خلال مشوار الحمل، الذي يمتد على فترة تقارب الپ280 يوماً، تعاني الحامل من عدداً من المتاعب الصحية البسيطة، وقد تلجأ الى أقصر الطرق للسيطرة على تلك المتاعب باستعمال ما هب ودب من الادوية التي تقع تحت يدها، أو بناء على نصيحة تطلقها هذه الصديقة او تلك. ولكن مهلاً سيدتي، فالتسرع في الاستنجاد بهذا الدواء او ذاك، من دون مشورة طبية، قد يكلفك وجنينك غالياً. وفي ما يأتي سنلقي نظرة على أهم المتاعب الصحية البسيطة خلال مدة الحمل وكيفية تدبيرها بالتي هي أفضل: حرقة المعدة: وهو عارض شائع خلال الفترة الاخيرة للحمل نتيجة تزايد ضغط الجنين على المعدة، الأمر الذي يعرقل من مهمتها في انجاز وظيفتها الهاضمة للطعام. والحرقة هي عبارة عن إحساس مزعج يحدث في أسفل الصدر خلف عظمة القص، ليمتد على طول هذه الاخيرة نحو الاعلى، ليصل حتى الحلق. وتظهر الحرقة خصوصاً عند الاضطجاع على الظهر او الانحناء الى الامام. ان التغلب على الحرقة، أو التخفيف من وطأتها يتم بالتدابير الآتية: - عدم تناول وجبات كبيرة، وأكل وجبات صغيرة متعددة. - مضع الطعام جيداً. - الابتعاد عن الوجبات الكثيرة الدسم وتفادي المآكل الحرّيفة. - تجنب المشروبات المنبهة. - تحاشي صلصات البندورة والصلصات الدسمة والخل. - رفع الرأس اثناء النوم لمنع ارتداد حوامض المعدة. الامساك: يحدث الامساك بسبب عاملين رئيسين، الاول هو ضغط الجنين على الامعاء، والثاني هو تخدر الامعاء بفعل الهورمونات الحملية الاستروجين والبروجسترون. ان معالجة الامساك تعتمد على: - زيادة الوارد من الألياف الغذائية بالإكثار من أكل الخضار والفواكه. - شرب السوائل بكميات كافية. - ممارسة النشاط الرياضي المناسب. فرط افراز اللعاب. قد تعاني الحامل من زيادة افراز اللعاب المترافق بالغثيان خلال الثلث الأول من الحمل، ولكن في أغلب الاحيان يبدأ فرط اللعاب في الاسبوع الثالث عشر للحمل ليستمر حتى موعد الولادة. ان كثرة اللعاب تجبر المرأة على البلع باستمرار مسببة مضايقة مزعجة للغاية قد تحرمها من النوم في شكل جيد، هذا عدا عن ترافقها احياناً بطعم غير محبب في الفم. ان الوصايا الآتية مفيدة في الحد من فرط اللعاب: - التقنين في المآكل الغنية بالنشاء، فهذا الأخير يشجع على فرط اللعاب الرز، البطاطا، الذرة، الحبوب... - العناية بنظافة الفم. - معالجة تسوس الاسنان والبؤر الالتهابية لأنها تحرض على افراز المزيد من اللعاب. - غسل الفم بالغرغرة الحاوية النعناع. - تناول وجبات صغيرة عدة موزعة على طول اليوم. البواسير: ان الهورمونات الحملية اضافة الى ضغط الرحم المتصاعد على أسفل البطن وأعلى الفخذين، تسهم في ركود الدم في أوردة المستقيم وبالتالي في المعاناة من البواسير. ايضاً، فإن الاصابة بالامساك تلعب دوراً مهماً في نشوء البواسير، ولذلك يجب معالجة هذا الاخير بحزم. يتم علاج البواسير باستعمال المراهم الموضعية. وفي حال المعاناة من الألم أو عند تدلي البواسير الى الخارج فمن الضروري استشارة الطبيب. تشنجات الساقين: ان هذه التشنجات شائعة الحدوث في الفترة الاخيرة للحمل بسبب تباطؤ دوران الدم، ونتيجة زيادة الضغط داخل البطن. وتحدث التشنجات في أي وقت ولكنها تميل الى الوقوع ليلاً عندما تؤوي الحامل الى سريرها. ان مداواة تشنج عضلات الساقين تقوم على: - تدليك عضلات الساق بالماء الفاتر. - ثني الركبتين ومدهما مرات عدة من أجل تنشيط الدورة الدموية في الطرفين السفليين. - أو الوقوف على قدمين حافيتين، ويفضل ان تكون الارض باردة. - تناول الأغذية الغنية بمعدن المغنيزيوم. صداع الحمل: وهو شائع الحدوث في الفترة الأولى من الحمل، ويرجع بالدرجة الاولى الى التبدلات الطارئة التي جرت على ضغط الدم نتيجة التحولات الفيزيولوجية في الدوران الدموي. ايضاً فإن التعب قد يشجع على زيادة تشنج عضلات العنق فيحدث الصداع. بجب استبعاد الاسباب المرضية التي يمكن ان تقف وراء الصداع مثل ارتفاع ضغط الدم، او التهابات الجيوب او غيرها. واذا لم يكشف وجود سبب واضح، فإن تناول عقار الباراسيتامول غالباً ما يحل المشكلة، ولكن يجب عدم المبالغة في اللجوء اليه، وحبذا لو تستعين الحامل بالوسائل الطبيعية مثل عمل المساجات. أوجاع الظهر: إن نمو الجنين وميله للبروز نحو الأمام يجبر المرأة على دفع ظهرها نحو الخلف للمحافظة على توازن الجسم، الامر الذي يؤدي الى تشنج أربطة أسفل العمود الفقري وعضلاته، فتنشأ من ذلك المعاناة من أوجاع أسفل الظهر. ان خير ما يمكن فعله في هذه الحال هو: - تجنب الوقوف الطويل. - تفادي التعب. - تحاشي انتعال أحذية عالية الكعب. - الابتعاد عن حمل الاشياء الثقيلة. - الجلوس في شكل صحي ليكون الظهر قائماً وليس محنياً. - النوم على فراش مريح وداعم للظهر. - نوبات الاغماء. ان هذه النوبات تحدث نتيجة زيادة كمية الدم وتسارع ضربات القلب. وتشاهد عادة في الاشهر الاولى للحمل. على الحامل ان تتبع النصائح الآتية: - تجنب الصيام. - عدم إهمال وجبة الصباح. - الهروب من الأماكن المدفأة فوق العادة. - أخذ اقساط كافية من النوم. اضطراب النوم. تترافق الاشهر الاخيرة للحمل بيقظات متكررة في الليلة الواحدة، قد تكون ناتجة من التفكير في الامور المتعلقة بالولادة ومتاعبها، او من تحركات الجنين، اضافة الى كثرة الحاجة الى التبول. ان التدابير الآتية مفيدة للتغلب على اضطرابات النوم: - تجنب الوجيات الثقيلة والعارمة قبل الذهاب الى النوم. - تجنب المنبهات. - أخذ مغطس دافئ قبل الخلود الى الفراش. - الاستعانة ببعض المناقيع النباتية المهدئة، أو شرب كأس من الحليب المحلى.