحة من دون ابداء اي تحفظات"، وان الملاحظات التي ابداها بعض الأطراف"لم تتطلب سوى تعديلات بسيطة شملت آليات تنفيذ بعض البنود". واكد ان المالكي واثق من حصول مشروعه على دعم البرلمان العراقي. لكن"فرانس برس"ذكرت في نبأ لها من بغداد ان احزاباً عدة داخل"الائتلاف العراقي الموحد"شيعي، الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء، انتقدت هذه المبادرة التي تدعو خصوصاً الى حوار مع الجماعات المسلحة وإلى الافراج عن المعتقلين غير المتورطين في العنف. في المقابل نقلت"رويترز"عن نواب عراقيين تحذيرهم من ان"فشل المبادرة يعني دفع العراق الى نقطة اللاعودة والحرب الاهلية الشاملة". وقال النائب حسين الفلوجي، عن"مؤتمر اهل العراق"سنة، ان المبادرة"انطوت على مسح عام وشامل للوضع العراقي الراهن". واضاف:"من المهم جداً ان تترسخ هذه المبادرة في عقلية القادة السياسيين والدينيين وضمائرهم ومن خلفهم قواهم السياسية والدينية". لكن اياد السامرائي عضو"جبهة التوافق العراقية"قال ل"الحياة"ان رؤية الاعضاء"ايجابية". وان المالكي سيعرض المشروع على اطراف اخرى"وهو بحاجة الى اقناع هذه الاطراف بما ورد في بنود المصالحة من دون اجراء تغييرات كبيرة". ولفت الى ان الجبهة ستصوت على المشروع في جلسة البرلمان اليوم،"اذا جاء متطابقاً مع نسخة المشروع"التي اسهمت في اعدادها. وشكك سامي العسكري العضو في كتلة المالكي، في أن تكون الخطة جاهزة لتُعرض على البرلمان اليوم. وأكد انها ستكون"بداية مسعى جاد لكبح جماح العنف الطائفي". وأكد مصدر رسمي مقرب من المالكي ل"الحياة"ان"النسخة الرسمية للمشروع، هي التي اتفقت عليها الهيئات الرئاسية الثلاث التي ستطرح على مجلس النواب غداً اليوم"، مشيراً الى ان هذه النسخة هي التي حظيت بتوافق جميع الاطراف السياسية وما عداها غير رسمي، رافضاً الكشف عن بنود هذه النسخة. وشدد على ان مشروع المالكي"لا يحتاج الى التصويت عليه في مجلس النواب، وانه يعرض على المجلس للاطلاع فقط". وكان النائب قاسم داوود عضو كتلة"الائتلاف"قال في مؤتمر صحافي امس في النجف، في اعقاب اجتماعه بالمرجع الديني آية الله العظمى علي السيستاني، ان"الهيئة العامة للائتلاف ستعقد اجتماعاً في وقت لاحق لمناقشة مشروع المصالحة الوطنية الذي قد يمر وقد لا يمر". واضاف ان"مسألة قيام الحكومة بصفقات بغياب الرقابة النيابية امر غير وأرد على الاطلاق"وشدد على ان"لا احد يقبل بمصالحة وطنية مع الارهاب ولا حوار مع القتلة الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين وانما الحوار يكون تحت قبة البرلمان". ومع مقتل 14 جندياً اميركياً في العراق في اسبوع واحد، قُتل امس 23 عراقياً بينهم 11 جندياً وشرطياً في هجمات متفرقة، خارج العاصمة، أودت إحداهما بحياة مدير الاستخبارات العراقية في كركوك موسى حاتم الحديدي وسط تقارير عن تسلل عناصر من تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"اليها. وأوضح مصدر في شرطة كركوك أن"مدير الاستخبارات قُتل في انفجار عبوة زُرعت في سيارته". وتابع أن"الانفجار وقع منتصف النهار لدى مرور سيارته في أحد شوارع حي الحديديين وسط كركوك، ما أدى الى احتراق السيارة بالكامل ووقوع اضرار مادية في المنازل المجاورة". وكان اعتقال مفتي الديار العراقية الشيخ جمال عبدالكريم الدبان اثار حالة من الغضب بين السنّة. وما لبث الجيش الاميركي ان اطلقه مقدماً اعتذاره قائلاً في بيان انه كان يتصرف بناء على معلومات استخبارية جمعت في أعقاب مقتل أبي مصعب الزرقاوي في السابع من حزيران يونيو.