ركزت خطب الجمعة في العراق على معوقات تشكيل الحكومة والدعوة الى ايجاد معالجات لظاهرة"الجثث المجهولة"والاغتيالات والجرائم التي وصفها رجل الدين السني الشيخ محمود العيساوي"اغرب من القصص الخرافية"، فيما طالب رجل الدين الشيعي صدر الدين القبانجي ب"حل الميليشيات ودمجها بأجهزة الدولة"، داعياً ايران الى التفاوض مع الولاياتالمتحدة"لمنع كارثة نووية". وقال العيساوي، امام وخطيب مسجد الحضرة الكيلانية وسط بغداد في خطبته:"يقتل الانسان العراقي اليوم من دون تحديد لا على دينه او مذهبه، العراقيون كلهم يقتلون ويصلبون ويمثل بهم، إما جسد من غير رأس او رأس من غير جسد او قطع مقطعة من جسم الانسان". واضاف:"انها جرائم لم نسمع بها قط، جرائم لا توجد حتى في القصص الخرافية، جرائم ترتكب بحق العراقيين يوميا". وتابع ان"مستشفياتنا فاقت كل المستشفيات بالقتل العمد وقطع الرأس وقطع اجزاء الانسان"مشيرا الى ان"دم الانسان العراقي لم يعد يساوي قنينة وقود او قنينة ماء". وتساءل:"اين الرحمة؟ اين الاسلام؟ اين نحن من مقولة: ان هدم الكعبة أهون عند الله من قتل مسلم؟ ومن اوصلنا الى هذه الحال؟" واكد العيساوي ان"حمام الدم ينزف كل يوم ولم يعرف التوقف والجريمة اصبحت امرا عادياً، فيما العالم يقف متفرجا على مصيبتنا". وقال"كل العراقيين يتباكون كل يوم على سفك الدماء. اذن من يقتل الرجال والاطفال وقتل النساء؟" ودعا الشيخ محمود الصميدعي، خطيب وامام جامع جلال الكبيسي، الكتل النيابية الى الاسراع في تشكيل الحكومة تمهيداً لايجاد حلول جذرية لظاهرة الجثث المجهولة ووقف عمليات القتل الجماعي في البلاد، مطالباً الحكومة بالبحث عن الجهة التي تنفذ هذه العمليات التي وصفها بأنها"مؤامرة الاحتلال على حياة العراقيين". وفي النجف 160 كلم جنوببغداد طالب السيد صدر الدين القبانجي، في خطبة الجمعة، بحل الميليشيات ودمجها بأجهزة الدولة، مؤكدا انه"لا يمكن لأي دولة ان تكون قوية وموحدة مع وجود ميليشيات تتنازع على النفوذ". وحذر من ان"مسألة وجود الميليشيات قد تؤدي الى مخاطر تهدد وحدة العراق ولذلك نحن ندعو الى توحيدها ودمجها بالوزارات الامنية". وكانت هيئة علماء المسلمين قد حذرت في بيان لها الاربعاء من"سرطان الميليشيات المستشري في بلادنا ومما تقوم به من جرائم وانتهاكات فاضحة بحق الانسان العراقي". كما أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي سعيه لحل الميليشيات في العراق ودمجها بأجهزة الدولة. ولفت القبانجي الى"ان الاحتلال خطر"مؤكداً ان"العراقيين ليسوا راضين ببقاء الاحتلال". من جهة أخرى، دعا القبانجي ايران الى التفاوض مع الولاياتالمتحدة بشأن برنامجها النووي بهدف ابعاد شبح"حرب خليجية رابعة"و"كارثة نووية"عن المنطقة. وقال:"نحن امام شبح مخيف حول حرب خليجية رابعة بين الموقف الايراني المصمم على امتلاك الطاقة النووية وبين الموقف الاميركي الرافض لذلك". وتابع:"نحن مع الحل بواسطة الحوار، والعراق قادر على استضافة اميركا وايران على ارضه لبدء هذا الحوار". واشار الى ان العراق"ليس بصدد الوقوف مع او ضد، ولكننا لا نوافق على ان تقع المنطقة في كارثة نووية". اما الشيخ صباح الساعدي، امام وخطيب جامع الرحمن في حي المنصور وممثل الشيخ اليعقوبي، فانتقد في خطبته ما وصفه ب"صمت الحكومة"على"عمليات التهجير الطائفي التي طاولت ابناء الشيعة"، وطالب بالاسراع بتشكيل الحكومة، لكن ليس على حساب نوعيتها. وتحدث عن المفاوضات بين الكتل النيابية وقال"ان هذه الكتل تحاول حصر الائتلاف في"زاوية حرجة"بعدما رفعت سقف مطالبها"، وانتقد التدخلات الاميركية في مفاوضات تشكيل الحكومة، وقال ان"اللاعب الاكبر في تشكيل الحكومة هو الكتلة الاميركية الاكبر برلمانياً داخل البرلمان العراقي، وهي المؤثر الاوحد في مسألة تشكيل الحكومة"، معتبراً تدخلات السفير الاميركي في العراق الذي وصفه ب"السفير الطائفي الذي ينتمي الى طائفة تكفر الشيعة"خرقاً واضحاً لتقاليد الديموقراطية في البلاد، كما اعترض على تدخلات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد في الشأن السياسي العراقي. وقال ان"الائتلاف بات يضيق ذرعاً من هذه التدخلات لا سيما في ما يتعلق بقرار اسناد وزارتي الدفاع والداخلية الى عناصر مستقلة"، وحذر من ان"الاميركيين يحاولون فرض شخصيات مستقلة ومرتبطة بالأجندة الاميركية لتولي قيادة هاتين الوزارتين". الى ذلك تظاهر مئات المصلين بعد انتهاء خطبة الجمعة في بغداد احتجاجاً على عمليات التهجير التي تشهدها بعض مناطق العراق منذ تفجير ضريحي الامامين على الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء في 22 شباط فبراير الماضي. وانطلقت التظاهرة التي تقدمها رجال ونساء من العائلات الشيعية المهجرة من اطراف بغداد من مرقد الامام موسى الكاظم شمال بغداد بعد انتهاء الصلاة.