تمر المرأة في مرحلة الحمل بالعديد من المشكلات الصحية التي تؤثر على أدائها اليومي ونشاطاتها الحياتية وذلك نتيجة التغيرات التي تحدث في الجسم نتيجة تكون الجنين. وللتخفيف من هذه المشكلات تؤكد سهى الخوري _ أخصائية التغذية_ أن تلك التغيرات في مرحلة الحمل قد تسبب لبعض النساء أوجاع الظهر, والحاجة المتكررة للتبول, والإمساك, والبواسير, والغثيان, والدوخة, والأرق، والتهاب في اللثة. ولكن هناك بعض النصائح التي يجب أن تلتزم بها المرأة الحامل للتخفيف من وطأة هذه المشكلات الصحية فعلى سبيل المثال:- تشعر المرأة الحامل بحاجة متكررة للتبول وذلك يحدث نتيجة ضغط الرحم على المثانة, كذلك الحال في نهاية الحمل تزداد هذه الحالة نتيجة ضغط رأس الجنين على المثانة وللتخفيف من هذه الأعراض إذا شعرت الحامل بأي ألم أثناء التبول من الممكن أن تكون مصابة بالتهاب وهي بحاجة إلى علاج، وإذا كانت كثرة التبول أثناء الليل تسبب الإزعاج للحامل يمكنها التقليل من شرب السوائل . كذلك فإن الشعور بالدوران أو الدوخة من الأعراض الشائعة أثناء فترة الحمل والتي تحدث بسبب التغيرات الهرمونية التي تتسبب في عدم وصول كمية كافية من الدم إلى الدماغ بحيث تنخفض كمية الأكسجين وتحدث عادة عندما تكون الحامل جالسة لفترة طويلة وتنهض فجأة، أو إذا كانت مستلقية على ظهرها ويمكن التخفيف من حدوثها بعدم النهوض فجأة إذا كانت الحامل في وضع الجلوس ولكن يجب عليها أن تنهض ببطء وإذا شعرت بالدوخة تحاول الجلوس على أقرب مقعد حتى تمر الدوخة، وعند النوم يمكن للحامل أن ترفع قدميها بوسادة بحيث تصبح أعلى من رأسها ويجب أيضاً القيام بالتحاليل اللازمة للتأكد من عدم وجود فقر الدم أو انخفاض في ضغط الدم. وتعد أوجاع الظهر خلال الحمل من الأعراض المؤلمة فتصبح أنسجة الجسم أكثر ليونة بهدف التحضير للولادة, وهذا يؤدي إلى بعض الشد على عضلات أسفل الظهر, كذلك زيادة الوزن تسبب شد هذه العضلات مما يجعل السيدة الحامل تميل إلى الخلف لتوازن الثقل من الأمام ولتجنب تلك الآلام ينبغي تجنب رفع الأغراض الثقيلة، ويفضل ارتداء حذاء منبسطاً ليتوزع الوزن على القدمين، كما أن عمل المساج للظهر يزيد من الشعور بالارتياح وقد يخفف الألم بالإضافة إلى الجلوس باعتدال بحيث يكون الظهر مستقيماً ومسنوداً. وتشير سهى الخوري إلى أن هناك عدة أعراض أخرى تتعرض لها السيدة الحامل منها زيادة الإفرازات المهبلية وهى شيء طبيعي أثناء فترة الحمل بحيث تكون ذات لون صافي، وشفاف، وبيضاء، وبدون رائحة، وينصح في هذه الحالة بارتداء ملابس داخلية قطنية والحمام اليومي لتشعر المرأة بالنظافة والراحة. كذلك يعتبر الغثيان من المشكلات الغالبة في بداية الحمل خاصة في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم, والذي غالباً ما يتوقف مع نهاية الشهر الثالث ولتخفيف أعراض الغثيان يجب النهوض ببطء في الصباح وتناول قطعة خبز محمصة أو بسكوت جاف والراحة قدر الإمكان وتناول وجبات متكررة وخفيفة بدل الوجبات الرئيسية الكبيرة. وتبين الخوري أن مشكلة سوء الهضم وحرقة المعدة في فترة الحمل تأتي من احتمالية زيادة في حجم الرحم وضغطه على المعدة المسبب للشعور بحرقة في الصدر وكذلك حموضة في الفم، حيث تحدث حرقة المعدة بكثرة في الحمل لأن صمام المعدة والمريء يصبح مرناً خلال الحمل ويسمح برجوع عصارة المعدة الحامضية إلى أعلى, ويكثر حدوثه عندما تكون مستلقية على الظهر ولتجنب تلك الأعراض يستحسن تناول وجبات خفيفة متكررة بدلاً من وجبات رئيسية كبيرة والجلوس بوضع مستند عند تناول الأكل لتخفيف الضغط على المعدة، مع الأخذ في الاعتبار تجنب المأكولات التي تحتوي على البهارات والموالح والحوامض. أما مشكلة الإمساك فمن الممكن أن تصاب به في مراحل الحمل المبكرة، ولتخفيف هذا العرض من الضروري أن يحتوي الغذاء على الألياف (خضار, فاكهة) وكذلك المشي في الهواء الطلق، مع الحذر من استعمال الملينات بدون استشارة طبيب، والعلم بأن حبوب الحديد قد تسبب الإمساك.