وصف مصدر مصري رسمي رفض مجلس النواب الاميركي أمس تقليص المساعدات الى بلاده بأنه"أمر عادي"في ضوء العلاقات المميزة التي تربط البلدين، وفي ضوء ما تقدمه مصر من دعم معنوي للولايات المتحدة في مجالات عدة في المنطقة. وأعلن المصدر الى أن بلاده اعتادت الانتقادات الخارجية سواء اميركية أو أوروبية. لكنها مصر مقتنعة تماماً من أداء الاصلاحات الاقتصادية والسياسية، وبدورها الاقليمي والدولي، وبالتالي تلتفت الى الايجابي من الانتقادات وتستفيد منه. وفي شأن ما قاله السفير الاميركي في مصر ريتشاردوني الاسبوع الماضي من أن على مصر تقديم ما يُطلب منها مقابل المساعدات الاميركية، شدّد المصدر على أن بلاده تفعل ما تراه مفيداً لها وليس ما يحدده الآخرون من منافع. وليقل كل مسؤول ما يريده. وتمكن مشرعون اميركيون يدافعون عن مصر كشريك مهم في الشرق الأوسط أمس من رفض طلب الآخرين لتقليص المساعدات استياءً من انتكاسات للديموقراطية ورفض المجلس الخفض بغالبية 225 صوتاً ضد 198 لاستقطاع مئة مليون دولار من المساعدات. وتحصل مصر على 1.7 بليون دولار مساعدات سنوية عسكرية واقتصادية وهي ثاني اكبر مستفيد من المساعدات الأميركية بعد إسرائيل. إلى ذلك أكد المصدر أن بدء المفاوضات في شأن منطقة التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة ربما يتأجل حتى منتصف العام المقبل، مشيراً الى أن الإدارة الاميركية غير متحمسة حالياً لهذا الأمر كما أن مصر رفضت ضغوطاً للتسريع باصلاحات تشريعية واقتصادية، معتبراً ان الربط بين تنفيذ المطالب الأميركية وبدء مفاوضات التجارة الحرة لا تحبذه مصر على الإطلاق. وتتفاوض مصر والولاياتالمتحدة منذ عام 1998 في شأن بدء مفاوضات التجارة من دون جدوى. الكويز من جهة أخرى، أكد أحدث تقرير أصدره مكتب التمثيل التجاري في واشنطن أمس أن مصر احتلت المركز الخامس والعشرين بين أكبر الدول المصدرة للمنسوجات والألبسة الجاهزة الى السوق الاميركية خلال الربع الاول لعام 2006، اذ بلغت الصادرات المصرية 182.9 مليون دولار تمثل 50 في المئة من إجمالي الصادرات غير البترولية خلال الفترة نفسها. وأشار التقرير الى أن حجم الصادرات المصرية الواردة من المناطق الصناعية المؤهلة بلغ 122.5 مليون دولار تمثل 67 في المئة من إجمالي الصادرات المصرية من الألبسة والمنسوجات الى الولاياتالمتحدة خلال الربع الأول من 2006. ووقعت مصر وإسرائيل وأميركا في 17 كانون الأول ديسمبر 2004 اتفاق الكويز، وهو يعني المناطق الصناعية المؤهلة والتي تصدر منتجاتها الى السوق الاميركية من دون جمارك، شرط دخول نسبة 11 في المئة ضمنها مكونات اسرائيلية. وأوضح التقرير انخفاض الصادرات الصينية من المنسوجات والألبسة الجاهزة الى الولاياتالمتحدة بمقدار 144 مليون دولار خلال الربع الاول من هذا العام، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. تغيّر قوى السوق وأضاف التقرير ان حوالي 79 في المئة من قيمة الانخفاض ترجع الى المتغيرات الدولية في السوق الأميركية وتراجع القدرة التنافسية لبعض بنود الصادرات الصينية منها، في الوقت الذي ارتفعت القدرة التنافسية للصادرات من الدول الأخرى المنافسة ومن بينها مصر. وأشار الوزير الى أن تطبيق بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة حقق العديد من نتائج ايجابية على الاقتصاد المصري، أهمها الحفاظ على تنافسية صادرات الألبسة والمنسوجات المصرية للسوق الاميركية خلال عام 2005. نظام الحصص وجاء هذا التطور على رغم الغاء نظام الحصص والذي أدى الى تراجع صادرات كثير من الدول للسوق الاميركية اضافة الى جذب عدد من الشركات العالمية الكبرى للاستثمار في قطاع الألبسة والمنسوجات في مصر، حيث تزايد عدد الشركات التركية الراغبة في الاستثمار في مجال الألبسة الجاهزة نتيجة للارتفاع المتزايد في تكاليف هذه الصناعة في تركيا مقارنة بمصر التي تقدم مزايا متعددة مثل الأيدي العاملة الرخيصة والمناطق الحرة وسهولة الوصول الى الأسواق العالمية.