يتابع القبارصة اليونانيون بشغف مسلسلاً تلفزيونياً يروي قصة فتاة ولدت في قبرص اليونانية وخطفت إلى تركيا وقررت البحث عن جذورها. وهذا ما يبعث فيهم ذكريات أليمة لا سيما ذكرى الغزو التركي للجزيرة عام 1974. يبدأ مسلسل"فاسيليكي"المؤلف من 118 حلقة تبثها شبكة سيغما التلفزيونية الخاصة، بالعودة الى 20 تموز يوليو 1974، عندما اجتاح الجيش التركي قبرص رداً على انقلاب نفذه القبارصة اليونانيون يهدف الى إلحاق الجزيرة باليونان. ومهد الاجتياح الى تقسيم الجزيرة بين القبارصة اليونانيين في الجنوب والقبارصة الاتراك في الشمال، وما زال يفصل بينهم حتى اليوم"خط اخضر"تشرف عليه الأممالمتحدة. وفي لحظة الاجتياح، انجبت مارينا طفلة، وما كادت القابلة تسمي الطفلة فاسيليكي حتى اقتحم جنود اتراك الغرفة وقتلوا الأم. وانقذ الطفلة الضابط التركي عثمان ناقلاً إياها الى اسطنبول. وتولى عثمان وزوجته تربية فاسيليكي التي سمياها امينة. وكانت تظن بأنها تركية. وبعد اكثر من ثلاثين سنة، كشف لها عثمان الحقيقة قبل ان يموت بسكتة قلبية. عندئذ بدأت امينة رحلة العثور على عائلتها الحقيقية. وكان جورج تسياكاس مؤلف"فاسيليكي"في الثانية عشرة من عمره في 1974. وقال:"لن انسى ابداً الاجتياح التركي". وأضاف"ان فاسيليكي قصة تفرج عن الكبت في صدري وفي صدور جميع القبارصة". المسلسل الذي صورت وقائعه في اسطنبول واثينا وقبرص، هو الأعلى كلفة في تاريخ التلفزيون القبرصي، على رغم ان شبكة سيغما ترفض رفضاً قاطعاً الكشف عن اي رقم. وتؤثر ظاهرة"فاسيليكي"في كثير من القبارصة، مثل اليزابيت بيري، السيدة الجميلة المسنة 73 سنة التي لا تفوّت ولا حلقة من المسلسل. وأبدت ستيلا انتونيادو 37 سنة الموظفة في احد المصارف في نيقوسيا اعجابها بپ"واقعية"المسلسل. إلا ان تفصيلاً فيه ازعجها. وقالت السيدة المتحدرة من كيرينيا الواقعة اليوم في جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى انقرة:"ان ما يزعجني هو ان اسمع اللغة التركية في بعض المشاهد". وتعترف ستيلا انتونيادو التي تعارض توحيد الجزيرة بأن مشاهدة المسلسل ساعدتها على الاعتياد على اللغة التركية، وبالتالي على القبارصة الاتراك، جيرانها. وسواء كان المسلسل يرمي الى التقارب بين المجموعتين ام لا، فهو لم يضم أي ممثل تركي قبرصي. ويؤكد جورج تسياكاس انه اتصل بكثيرين من القبارصة الاتراك،"لكن اسئلتهم الكثيرة"حملته على العدول عن الاستعانة بهم. واضطر الممثلون ومنهم زوجة المؤلف كريستينا بافليدو الى تعلم اللغة التركية في طريقة لفظية. وقال تسياكاس:"لقد بكوا طوال يومين". وتكثر التوقعات المتعلقة بنهاية المسلسل. وكل ما يرغب المؤلف في ان يقوله عن الحلقة الاخيرة التي تعرض في نهاية حزيران يونيو، هو أنّ"رسالة التسامح المسيحية ستضطلع بدور كبير جداً وتتخطى المشكلة القبرصية". وكذلك ستجرى وقائعها في اسطنبول،"القسطنطينية"اليونانية القديمة،"لتبقى الحضارة اليونانية".