الطبيعي أن يضع المدرب الطريقة "الخطة" التي سيلعب بها في أي لعبة رياضية، وليس في كرة القدم فقط... ولكن منتهى الغرابة أن يحدث عكس ذلك، أي أن احداً بديلاً يضع طريقة أخرى وهم يكتفون بالمشاهدة... والكثير من المدربين يرفضون ان يتم التدخل في عملهم بل إن حدث ذلك تجد أن هذا المدرب يقدم استقالته على الفور أو يقال، وكلاهما يصب في بركة واحدة، وحدثت في الملاعب شواهد عدة على مدربين رحلوا الى بلادهم بعد التدخل في عملهم من أشخاص آخرين... وما حدث في المنتخب السعودي الأول يحتاج الى وقفة، وقبل أن يلعب"الأخضر"مباراته الودية أمام المنتخب التشيخي، والمدرجة ضمن تحضيرات المنتخبين لخوض مونديال ألمانيا، الذي سينطلق في التاسع من الشهر المقبل، اضطر المدرب البرازيلي باكيتا أن يغير طريقته في اللعب فجأة وسط دهشة الجميع من نقاد ومتابعين ومحللين، ولم يصدقوا أن يغير باكيتا أسلوبه بهذه السرعة. وعند التفحص والسؤال اتضح أن باكيتا غيّر في طريقته، قبل أن يلعب المنتخب السعودي مباراته أمام المنتخب التشيخي بيوم واحد فقط، بعد أن اجتمع معه اللاعبون بعيداً عن أعين الجهازين الإداري والفني، وطلبوا منه ذلك كونهم لا يستطيعون أن يقدموا كل ما لديهم بطريقته التي يتبعها، ويريدون ان يغيرها، ولديهم الخطة او الطريقة المناسبة بعيداً عن وضع الأسماء بالطبع او التدخل في التشكيلة. وتؤكد ذلك مصادر قريبة من داخل صفوف المنتخب السعودي. ويبدو ان باكيتا لم يفاجأ بطلب اللاعبين في ان يغير طريقته بل انه تقبل ذلك بصدر رحب. وتكمن القصة في أن باكيتا وضع خطته بأن يلعب بطريقة 4-4-2 أي بمهاجمين اثنين، كما فعل في مباراة توغو، التي فاز فيها"الأخضر"بهدف من دون رد في معسكر هولندا الأخير، سجله مالك معاذ. وطلب اللاعبون من مدربهم أن يلعب بمهاجم واحد أمام التشيخ، كون خصمهم قوياً ويحتل مركزاً متقدماً في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم"الفيفا"، ويخشون أن يتعرضوا لخسارة قاسية، او لا يقدموا مستوى جيداً بطريقته التي لعب بها في المباريات الودية الأخيرة، وهي الاعتماد على مهاجمين اثنين. ودرس المدرب البرازيلي الموضوع جيداً ومن ثم اقتنع بفكرة لاعبيه وغيّر طريقته ولعب 4-5-1 أمام المنتخب التشيخي، وخسر"الأخضر"نتيجة المباراة بهدفين من دون رد، ولكن المنتخب السعودي قدم مستوى مميزاً في تلك المباراة، وأشاد به الجميع على رغم الخسارة. ويبدو أن باكيتا سيعتمد على هذه الطريقة التي طلبها اللاعبون في مباريات المونديال أمام تونس وأوكرانيا واسبانيا، وقبل ذلك في المباراة الودية أمام تركيا في ال30 من الشهر الجاري. ووجد اللاعبون أنفسهم أفضل في هذه الطريقة والتي اعتمدها باكيتا أثناء تدريبه لفريق الهلال في الموسمين الماضيين، وقدم الهلال معه أداءً جيداً وحقق انجازات عدة على جميع الأصعدة. وبقي القول إن المدرب باكيتا لم يتعامل بكبرياء مع لاعبيه، ولم يصادر آراءهم، كما يفعل الكثير من المدربين، بل أنه أصغى جيداً لآراء اللاعبين ولم يتجاهلهم، الأمر الذي انعكس إيجاباً على عطاء نجوم"الأخضر"في مباراتهم الودية أمام المنتخب التشيخي. وهذه النقطة تحسب لمصلحة باكيتا وليس ضده، كونه عرف من أين تؤكل الكتف، ونفذ ما يراه الجميع مناسباً للمنتخب السعودي، ولم ينفرد بآرائه، على رغم انه هو من يمسك بزمام الأمور الفنية في المنتخب السعودي. ... والتفاؤل كبير بالوصول إلى ثمن النهائي أعرب مدرب السعودية البرازيلي ماركوس باكيتا عن طموح رجاله قائلاً:"إني مقتنع بأننا نستطيع التأهل الى ثمن النهائي". وتلتقي السعودية مع تركيا الأربعاء المقبل في اوفنباخ في آخر مباراة استعدادية لها قبل انطلاق المنافسات الرسمية لكأس العالم. من جهة أخرى، منح الجهازان الفني والإداري اللاعبين إجازة في الفترة المسائية من أجل تمكينهم من الخروج من أجواء التدريبات وتجديد حضورهم الذهني، وتوجه معظم اللاعبين إلى سوق مول فرانكفورت، وهو على مستوى عال، وتسابق لاعبو"الأخضر"إلى شراء الملابس الرياضية ذات الماركات المميزة والأجهزة الالكترونية. كما منح الجهاز الفني الثلاثي سامي الجابر ومحمد الدعيع وأحمد الدوخي إجازة خاصة، قاموا خلالها بجولة على الأماكن السياحية وبعض الأسواق. وعلى الصعيد ذاته، يتمتع الفندق الذي تقيم فيه البعثة السعودية"ديلكو هوتيل"بأنظمة أمنية مشددة، فمن الصعب الصعود إلى غرف اللاعبين أو الدخول إلى صالات الطعام الخاصة بهم، وهي أنظمة معمول بها في جميع الفنادق التي تسكنها البعثات المشاركة في منافسات المونديال.