تضاربت المعلومات حول موعد اعلان رئيس الحكومة العراقية المكلف نوري المالكي عن تشكيلة حكومته اليوم او غداً الخميس، كما تباينت التوقعات بين اعلان حكومة من دون تسمية وزيري الداخلية والدفاع وبين ضرورة تسمية الوزيرين وبالتالي اعطاء مزيد من الوقت لاستكمال المفاوضات لغاية الاحد المقبل، وهو الموعد الاخير الذي حدده الدستور لطرح تشكيلة الحكومة الجديدة امام البرلمان. وكشفت اوساط في"حزب الدعوة"، الذي ينتمي اليه المالكي، ل"الحياة"ان المالكي بحث مع قادة الكتل السياسية الرئيسية ابرز المرشحين لوزارتي الدفاع والداخلية. وقالت هذه الاوساط ان امام المالكي قائمة بأسماء اشخاص مستقلين يتمتعون برتب عسكرية عالية، مضيفةً:"التشاور يأتي وفقاً للاتفاق على اختيار مستقلين للداخلية والدفاع بموافقة الكتل الرئيسية". ولمحت الى ان المالكي يفكر في تعيين شخص ذي رتبة عسكرية في الدفاع على رأس الداخلية ورتبة من الداخلية على رأس الدفاع. الا ان هذه الاوساط تحفظت عن ذكر اسماء المرشحين للوزارتين، واكدت ان الاسماء التي جرى تداولها كحاجم الحسني للدفاع وتوفيق الياسري وقاسم داود للداخلية ليست ضمن قائمة المرشحين. وقال بيان صادر عن مكتب المالكي ان"الخارطة الوزارية باتت شبه مكتملة واننا ننتظر الرد النهائي للقائمة الوطنية العراقية التي يتزعمها اياد علاوي وإخواننا في حزب الفضيلة الشيعي". واوضح ان"الداخلية والدفاع ستذهبان إلى كفاءات وطنية خارج دائرة الاستقطابات السياسية"في اشارة لتولي شخصين مستقلين لهاتين الوزارتين. ووفق البيان فان المالكي اكد في حديث امام الهيئة العامة ل"الائتلاف"على"ضرورة تشديد الرقابة على الوزارات وتفعيل أدائها والحيلولة دون أن تتحول إلى وزارة مغلقة لهذه الجهة أو تلك". كما اكد على"أهمية مشاركة المرأة بنسبة جيدة في التشكيلة الحكومية الجديدة". وفي ما يتعلق بتخصيص مناصب وزارية للقوميات العراقية التي حصلت على مقاعد محدودة في مجلس النواب، اكد المالكي انه"ستمنح وزارات للتركمان والأكراد الفيليين الشيعة والمسيحيين في إطار الاستحقاق الوطني". وقال حسن ساري، القيادي في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"وعضو كتلة"الائتلاف"الشيعية، ل"الحياة"ان المالكي ربما يكون ابلغ زعيم"الائتلاف"عبدالعزيز الحكيم انه ينوي الاعلان عن تشكيلة حكومته من دون تحديد اسمي وزيري الدفاع والداخلية. واضاف:"هناك خلافات بين الكتل المعنية بالوزارتين بشكل مباشر بشأن ترشيح مستقلين للدفاع والداخلية وهو امر ادى الى ان يقوم المالكي بالاختيار بنفسه لكن بموافقة الكتل على الاسمين". وتابع ان"الائتلاف"يؤيد اعلان المالكي تشكيلة حكومته من دون تسمية الوزيرين. ويبدو ان رغبة"الائتلاف"الشيعي بتأجيل البت في موضوع وزيري الدفاع والداخلية مردها الى الخشية من أن يؤدي هذا التأجيل الى نفاد الوقت المخصص للمالكي في الاعلان عن تشكيلة وزارته. وكان اعتراض"جبهة التوافق"السنية على ترشيح احمد الجلبي او توفيق الياسري لوزارة الداخلية، دفع باتجاه تبادل التهم بين"التوافق"و"الائتلاف"على اعتبار ان هذا الاخير يحاول ترشيح شخصية للداخلية تتبع نفوذ الائتلاف والميليشيات. وابلغت اوساط كردية رفيعة في اربيل"الحياة"ان الاكراد معنيون باختيار وزيري الدفاع والداخلية ولا يمكن لأي جهة ان تقفز على الموقف الكردي في هذا الموضوع، مؤكدةً ان الاميركيين طرف اساس في اختيار هذين الوزيرين، وهم - اي الاميركيين- اصحاب النصيحة الاولى بتسمية شخصيتين مستقلتين لهاتين الوزارتين. الى ذلك، رفض"حزب الفضيلة"الشيعي وساطة بعض المرجعيات الدينية الشيعية لإقناعه بالعودة عن موقفه الرافض المشاركة في الحكومة. واشارت مصادر رفيعة في"المجلس الأعلى"الى ان"الفضيلة"رفض عرضاً من عبدالعزيز الحكيم بالتنازل له عن وزارة المال كوزارة سيادية. وكان صباح الساعدي الناطق الرسمي باسم"حزب الفضيلة"أكد ان الحزب، الذي يشغل 15 مقعدا في مجلس النواب،"لن يحضر اجتماع الهيئة العامة للائتلاف"، موضحا ان"هذا القرار اتخذ في اطار عدم المشاركة في الحكومة الجديدة". واضاف ان"المالكي لم يعرض علينا اي وزارة ولو فعل ذلك فاننا سنرفض. فقرارنا نهائي ولا رجعة عنه".