التقت قرابة ألف سيدة أعمال ومسؤولة حكومية وإدارية وأكاديمية أخيراً في القاهرة، على مدى ثلاثة أيام 10 إلى 12 حزيران / يونيو ليعلن شكلاً جديداً من العمل النسوي يرتكز إلى تمكين المرأة من حياتها تعليمياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً. إلى حياة أفضل ذلك ان القمة التي افتتحتها زوجة الرئيس المصري سوزان مبارك اعتبرت ثالوث التعليم والتكنولوجيا والتمكين طريق المرأة، لا سيما العربية، إلى حياة أفضل. وقالت مبارك:"إن مساهمة النساء في قضايا التطوير لا تأتي فقط من روح التناغم والاحتواء التي تعد صفة سائدة في جنسنا، ولكن ايضاً من الإرادة و الرغبة في النجاح كشركاء متساوين في عالم الاقتصاد". ولما كانت القمة العالمية للمرأة - المسماة مجازاً"دافوس المرأة"- تعنى بالمرأة التي كثيراً ما تجد في المشاريع الصغيرة وبالغة الصغر المتنفس الوحيد لها اقتصادياً واجتماعياً - قالت مبارك:"في الجزء الذي نعيش فيه من العالم، بدأت نسبة كبيرة من سيدات الأعمال الناجحات العمل برأسمال صغير للغاية، وغامرن في بيئة معادية للمرأة حيث التفرقة بين الرجال والنساء، ومع ذلك نجحن في سوق العمل". ودعت استاذة الاقتصاد في الجامعة الاميركية في القاهرة الدكتورة الدكتورة هبة حندوسة النساء العربيات الى الافادة من الفرص الكبيرة التي تقدمها العولمة. كما توقعت أن تحقق المنطقة العربية"تقدماً اقتصادياً هائلاً"لمصلحة النساء خلال العقد المقبل،"لا سيما ان المرأة بدأت بالفعل في اقامة المشاريع والاعتماد على نفسها لتحقيق استقلالها الاقتصادي والمادي". ويبدو أن المشاريع الصغيرة هي الطريق الى استقلالية المرأة العربية في المستقبل القريب. اذ أن غالبية المشاركات في القمة أكدن أهمية تشجيع المرأة على إقامة مشاريعها الصغيرة. فمن مصر، هناك نموذج القروض الصغيرة التي تقدم للنساء من الصندوق الاجتماعي للتنمية، وهناك جهود إصدار قانون لخفض الضرائب على مثل تلك المشاريع، لمساعدة النساء، ومواجهة البطالة. تكنولوجيا المعلومات وقالت الأمينة العامة للمجلس القومي للمرأة في مصر الدكتورة فرخندة حسن إن المجلس وهيئة المعونة الأميركية يدربان المرأة المصرية على إقامة المشاريع الصغيرة، إضافة الى تسويق هذه المشاريع الكترونياً من خلال موقع"كليو مستورز"على الشبكة العنكبوتية. وقدمت في المؤتمر تجربة عربية أخرى ناجحة في البحرين التي تقدم كل الدعم والعون اللازمين للمرأة البحرينية لإقامة مشاريع منزلية هدفها القضاء على الفقر والبطالة، وتمكينها اقتصادياً وليس مساعدتها مادياً. وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية في البحرين فاطمة البلوشي إن بلادها تسعى إلى دعم المرأة بتوفير التدريب والمهارات اللازمة. وكانت تكنولوجيا المعلومات والمرأة، أحد المحاور الاساسية في القمة. وأعلنت شركة"مايكروسوفت"في خلالها طرح مبادرة لدعم المرأة في مجال التكنولوجيا في المنطقة العربية،"وهي المبادرة التي ستتيح الفرصة للمرأة في انحاء الشرق الاوسط لتعزيز مهاراتها والفوز باستقلالها الاقتصادي". ويساعد البرنامج بناء مراكز اجتماعية تزود المرأة العربية مهارات تكنولوجيا المعلومات والمهارات العامة المتعلقة بمجال الأعمال، وإنشاء شبكة من النساء والمنظمات المختلفة في المنطقة، بدءاً بست دول هي العراق والكويت وعمان والسعودية والامارات واليمن. وأهم أهداف هذه المبادرة دعم التعليم، وتمكين المرأة العربية من خلال تزويدها بمهارات تكنولوجيا المعلومات. وفي هذا الصدد وجدت دراسة أجرتها شركة"جي إف كي"الالمانية المتخصصة في مجال الأبحاث عن أوضاع المرأة على مستوى العالم وركزت على مصر والسعودية وتركيا كأمثلة من دول الشرق الاوسط، أن المرأة في هذه الدول تواجه معوقات في الحصول على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إضافة الى وجود فجوة كبيرة في الحصول على المنتجات التكنولوجية في الدول الثلاث. إلا أن رئيسة مجلس سيدات الأعمال العربيات الشيخة حصة سعد العبدالله السالم الصباح أشارت إلى أن 40 في المئة من سيدات الأعمال السعوديات يملكن العقارات ورؤوس الأموال، وطالبت بإنشاء مصرف للمرأة العربية لدعم الأنشطة الخاصة بسيدات الأعمال العربيات.