لم يكن ينقص منتخب ساحل العاج لكرة القدم من الأحلام إلا الوصول إلى نهائيات كأس العالم، ولم يكن طموح أنصار"الأفيال"كبيراً إلى التأهل لنهائيات مونديال 2006، بعدما جمعتهم القرعة مع اثنين من القوى الكبرى في مجموعة واحدة، وتوقع الجميع أن تنحصر المنافسة على بطاقة الصعود عن المجموعة الأفريقية الثالثة بين الكاميرون ومصر، وهو الأمر الذي أكده فشل ساحل العاج في التأهل إلى نهائيات الأمم الأفريقية 2004 في تونس. لكن المدرب الفرنسي هنري ميشيل، الذي تولى المهمة في آذار مارس 2004 قلب كل شيء إلى الأفضل، وفي عامين فقط تحقق كل شيء، وكانت البداية في تصفيات المونديال بانتزاع بطاقة التأهل من الكاميرون، بعد نهاية درامية غريبة في ياوندي، واستفاد"الأفيال"من تعادل مصر مع مضيفها الكاميروني 1-1 وأهدى"الفراعنة"المركز الأول لساحل العاج. وفي نهائيات الأمم الأفريقية في مصر كرر"الأفيال"تفوقهم، وفازوا على المغرب في الدور الأول، وعلى الكاميرون في ربع النهائي، وعلى نيجيريا في نصف النهائي، ولولا عدد من الأخطاء التحكيمية وسوء الحظ الشديد لعاد"الأفيال"من القاهرة بكأس الأمم على متن الطائرة إلى أبيدجان. المدرب ميشيل نجح في عمل التوليفة البديعة من اللاعبين، معتمداً على 23 محترفاً خارج الحدود، جمعهم من تسع دول مختلفة، وجعل منهم نجوماً كباراً. ولكن كل هذا النجاح لن يستمر طويلاً في المشاركة الأولى لساحل العاج في المونديال، لأن القرعة كانت ظالمة جداً لهم، وأوقعتهم في أقوى وأصعب المجموعات، وهي المجموعة الثالثة، مع منتخبين من الثمانية الكبار ومن المرشحين للمنافسة على اللقب، وهما الأرجنتينوهولندا، ومعهما منتخب صربيا، الذي حقق أحسن النتائج في التصفيات الأوروبية، ونال لقب أحسن دفاع في تصفيات كأس العالم في كل القارات، وهو الأمر الذي يجعل مجرد الحصول على المركز الثالث في المجموع إنجازاً كبيراً يحسب لپ"الأفيال"، ولكن النجم الألماني الأول في تاريخ كرة القدم رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2006 فرانز بيكنباور له رأي مخالف، ويؤكد أن ساحل العاج فريق قوي جداً، وإذا تمكن من عبور الدور الأول سيكون له مكان في المباراة النهائية. القائمة الحراس: - جون جاك تيزي 7-9-1972، من الترجي التونسي، أحد كبار السن في الفريق، وهو الحارس الأول في السنوات الخمس الأخيرة. - أبوبكر باري 30-12-1979، من بيفيرين البلجيكي، لعب مباراة واحدة في التصفيات، ومثلها في الأمم الأفريقية، ولم يكن عند حسن الظن. - غيرارد غانوان 12-2-1979، من مونبيليه الفرنسي، ليس أساسياً مع ناديه باستمرار، ولعب مباراة واحدة في التصفيات. الدفاع: - ارتور بوكا 2-4-1983، من ستراسبورغ، الظهير الأيسر الأساسي على رغم صغر جسمه، اشترك في 7 مباريات في التصفيات. - سيريل دورمو 22-7-1971، في كرتييل الفرنسي، اللاعب الأكبر سناً في المنتخب، لكنه لم يعد أساسياً في التشكيلة بعد التصفيات التي خاض فيها 9 مباريات بنجاح. - إيمانويل ايبويه 4-6-1983، من أرسنال الإنكليزي، أحسن ظهير أيمن في نهائيات الأمم الأفريقية الأخيرة، ويتميز بأداء واجباته الهجومية بامتياز. - بليس كواسي 2-2-1974، من ترويس الفرنسي، مخضرم آخر في الفريق وانتزع مكان قلب الدفاع من دورمو في أمم أفريقيا، وخاض 5 