تظاهر الآلاف من عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية ضد حكومة"حماس"ودعماً للرئيس محمود عباس ولمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وذلك في مظهر من مظاهر استعراض القوة بين مؤسستي الرئاسة والحكومة المتنافستين. وصرخ عدد من المتظاهرين"فلتسقط الحكومة"و"لا لبرنامج الحكومة"، فيما هتف آخرون"يا هنية يا هنية، كيلو الزعتر بأربعمية"، في اشارة الى ان سعر الكيلوغرام الواحد من الزعتر الذي نصحهم رئيس الحكومة اسماعيل هنية بتناوله اصبح ب40 شيكلا في ظل عدم صرف رواتبهم. كما هتفوا"يا للعار يا للعار، ضعنا بعدك يا أبو عمار"و"لا نريد سلفاً أو صدقات". ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات ضد الحكومة تطالبها بصرف رواتب الموظفين البالغ عددهم اكثر من 150 ألفاً، وترفض السلفة البالغة قيمتها نحو 1500 شيكل لكل موظف التي اعلنها هنية اول من امس. كما رفعوا لافتات تحمل شعارات دعم وتأييد للرئيس عباس ووثيقة الاسرى ومنظمة التحرير واجهزة الامن الرسمية. وطالبوا المجلس التشريعي باستجواب الحكومة في شأن عدم قدرتها على صرف رواتب الموظفين، وباستجواب وزير الداخلية والامن الوطني في شأن نشر القوة التنفيذية التي اطلقوا عليها"المليشيات السوداء". وقال احد عناصر الامن ل"الحياة":"اذا كانت الحكومة غير قادرة على دفع رواتب الموظفين، فماذا تفعل حتى الآن... لماذا يجلسون على الكراسي؟"، وتساءل:"هل اصبحت الكراسي اهم من الشعب والقضية؟". وطالب آخر بسحب القوة التنفيذية من الشارع، معتبرا انها غير شرعية، وقال:"نحن الشرعية ... نحن أجهزة امن رسمية وهم لا أحد يعرف من أين أتوا". وتساءل ثالث:"ماذا تكفي 1500 شيكل التي تنوي تقديمها الحكومة للموظفين؟"، مجيباً انها"لا تكفي حتى تسديد الديون المتراكمة منذ اكثر من ثلاثة اشهر". وكان الآلاف من عناصر اجهزة الامن توافدوا صباح امس من مختلف المناطق الى مقر المجلس التشريعي وسط مدينة غزة حيث حطم بعضهم نوافذ واجهزة تكييف وبعض ممتلكات المجلس، في وقت ندد نائب رئيس التشريعي بأعمال التكسير والفوضى. وشارك في المسيرة التي انطلقت من مقر المجلس الى مقر الرئيس عباس على شاطئ البحر غرب المدينة عناصر الامن الوطني والحرس الرئاسي والشرطة والأمن الوقائي والاستخبارات. وكانت المحطة الاخيرة للمسيرة التي جابت عدداً من الشوارع ومرت بمنزل الرئيس عباس القريب من مكتبه، عند مقر الأمن الوقائي في حي تل الهوا جنوبالمدينة. وبدت المسيرة كاستعراض قوة امام"حماس"التي نظم عدد من منتسبي الاجهزة الامنية قبل فترة وجيزة مسيرة تأييد لها ولحكومتها، وكذلك ضد القوة التنفيذية التي نشرتها وزارة الداخلية والامن الوطني اخيراً في شوارع قطاع غزة. وعلى رغم ان الهدف الظاهر للمسيرة هو التظاهر احتجاجاً على عدم تسلم الرواتب وضد الحصار الغربي المفروض على الحكومة الفلسطينية، فان المسيرة غلبت عليها الشعارات السياسية. يوم الطفل العالمي الى ذلك، تظاهر مئات الاطفال امام مقر"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"اونروا الرئيس في مدينة غزة امس احتجاجاً على الحصار الغربي ضد الشعب الفلسطيني. وسلم الاطفال مدير عمليات"اونروا"في قطاع غزة جون جنج رسالة طالبوا فيها بألا يكونوا ضحية الحصار والتجويع الذي يفرضه المجتمع الدولي على الشعب الفلسطيني. وجاءت المسيرة لمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي صادف الأول من حزيران يونيو. وللمناسبة نفسها نظم آلاف الاطفال الفلسطينيين سلسلة بشرية امتدت من مدينة خان يونس جنوب القطاع وحتى بلدة القرارة الواقعة على بعد كيلومترات شمال المدينة، احتجاجاً على استمرار العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار الحصار المضروب على الفلسطينيين وحال التجويع والافقار المتعمد لمئات آلاف الفلسطينيين.