تنظم في كولومبيا اليوم الانتخابات الرئاسية الأولى التي يسمح فيها للرئيس بالترشح لولاية ثانية، تطبيقاً للتعديل الذي سعى إليه الرئيس اليميني ألفارو أوريبي، حليف الرئيس بوش في أميركا اللاتينية، ونجح في إقراره. ورجحت استطلاعات الرأي فوز أوريبي بولاية جديدة من الدورة الأولى، كما فعل قبل أربعة أعوام. وانضم أو ريبي 55 سنة إلى الحزب الليبرالي الأكبر في كولومبيا وتولى منصب حاكم ولاية أنتيوكيا وعاصمتها ميدلين، قبل أن ينشق عن الحزب عام 2002 ويطلق مواقف قاسية بالنسبة إلى أسلوب التعاطي مع المجموعات المسلحة. وتحول أو ريبي إلى مرشح جدي للرئاسة بعد انهيار المفاوضات بين الحكومة والمجموعات اليسارية المسلحة، والتي تبين لاحقاً أنها لم تكن إلا فترة انتقالية قبل استئناف الحرب. وحسم أوريبي فوزه في انتخابات عام 2002، بنسبة تجاوزت 53 في المئة من الأصوات، فيما حلّ مرشح الحزب الليبرالي ثانياً ب31 في المئة ومرشح اليسار ثالثاً 6 في المئة. ويتوقع أن تكرس نتائج الانتخابات الرئاسية الحالية نسب التفوق ذاتها التي حصل عليها أو ريبي قبل أربعة أعوام أو زيادتها قليلاً، فيما يحتمل حلول مرشح اليسار القاضي كارلوس غافيريا في المرتبة الثانية بنسبة تناهز ال 25 في المئة من عدد الأصوات، في مقابل استمرار تقهقر نفوذ مرشح الحزب الليبرالي الذي يمكن أن يخسر أكثر من نصف أصواته. وسيعاد انتخاب حليف بوش، استناداً إلى قاعدة أنه يجب إعطاء الرئيس أو ريبي"الوسائل التي تكفل إنجاز مبادراته في الولاية الأولى"، علماً أن محصلته غير سيئة، خصوصاً على صعيد الأمن، بعدما نجح في خفض مستوى العنف في المدن الكولومبية واستعادة المبادرة العسكرية من المجموعات المسلحة اليسارية ولجم تقدمها الذي استمر عقدين. على صعيد الإنجازات الاقتصادية، عرفت كولومبيا نموّاً مقبولاً ضمن ظروف دولية مواتية، ما سمح بتراجع مستويات البطالة وتحسين بعض الخدمات أهمها في مجال التعليم.