مباريات في التصفيات. - عبدالله ميتي 6-10-1980، من مرسيليا الفرنسي، احتياطي دائم في الشهور الأخيرة بعد أن لعب 7 مباريات في التصفيات. - كولو توريه 19-3-1981، يلعب في أرسنال، أحسن مدافع أفريقي وأكثرهم نجاحاً على الصعيد الاحترافي، ويلعب أساسياً في فريقه الإنكليزي، ويتميز بالوعي والذكاء والتحرك السليم، مع القوة في الالتحام والسرعة في السباقات. - مارك زورو 27-12-1983، من ميسينا الإيطالي، مدافع قوي وعنيف إلى حد الخشونة، وهو ما يعرضه للعقوبات، ونال إنذارين في 4 مباريات في التصفيات. الوسط: - كانغا أكالي 7-3-1981، من أوكسير الفرنسي، لاعب وسط في الجانب الأيسر، يجمع بين القوة والسرعة والجدية الفائقة، تألق في كأس الأمم وبرز بتسديداته القوية بيسراه، وأحرز هدفاً في 4 مباريات في التصفيات. - غي ديميل 13-6-1981، من هامبورغ الألماني، لاعب مدافع في وسط الملعب، ولكنه ليس أساسياً، ولعب 3 مباريات فقط في التصفيات. - إيمرسي فاي 24-1-1984، من نانت الفرنسي، أصغر لاعبي المنتخب، ولكنه بين أقوى اللاعبين في ألعاب الالتحام والتنافس على الكرة، اكتشفه المدرب هنري ميشيل وأعاده إلى منتخب ساحل العاج بعد أن لعب مع منتخب فرنسا للناشئين. - بون أفنتير كالو 12-1-1978، من باريس سان جيرمان الفرنسي، توج موسمه بإحراز كأس فرنسا، وسجل لناديه عدداً من الأهداف الحاسمة، لاعب وسط مهاجم على أرفع مستوى مهارياً وبدنياً. - رومارتيش ندري 4-6-1983، من لومان الفرنسي، البديل الأساسي في يسار الوسط لكانغا أكالي، ظهر في الأمم الأفريقية 2006 للمرة الأولى مع"الأفيال"، ويتميز بإتقان غريب في التمريرات الطويلة. - يايا توريه 13-5-1983، من أوليمبياكوس اليوناني، لم يكن أساسياً خلال التصفيات ولعب مباراتين فقط، ولكنه ظهر وأجاد في الأمم الأفريقية 2006. - يابي يابو 30-1-1982، من نانت الفرنسي، أحرز هدفاً في 6 مباريات لعبها في التصفيات. - ديديه زوكورا 14-12-1982، من سانت ايتين الفرنسي، أحسن لاعب وسط مدافع في نهائيات الأمم الأفريقية 2006، على رغم وجود المصري محمد شوقي والتونسي رياض بوعزيزي، وهو تألق مع ناديه وأصبح أحد أفضل لاعبي العالم في مركزه حالياً. الهجوم: - أرونا ديندات 26-11-1980، من لينس الفرنسي، الهداف الثاني لپ"الأفيال"في تصفيات المونديال، أحرز 7 أهداف في 10 مباريات، ويتمتع بقدر هائل من التفاهم مع زميله دروغبا، وهو من أفضل الأجنحة في العالم، وسرعته فائقة مع قدرة هائلة على الاختراق والمراوغة، غاب عن كأس الأمم 2006 لأسباب خاصة. - ديديه دروغبا 11-3-1978 من تشيلسي الإنكليزي، من أفضل مهاجمي العالم حالياً وأغلاهم ثمناً، قاد ناديه للفوز بالدوري عامين متتاليين، وهو هداف"الأفيال"في التصفيات برصيد 9 أهداف في 9 مباريات، أكد براعته في الأمم الأفريقية وقاد فريقه إلى النهائي وحقق الفوز على المغرب ونيجيريا بهدفين فاصلين، قوي جداً وسريع ومميز في ألعاب الهواء وفي التسديد القوي. - أرونا كونيه 11-11-1983 من ايندهوفن الهولندي، مشاركته في كأس الأمم الأفريقية 2006 أكدت كفاءته ومنحته مكاناً أساسياً في ناديه، سريع ومراوغ وناجح في الهروب من الرقابة وخداع منافسيه، لم يكن أساسياً في التصفيات. - باكاري كونيه 17-9-1981، من نيس الفرنسي، أثبت وجوده كاحتياطي