على هامش الانتفاضة السنّية التي تهاجم المدنيين الشيعة، والشرطة والجيش العراقيين، على ما رسم وخطط الزرقاوي الراحل ونفذ الجهاديون، تقوم ميليشيا لواء بدر الشيعية، وهي أنشئت في ايران وتجتمع بعض عناصرها في اطار وزارة الداخلية، بتصفية المدنيين السنّة. وتقوم ميليشيا مقتدى الصدر بالعمل نفسه. وهذا من قبيل البنية التحتية لحرب أهلية تدب دبيباً وتحبو الى اليوم. ومعقل الانتفاضة السنّية أربع محافظات هي: بغداد ونينوى والانبار وصلاح الدين. والتصفيات المذهبية معقل بغداد وديالى. وأحياء السكن المختلطة المذاهب لم تعد قائمة فعلاً: فكل فريق يصيبه العنف يتحصن في أحيائه الخاصة ويتولى حمايتها. وكان تأليف حكومة"الوحدة الوطنية"عسيراً. والسبب في تعسره توزيع حقيبتي الداخلية والدفاع. وعرقل قسم من الشيعة المفاوضات، على ما اشتهت ايران ورغبت. فإيران حريصة على التذكير بنفوذها والتنبيه اليه.؟ وعلى الحكومة بسط بعض الأمن وتعويض نقائص البنى التحتية. فالكهرباء لم يبلغ توزيعها بعض المستوى الذي كان عليه قبل الحرب، وانتاج النفط 50 في المئة من طاقته قبل 2003. وينبغي إرساء الهيئات والهياكل السياسية. فالاقتراع الحر هو مؤتمرات الديموقراطية وليس معيارها. وهذا، بينما لا يزال العنف متفشياً. ولعل الحكومة هي آخر فرصة في وسع العراق استعمالها لأجل تخفيف التناقضات وتقييد جموحها وتطرفها. ويتوقع إجراء استفتاء على مصير كركوك، العام المقبل، على ما طلب الكرد. وحظوظ اجراء الاستفتاء من غير اضطرابات، قليلة. وهذا يعقد المعادلة العراقية المتنازعة، والمركبة من أفرقاء قوميين اثنيين ومذاهب. وليس في مستطاع الجيش العراقي، ومعظمه من الشيعة، ولا الشرطة، وقد اخترقها الاسلاميون، القضاء على التمرد. فعلى القوات الأميركية، ولو أقل عدداً، البقاء سنوات أخرى في العراق. فهزيمة سياسية يترتب عليها، لا محالة، إضعاف صدقية الولاياتالمتحدة في"الشرق الأوسط الأكبر". فهي دخلت الحرب من غير اعتبار النتائج واحتسابها، واقتصر إعداد المحافظين الجدد والبنتاغون على بعدها العسكري. عن جيرار شاليان ، "لوفيغارو" الفرنسية ، 9/6/2006