يستهل المنتخب الايطالي، الساعي إلى إحراز لقب رابع في تاريخه وأول منذ عام 1982 في اسبانيا مشواره اليوم باختبار صعب أمام غانا الضيفة الجديدة على النهائيات، في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في ألمانيا. وضمن المجموعة ذاتها، تترقب تشيخا منافستها الولاياتالمتحدة بحذر كبير، فيما تلتقي اليابان مع استراليا في افتتاح الجولة الأولى لمنافسات المجموعة السادسة، التي تضم أيضاً المنتخبين البرازيلي والكرواتي اللذين يلتقيان غداً الثلثاء. ايطاليا - غانا يسعى المنتخب الايطالي إلى استغلال الزخم الهجومي في صفوفه وخبرته الطويلة في الكؤوس العالمية لتوجيه ضربة موجعة إلى منافسته غانا في أول مباراة لها في النهائيات العالمية. وأحرزت ايطاليا اللقب العالمي ثلاث مرات أعوام 1934 و1938 و1982 وخسرت في النهائي مرتين أمام البرازيل عامي 1970 في المكسيك و1994 في الولاياتالمتحدة، كما انها لم تغب عن المونديال إلا مرتين عامي 1930 و1958. ويبدو المنتخب الايطالي مرشحاً فوق العادة لكسب نقاط المباراة نظراً إلى عروضه القوية في المباريات الإعدادية قبل المونديال بفوزيه الكبيرين على هولندا 3-1 وألمانيا 4-1، ووجهت ايطاليا إنذاراً شديد اللهجة إلى خصومها في المونديال، وأكد لاعبوها ثقتهم الكبيرة في محو الفشل الذريع الذي منيت به الكرة الايطالية في النهائيات منذ عام 1982، وكذلك الخروج المخيب من الدور الأول لبطولة أمم أوروبا الأخيرة في البرتغال عام 2004. وتعج صفوف المنتخب الايطالي بالنجوم في جميع الخطوط، ويبقى أبرزها خط الهجوم الذي يضم نخبة من ابرز المهاجمين في مقدمهم لوكا طووني الذي توج هدافاً للكالتشيو برصيد 31 هدفاً، ومهاجم ميلان الصاعد البرتو جيلاردينو وزميله في الفريق فيليبو اينزاغي، وقائد يوفنتوس اليساندرو دل بييرو، إضافة إلى صانع العاب من الطراز الرفيع نجم روما فرانشيسكو توتي ولاعب وسط ميلان اندريا بيرلو. وخاض توتي مباراة واحدة منذ عودته الى الملاعب، وقال"استعدت 70 في المئة من إمكاناتي وانا جاهز للمباراة"، ورد دل بييرو:"إذا كان توتي استعاد 70 في المئة من إمكاناته فإمكانياتي بلغت 100 في المئة". بيد ان دل بييرو وخلافا لما تكتبه الصحف الايطالية، يقر بأنه ليس على خلاف مع توتي موضحاً انه مستعد للجلوس على مقاعد الاحتياط في حال قرر ليبي ذلك، والأمر ذاته أكده توتي. في المقابل، يدرك المنتخب الغاني صعوبة المهمة أمام ايطاليا خصوصا انها مباراته الأولى في"المونديال"ويطمح من خلالها الى تقديم عرض جيد يؤكد به للعالم أحقية غانا بالوجود في العرس العالمي. ويأمل المنتخب الغاني تأكيد المستوى الرائع للكرة الأفريقية في النهائيات على غرار الكاميرون والمغرب ونيجيريا والجزائر، وتوجيه ضربة موجعة لايطاليا وتحقيق نتيجة ايجابية يرفع بها معنويات لاعبيه وآمال شعبه الغاضب إثر الخروج المخيب من الدور الأول لبطولة أمم أفريقيا الأخيرة في مصر. وتدخل غانا النهائيات العالمية بتشكيلتها الكاملة بقيادة نجمها ميكايل ايسيان لاعب وسط تشلسي الانكليزي، وسولي مونتاري مهاجم اودينيزي الايطالي اللذين غابا عن أمم أفريقيا بسبب الإصابة. وتعول غانا على قائدها ستيفن ابيا، ومدافعها الصلب صامويل كوفور، اللذين يعرفان الكرة الايطالية جيداً فالأول لعب مع يوفنتوس والثاني يلعب الآن مع روما. الولاياتالمتحدة - تشيخا يأمل الجيل الذهبي للكرة التشيخية وعلى رأسه