مهم في نهائيات الأمم الأفريقية 2006 بهدف في الكاميرون، غاب تماماً عن التصفيات. - عبدالقادر كيتا 6-8-1981، من ليل الفرنسي، لم يلعب في التصفيات ولا في كأس الأمم، ولكنه نجح مع ناديه واستحق مكاناً في المونديال. المدرب: هنري ميشيل، خاض نهائيات كأس العالم لاعباً مع منتخب فرنسا في الأرجنتين عام 1978، وعاد بعد 8 سنوات فقط ليقوده مديراً فنياً في نهائيات مونديال المكسيك، وتأهل معه إلى نصف النهائي بعد إقصاء البرازيل، وهو حقق الميدالية الذهبية لفرنسا في كرة القدم في أولمبياد 1984. نجح أيضاً في قيادة منتخبي المغرب وتونس إلى نهائيات كأس العالم في الدورتين الماضيتين، ونجح في قيادة ساحل العاج إلى تأهلها الأول، ثم أجاد معها في نهائيات الأمم الأفريقية. الإقامة والمباريات فندق كلوسترمانس الصغير في نيدر كاسل في ولاية فيست فالين هو مقر إقامة منتخب ساحل العاج في النهائيات، ويخوض"الأفيال"مباراتهم الأولى ضد الأرجنتين في هامبورغ مساء 10 حزيران يونيو، وبعدها يتجهون إلى شتوتغارت لخوض اللقاء الثاني ضد هولندا مساء 16، والمواجهة الثالثة ضد صربيا مساء 21 حزيران في اليانز ارينا في ميونيخ. التصفيات لم يصدق أحد إمكان صعود ساحل العاج على حساب الكاميرون عن المجموعة الثالثة قبل مباريات المرحلة الأخيرة، ودخل منتخب الكاميرون مباراته في ملعبه ضد مصر متفوقاً بفارق نقطة عن ساحل العاج، الذي يلعب في الخرطوم ضد السودان، ومن البداية تفوقت الكاميرون وسجلت هدفاً، ولكن"الأفيال"لم ييأسوا وتقدموا على السودان وانتظروا دعماً من الفراعنة، ولم يخيب المصريون آمال"الأفيال"وسجلوا هدف التعادل وفتحوا الطريق أمام ساحل العاج للصعود بفارق نقطة، ولكن قراراً حاسماً للحكم المالي كومان كوليبالي باحتساب ركلة جزاء للكاميرون في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع بدد أحلام"الأفيال"، ولكن الأقدار كانت رحيمة بلاعبي وجماهير ساحل العاج، لأن ظهير الكاميرون بيير وومي سدد الركلة خارج المرمى، وأضاع آخر فرصة للكاميرون للتأهل إلى كأس العالم 2006، وأهدى البطاقة الحائرة إلى ساحل العاج. وأنهى المنتخب العاجي التصفيات في المركز الأول، محرزاً 22 نقطة في 10 مباريات، وحقق الفوز في 7 وتعادل مرة واحدة وخسر مرتين، وكان للدفاع العاجي دور البطل، لأنه لم يستقبل إلا 7 أهداف فقط في التصفيات، بينها 5 أمام الكاميرون، وسجل مهاجمو"الأفيال"20 هدفاً بفضل الثلاثي دروغبا وارونا وديندان. بدأ المنتخب العاجي التصفيات بفوز سهل في ملعبه على ليبيا 2 - صفر، وبعدها حقق في الإسكندرية أهم انتصار على نظيره المصري 2 - 1 وتصدر مجموعته باكراً، وخسر في ياوندي من الكاميرون 2 - صفر قبل اكتساح السودان في أبيدجان 5 - صفر، واستفاد من مباراتيه المتتاليتين ضد بنين في حصد 6 نقاط، بالفوز ذهاباً وإياباً 1 - صفر و3 - صفر، وبعدها فقد نقطتين ثمينتين بالتعادل في ليبيا سلباً، وعوضها بالفوز على مصر 2 - صفر، في أبيدجان، ولكن الصدمة كانت في الخسارة في ملعبهم ووسط جمهورهم أمام الكاميرون 2 - 3، في مباراة عجيبة تألق خلالها الكاميروني اشيلي ويبو وسجل"هاتريك"، وأخيراً كان الفوز على السودان 3 - 1 في الخرطوم بوابة التأهل. ولا يشمل تاريخ ساحل العاج أي مشاركة في نهائيات كأس العالم.