كشف تقرير سري اعده"معهد ابحاث الدفاع الشامل"السويدي التابع لوزارة الدفاع ان اشخاصاً مجهولين من منطقة الشرق الاوسط حاولوا مرتين على الاقل خلال العامين المنصرمين شراء عصيات جرثومية تستخدم لتوليد بكتيريا الجمرة الخبيثة المعروفة باسم"انثراكس"القاتلة من جامعة غوتنبرغ الشهيرة في جنوبالسويد. ويذكر التقرير الذي كشفت مجلة سويدية اجزاء منه ان آخر محاولة للحصول على الجمرة الخبيثة من السويد حصلت في العام الماضي من العاصمة الاردنية، ويعتقد ان الهدف كان ارسال هذه المادة الى العراق لاستخدامها في صنع متفجرات. ويذكر الخبير في المعهد بيورن ساندستروم ان مختبرات جامعة غوتنبرغ تلقت"طلبا مباشرا عبر البريد لشراء عصيات جرثومية من اشخاص في عمان"، مشيراً الى"ان الجهة المجهولة حاولت شراء عدة انواع من الجراثيم التي تستخدم لتوليد بكتيريا الجمرة الخبيثة". ويضيف"المعروف ان بعض العصيات الجرثومية كافية لزراعتها وتكاثرها وتوليد مواد بيولوجية خطيرة". وحوّلت الجامعة الطلب على الفور الى جهاز الاستخبارات السويدي سابو الذي تكتم بدوره على الامر ولم يكشف اي تفاصيل عنه. يذكر انه بعد احداث 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة شددت مراكز الابحاث السويدية اجراءاتها الامنية تحسباً لوقوع عمليات سطو او تهريب مواد كيماوية او بيولوجية قد تستخدم في تصنيع مواد تصب في اطار العمليات الارهابية. ويؤكد ساندستروم ان"الباحثين عادة حذرون من ناحية حدود حرية تصرفهم في هذه الامور، وأصبحوا اكثر معرفة بحدود تلك الحرية". ويشير التقرير الى ان محاولتي الحصول على عصيات جرثومية من غوتنبرغ ليستا استثنائيتين، اذ تكررت محاولات سرقة او الحصول على مواد قاتلة بين 1990 و2004 اكثر من مئة مرة. وفي بعض الاحيان اختفت مواد نووية مشعة بظروف غامضة في اماكن مختلفة من السويد. وأبرز حادثة معروفة حصلت 1995 عندما اختفت شحنة من مادة البريليوم عنصر فلزي نادر يستخدم في زيادة قوة التفجيرات النووية تزن طنا واحدا كانت قادمة جوا من روسيا الى السويد ومن ثم الولاياتالمتحدة لتخزينها، ولكنها اختفت في السويد ولم يعرف حتى الآن مصيرها. ولم تتمكن مجلة"داغنز ميديسن"السويدية المتخصصة بالابحاث الطبية، التي كشفت بعض تفاصيل محاولات الحصول على عصيات جرثومية، من معرفة هوية المصدر الذي تقدم بالطلب في العاصمة الاردنية. ونتيجة تعاون الاستخبارات السويدية مع اجهزة الامن الاردنية في قضايا تتعلق بمحاربة الارهاب، يعتقد ان الاردن حصل على كافة تفاصيل المحاولة الفاشلة، فيما يتوقع ان ينشر معهد ابحاث الدفاع الشامل القسم الاكبر من التقرير بعد اطلاع احزاب البرلمان السويدية عليه وبعد حذف امور سرية فيه.