صانع العاب يوفنتوس بافل ندفيد وتوماس روزيكي والعملاق يان كولر، الى إنهاء مشوارهم الدولي بانجاز كبير في نهائيات كأس العالم، وستكون البداية أمام الولاياتالمتحدة مفاجأة النهائيات في الآونة الأخيرة، عندما بلغت الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخها عام 2002. ويملك المنتخب التشيخي، الذي يشارك في النهائيات للمرة الأولى منذ استقلال عام 1993 عن تشيخوسلوفاكيا التي سبق ان شاركت ثماني مرات، الأسلحة اللازمة لتحقيق الهدف المتوخى من"مونديال ألمانيا"، اقله تخطي الدور الأول قياساً على امكانات لاعبيه ونزعتهم الهجومية. ويدرك المنتخب التشيخي ان أي تعثر سيكون ثمنه غالياً لان المجموعة تضم منتخبين آخرين يقام ويقعد لهما وهما ايطالياوغانا، وبالتالي فان مدربه بروكنر يصر على كسب النقاط الثلاث لكن"مع توخي الحذر من الاميركيين". والتقى المنتخبان مرة واحدة في النهائيات وكانت عام 1990 في"مونديال ايطاليا"، وكان الفوز كاسحا لتشيخا 5-1، وغابت تشيخا عن النهائيات منذ ذلك الحين، عكس الولاياتالمتحدة التي سجلت حضورها في النهائيات التالية وحتى اليوم. كما ان الولاياتالمتحدة لم تفز على أي منتخب أوروبي في الأراضي الأوروبية وخسرت أمامها ست مرات. يذكر ان أفضل انجاز لمنتخب تشيخا منذ استقلاله في التسعينات يبقى وصوله الى نهائي كأس الأمم الأوروبية عام 1996 في انكلترا قبل ان يخسر أمام ألمانيا بالهدف الذهبي. كما انه بلغ نصف نهائي البطولة ذاتها في البرتغال عام 2004. وتعول الولاياتالمتحدة على لاعبيها أصحاب الخبرة في المونديال، خصوصاً على كيلر وكلاوديو رينا اللذين يشاركان في المونديال للمرة الرابعة. وتعقد الولاياتالمتحدة آمالا كبيرة على لاندون دونوفان وبراين ماكبرايد في خط الهجوم. في المقابل، سيكون المهاجم ميلان باروش هداف بطولة امم أوروبا الأخيرة ابرز الغائبين عن المواجهة بسبب إصابة في قدمه لكن التشكيلة التشيخية زاخرة بالنجوم، ويبقى الأمل معقوداً على العملاق كولر صاحب 42 هدفاً في 68 مباراة دولية. وتملك تشيخا حارساً عملاقاً يعتبر من أفضل حراس المرمى في العالم، هو حارس تشلسي الانكليزي بيتر تشيخ. استراليا - اليابان تلتقي اليابان مفاجأة النهائيات الأخيرة على أرضها وكوريا الجنوبية ببلوغها الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخها مع استراليا العائدة الى النهائيات بعد غياب دام 32 عاماً في مباراة متكافئة في افتتاح منافسات المجموعة السادسة. ويسعى كل من المنتخبين الى كسب النقاط الثلاث التي قد تنفعه في تحقيق المفاجأة وبلوغ الدور الثاني، لان كليهما يعلم جيداً بان المجموعة تضم منتخبين قويين هما البرازيل حاملة اللقب 5 مرات رقم قياسي آخرها عام 2002 وكرواتيا التي استعادت هيبتها أوروبياً وتطمح الى تأكيدها عالمياً. وتجمع المباراة بين مدربين محنكين يملكان خبرة كبيرة في المونديال، فاليابان يقودها البرازيلي زيكو، الذي يملك دراية كبيرة بخبايا النهائيات العالمية بعد تألقه مع منتخب بلاده فيها من دون ان يحرز اللقب أعوام 1978 و1982 و1986، فيما يشرف الهولندي غوس هيدينك على تدريب استراليا وكله أمل في تكرار الانجاز الذي حققه مع منتخب بلاده وكوريا الجنوبية عندما قادهما الى نصف النهائي عامي 1998 في فرنسا و2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا على التوالي، فحلت هولندا رابعة وكوريا الجنوبية ثالثة.