أكدت موسكو أنها"تتعامل بجدية"مع اعلان مجموعة متطرفة مسؤوليتها عن خطف الديبلوماسيين الروس الأربعة في بغداد الاسبوع الماضي، وقالت إنها"تتفحص المعلومات المتوفرة وتهديدات المتطرفين بقتل الرهائن خلال يومين". وأثار هذا التطور ردود فعل متباينة بين داعين الى التفاوض مع الخاطفين وآخرين رفضوا بشدة مثل هذا الاحتمال. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تنظر بجدية إلى الأنباء التي تشير إلى مسؤولية تنظيم"مجلس شورى المجاهدين"عن خطف الديبلوماسيين الروس الأربعة. واضاف:"اننا نتحقق من تلك المعلومات عبر كل القنوات التي تعمل الآن للعثور على الديبلوماسيين". مشيراً الى أنه"لا يستطيع التحدث عن تفاصيل الاتصالات". وأشار لافروف إلى أن الجانب الروسي"يحلل ويدرس المعلومات ويتابع اتصالاته"، معرباً عن أمله بأن"تسفر تلك الاتصالات عن نتيجة ملموسة". وجددد دعوته إلى إطلاق الديبلوماسيين الروس الأربعة وعدم إلحاق أي ضرر بهم. كما دعا إلى"تذكر الجهود التي بذلتها روسيا لتجنيب العراق الوضع الذي يمر به حالياً". وأكد على أن هذا الموقف خطف الديبلوماسيين الروس الأربعة"غير عادل، ولا يستجيب لمصالح الشعب العراقي"الذي كانت روسيا"صديقاً له دائماً". وكان"مجلس شورى المجاهدين"الذي يتزعمه تنظيم"القاعدة"، أعلن مسؤوليته عن خطف أربعة موظفين في السفارة الروسية في العراق وقتل خامس. وهدد بقتلهم في حال لم تستجب موسكو لمطالبه التي حددها ب"سحب القوات من الشيشان واطلاق جميع السجناء المسلمين من السجون الروسية". وندد"الشورى"في بيان نشر على الانترنت بسياسة موسكو تجاه الشيشان، واستنكر الوجود الروسي في بغداد، مشيراً إلى أن الحكومة الروسية ترسل ديبلوماسييها إلى العراق ليدعموا"الحملة الصليبية التي تقودها أميركا". واشترط للإفراج عن المخطوفين سحب القوات الروسية من الشيشان والإفراج عن جميع"المقاتلين"الذين ألقي القبض عليهم في شمال القوقاز، في غضون يومين. وأثار هذا التطور ردود فعل متباينة في موسكو، إذ سارعت أوساط الى الدعوة لفتح قنوات اتصال مع الخاطفين واجراء مفاوضات مباشرة. وطالب نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي ليونيد سلوتسكي بايجاد وسائل للحوار واقناع الخاطفين بتحرير الرهائن، وتحدث عن"معطيات مؤكدة"قال إنها متوفرة بحوزته تفيد أن الديبلوماسيين الأربعة"ما زالوا أحياء"، من دون ان يوضح مصدر معلوماته. ودعا آخرون الى تعزيز الوجود الروسي في العراق ديبلوماسياً وأمنياً، واعتبروا ذلك الوسيلة الوحيدة للدفاع عن مصالح موسكو في العراق، وتحرير الرعايا الروس، وقوبلت هذه الدعوة برفض صارم من جهات عدة استبعدت أن"تقدم روسيا تنازلات للإرهابيين"، بحسب تعبير رئيس مجلس الشيوخ سيرغي ميرونوف، الذي زاد ان"روسيا تؤكد دائماً استحالة إجراء مفاوضات مع الإرهابيين".