إنشاء الأحلاف الاقليمية، وحتى الدولية، بين الدول النامية، غير منتج عموماً. ويمكن الاستفادة منه فرصة للتشاور الثنائي أو المتعدد الأطراف ومقارنة بالأحلاف الغربية، مثل حلف"نافتا"من الولاياتالمتحدة الأميركية والمكسيك وكندا أو الاتحاد الأوروبي، أو"أوبك"، التكتل الوحيد الفاعل نسبياً في العالم الثالث، فالأحلاف الأخرى، ومنها الحلف الجديد المسمى"شنغهاي"، لا تأثير كبيراً لها. والسبب في قلة مردود الأحلاف"النامية"هو أن سياسيي هذه الدول يخضعون للتأثيرات السياسية والاعلامية وحدها، وبدل اختيار موضوع واضح، والسعي الى هدف مشترك مثل النفط في"أوبك" والفحم والفولاذ قبل السوق الأوروبية، أو الاقتصار على مجال جغرافي محدد في حلف"نافتا"، يسترسل السياسيون مع مجال جغرافي واسع، وموضوع التعاون أوسع. فتنشأ منظمة"الاكوا"رابطة ايران وتركيا وباكستان من دول ليس بينها انسجام سياسي أو اقتصادي، ولا تدعوها دواعٍ حقيقية للتعاون المشترك وتكون اقامة تحالف اقليمي أو دولي أكثر فائدة وفاعلية بين الدول النامية شرط العمل على توفير الحد الأدنى من الانسجام والتناغم في البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والأهم من ذلك الثقافية، بين الدول الأعضاء. وفيما يعود الى ايران، فمجرد العضوية، أو الدعوة الى المشاركة في حلف يقوم على العدد أو الكم، مثل انضواء نصف سكان العالم أو مساحة الكون في منظمة شنغهاي، فلا فائدة منه. ومصير الملف النووي الايراني، منذ البداية الى الآن، برهان على أننا لسنا في حاجة الى العضوية في اتحاد أو منظمة تقوم على الكمية. فنحن نحتاج الى شريك، أو شركاء استراتيجيين قادرين، ويمكننا الاعتماد عليهم في الأزمات، والرهان على تعاونهم الاستراتيجي. وفي الحلف المسمى"شنغهاي"، لم يحمل سيل بلايين الدولارات من ايران الى القوى الأساسية والأعضاء في الحلف، هذه الدول على التصويت الى جانب ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولم يمنع من رفع تقرير بالملف الايراني الى مجلس الأمن الدولي. ولم يحل دون التوقيع على القرارات والبيانات المحذرة ايران والمهددة. فنحن، على هذا في حاجة الى شريك قادر واستراتيجي، ولو كانت دولة واحدة، وفي موضوع واحد، فوق ما نحن في حاجة الى العضوية في مؤسسات ملونة تعتبر، في أحسن الأحوال، نواد تتحاور في حاجات المنتدين. سعيد ليلاز ، "شرق" الإيرانية ، 16/6/2006