في مجلس لمسؤول عربي كبير تحدث عدد من الزملاء الصحافيين اللبنانيين مطولاً عن ازمة لبنان وتداعياتها وتفاصيلها المملة: عن الأشخاص والأحزاب والطوائف والمواقف المتباينة والتصريحات النارية... وبعد أن فرغت جعبتهم من الكلام المباح... وغير المباح هز المسؤول رأسه وأطلق ضحكة ساخرة ثم استعاد هيبته ووقاره ليتحدث بجدية تنم عن القلق والحذر في آن قائلاً:"يا أخوان لقد حرصت على الاستماع إليكم بصبر وجلد ولكنني أود ان أصارحكم بالحقيقة المرة: كل ما ذكرتموه مهم ومحق ولا غبار عليه، لكنه ثانوي امام المشهد العام الذي يحمل أخطاراً محدقة بأمتنا، وجزئي امام التطورات المتلاحقة والأحداث المرتقبة خلال الأسابيع وربما الأيام المقبلة... هناك نقطة واحدة قد أتفق فيها معكم وهي ان أزمة لبنان مرتبطة بالأزمة الكبرى، وأنها تشكل احد صواعق تفجيرها بسبب التحصن بها كورقة في الصراع المرتقب. فنحن نعيش على فوهة بركان لا يعرف إلا الله عز وجل حجم حممه ومدى انتشارها ونتائج مخاطرها وحرائقها وآثارها وانعكاساتها". وكان المسؤول الكبير يقصد بالطبع تداعيات أزمة الملف النووي الإيراني بكافة احتمالاتها وانعكاساتها الأكيدة والمدمرة على الدول العربية في شكل عام وعلى دول الخليج بصورة خاصة. فحصول ايران على اسلحة نووية سيولد مخاطر جمة تضع هذه الدول تحت سيف الهيمنة والتهديد مما يدفعها الى اللجوء الى قوى عظمى لحمايتها من الخطر الإيراني. وفي المقابل فإن انتقال المواجهة بين ايران والمجتمع الدولي، والغرب بالذات، من مرحلة التهديد الى مرحلة استخدام القوة لضرب المنشآت النووية الإيرانية سيشعل المنطقة ويدخلها في دائرة الخطر والتفجير نظراً للأوراق التي يتحصن بها كل طرف والامتدادات العسكرية والعقائدية والمذهبية لهذا الصراع المدمر. ولهذا فإن من مصلحة ايران والعرب نزع فتيل الأزمة والبحث معاً عن مخرج مشرف يجنب المنطقة مصيراً مؤلماً ومضاعفات خطيرة لن يستفيد منها سوى الأعداء وأولهم اسرائيل. كما ان درس العراق يجب ان يأخذه الجميع في الاعتبار حتى لا يغرقوا في بحر من الرمال المتحركة وحقول الألغام فتدفع الشعوب الثمن مضاعفاً ويتعمق المأزق حتى يصبح من الصعب إيجاد مخرج له. ولم تكن ايران في حاجة الى التباهي بتصريحات رئيسها احمدي نجاد بأنها اصبحت قوة عظمى لأنها في الأساس كانت منذ عهد الشاه، وما زالت حتى يومنا هذا، تعتبر قوة عظمى في المنطقة يحسب لها ألف حساب. ففي عهد الشاه كانت ايران تشكل السد المنيع للغرب وللحلف الأطلسي في وجه الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي إبان الحرب الباردة. وكانت تملك ترسانة ضخمة من الأسلحة الحديثة والمقاتلات مكنتها من الهيمنة على الخليج واحتلال الجزر العربية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة. ولكن وقوف الشاه مع العرب في حرب تشرين الأول اكتوبر 1973 وتقاربه مع السعودية خلال فترة استخدام سلاح النفط دفع الولاياتالمتحدة الى سحب"المظلة"ومعاقبة الشاه بناء على تهديد السيئ الذكر هنري كيسنجر وبدء العد العكسي لانهيار الاتحاد السوفياتي وظهور نظريات صراع الحضارات ومؤامرات شق المسلمين بافتعال الفتن وإثارة الغرائز والخلافات بين السنّة والشيعة كتلك التي نشهدها في العراق هذه الأيام. وفي بدايات الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني لم يقلل أحد من قوة ايران ولا من حجمها ومدى نفوذها وتشعباته وردود فعل الدعوة الى تصدير الثورة على رغم كأس السم الذي تجرعته نتيجة الحرب الدامية مع العراق التي استمرت اكثر من 8 سنوات حصدت أرواح اكثر من مليون انسان من الجانبين واستنزفت مئات البلايين من الدولارات من جيوب العراقيين والإيرانيين ومعهم العرب في الخليج. وبغض النظر عن هذه التفاصيل فإن ايران تعتبر قوة يحسب لها ألف حساب نظراً لحجمها وعدد سكانها وموقعها الجغرافي الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية وامتداداتها الدينية والمذهبية وتحالفاتها داخل المنطقة وخارجها ومصالح الدول الكبرى في أسواقها الناشئة. وعلى رغم التأكيد بأن من حق كل دولة الحصول على الأسلحة القادرة على درء الأخطار المحدقة بها، وعلى رغم شجب ازدواجية المعايير في غض الطرف عن إسرائيل في حشد ترسانتها النووية، فإن من حق العرب ان يتساءلوا عن مبررات ايران في التصعيد والتحدي ثم في الإصرار على إنتاج أسلحة نووية على رغم عوامل القوة التي أشرت إليها. ومن حق العرب ايضاً ان يعبروا عن القلق من الصراع المتجدد ونتائجه على مصيرهم وإمكانات تعرضهم للأخطار أو للتلوث الإشعاعي، أو حتى لتهديد نووي حقيقي في حال انطلاق شرارة المواجهة العسكرية. وللعلم فإن مساحة ايران مليون و 684 ألفاً و 184 كيلومتراً مربعاً، وعدد سكانها نحو 70 مليون نسمة يسكن 8 ملايين منهم في العاصمة طهران. وهي دولة متعددة الأعراق والأجناس والأقوام والأديان واللغات وهي تشبه في تكوينها السجادة العجمية الشهيرة اذ انها تتكون من ألوان وأشكال عدة ولكن يغلب عليها لون سائد هو العنصر الفارسي الذي يشكل نحو 60 في المئة من مجموع سكان ايران الذين يتوزعون على قوميات وأعراق أخرى مثل الأكراد 10 ملايين والأذريين 12 مليوناً وعاصمتهم مدينة تبريز اضافة الى ملايين العرب المهمشين في ولاية"عربستان"التي اصبح اسمها خوزستان وعاصمتهم مدينة المحمرة التي اصبح اسمها خورمشهر. وهناك اقليات اخرى مثل التركمان والبلوش والزردشت والأرمن والمسيحيين الأرثوذكس وحتى اليهود، وهناك الآن ملايين المهاجرين الإيرانيين في دول العالم فروا من ديارهم بعد الثورة ومنهم عشرات الآلاف من المعارضين المنتمين ل"مجاهدي خلق"وأنصار الشاه الراحل وغيرهم ممن سيشكلون خطراً حقيقياً على الثورة في حال وقوع حرب او اضطرابات. وعلى رغم تعدد هذه الأقوام فإن الدين الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي الاثني عشري الجعفري الذي تدين به الأكثرية. وعلى رغم تعدد اللغات فإن اللغة الرسمية الوحيدة المعترف بها هي اللغة الفارسية، وما زالت ايران تتمسك بتقاليد فارسية وبثوابت ترفض التخلي عنها مثل تسمية الخليج الفارسي. وقد أثارت اخيراً زوبعة من الاعتراضات على الموسوعة البريطانية العالمية لاعتمادها اسم الخليج العربي. وقد أخبرني الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات انه خلال احدى زياراته لإيران بعد الثورة التقى الإمام الخميني واقترح عليه إطلاق اسم"الخليج الإسلامي"كتسوية بين"العربي"و"الفارسي"فانتفض في وجهه وقال له: الخليج فارسي وسيبقى فارسياً. أما عن الثروات فهي كثيرة من بينها الثروة النفطية حيث يقدر احتياطي البترول فيها بنحو 90 بليون برميل أي ما يعادل 10 في المئة من احتياطي العالم وهي تصدر نحو 3.6 مليون برميل يومياً. وهذا طبعاً عدا الثروات الزراعية والمائية والغاز والسجاد. هذه الصورة البانورامية المختصرة لحال ايران اليوم تضاف إليها عوامل الانتماء للطائفة الشيعية والامتدادات العقائدية الى دول الجوار مثل العراق وسورية ولبنان وبعض دول الخليج، مع دول إسلامية رئيسة مثل باكستان، وعوامل الانتماء التنظيمي الشيعي مثل"حزب الله"في لبنان و"جيش المهدي"في العراق وغيره من الميليشيات العراقية الفاعلة وحركات إسلامية فلسطينية مثل حركة"حماس"وتنظيم"الجهاد الإسلامي"وجمعيات فاعلة في آسيا وافريقيا وصولاً الى أوروبا والأميركتين. ولا يكتمل المشهد في الواقع الجديد الذي"ظهر"صورته الكاملة الملف النووي الإيراني إلا بالربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. فكثير من المحللين يربطون بين تداخل عوامل التاريخ بالجغرافيا والدين بالسياسة والأوضاع السياسية والفكرية والثقافية بالصراعات الدائرة في المنطقة وخارجها من الصراع العربي - الإسرائيلي الى صراع الحضارات الذي حاول الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي فك صواعقه بالدعوة الى حوار الحضارات إلا ان الرئيس الحالي احمدي نجاد عاد وأحياه مستلاً سيف المواجهة ومختاراً أسلوب الصدام والمواجهة مع الغرب. ولهذا يبدو المشهد بحسب قناعات الكثيرين وكأنه سلسلة من حلقات مترابطة احد عناويها السعي للحصول على سلاح نووي، اما عناوينها الأخرى فتمتد من ثارات الفرس الى ثارات الحسين ومن شعارات تصدير الثورة الإسلامية الشيعية الى احقاد الحرب الإيرانية - العراقية وما خلفتها من دمار في"النفوس قبل الفلوس"، ومن الصراع مع اسرائيل الى مجابهة التهديد الأميركي، ومن المبادئ والمثاليات الى المصالح وسباق الهيمنة لحسم مسألة من يملك مفاتيح المستقبل في النفوذ والسيطرة على المنطقة ومنابع النفط والثروة النفطية وغيرها في ظل"حرب باردة"جديدة تخلف الحرب الباردة البائدة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي، ابطالها هذه المرة روسيا العائدة بوجوه جديدة وأساليب مختلفة ومصالح اقتصادية لا تخفى على احد، والصين العملاق الذي يبدو نائماً ولكنه في الواقع يتحرك على كافة الاتجاهات من اميركا الى السعودية، ومن أوروبا الى ايران، ومن آسيا الى أوروبا مروراً بأفريقيا، وهو يحاول ان يحمي ظهره ومستقبله بتأمين الطاقة وضمان وصولها بانتظام ويمد أياديه العملاقة الى أي مكان يمكن ان تصل إليه. ومهما حاولنا ان نخفف من حدة المشهد فإن كل الدلائل تشير الى ان المواجهة بين مختلف الأطراف ستقع آجلاً أم عاجلاً، فإيران مصممة على الحصول على الأسلحة النووية مهما كان الثمن، حتى لو رضيت بالاتفاق مع روسيا على عمليات التخصيب كحل وسط تبريدي. وأميركا والغرب ومعهما اسرائيل لن تسمح بمثل هذه التطور الخطير الذي يقلب موازين القوى في المنطقة التي تقف على خزانات الثروة وتملك معظم"شرايين الحياة"في العالم. وهناك شبه إجماع على حتمية المواجهة وإن كان ثمة اختلاف على اسلحتها ووسائلها وطرقها في مراوحة بين توقع الضربات الجوية الساحقة والاجتياح العسكري مع الأخذ في الاعتبار مأزق العراق والامتداد الشيعي، فيما لا يستبعد البعض المبادرة أو المشاركة الإسرائيلية في الهجمات من دون إغفال إمكان تطور المواجهة الى حد استخدام القنابل النووية الصغيرة. ومهما كانت الاحتمالات، وسواء حققت ايران اهدافها وحصلت على سلاح نووي أو وقعت المواجهة العسكرية فإن العرب سيجدون انفسهم وسط المعمعة شاؤوا أم أبوا، ولهذا فإن من واجب القيادات الفاعلة والدول المعنية ان تسارع الى درء الأخطار وتوحيد الصفوف والقيام بمبادرات لنزع فتيل الانفجار والمساهمة في حل العقد حتى لا تدفع الشعوب الثمن الباهظ لهذه المواجهة مضاعفاً. ومهما حاول العرب التشبه بالنعامة والادعاء بأنهم على الحياد أو أن الأمر لا يعنيهم فإن نواقيس الخطر تحذر من ان النار ستعم المنطقة وتحرق الأخضر واليابس إن لم يتمكنوا، اليوم قبل الغد، من تحصين النفس والبحث عن مخارج وحماية الشعوب والمصالح والثروات وإجهاض الفتن قبل ان تمتد الى الداخل، فالتاريخ لن يرحم ولن يسمح بأن يستقيل العرب من مسؤولياتهم وواجباتهم في حماية وجودهم ومصيرهم وحاضرهم ومستقبل أجيالهم. فالمال السائب دعا الطامعين الى الاستخفاف بالعرب، والخلافات المصطنعة والثانوية أدت الى تهميش دورهم، والتواكل والتراخي أفقدا العرب احترام العالم ودفعا الأعداء الى المزيد من التطاول على حقوقهم، والسكوت عن الاعتداءات والتدخلات والاحتلال الصهيوني وغير الصهيوني أدى الى الاستخفاف بهم وسحب البساط من تحت أقدامهم حتى وصلنا الى يوم لم يعد فيه للعرب دور حتى في قضاياهم العامة والخاصة إذ انتقل القرار الى قوى إقليمية أخرى بصورة تدريجية وأصبح العرب تحت رحمة قرارات الآخرين في تحديد مصير المنطقة. فالقوى الإقليمية الفاعلة اليوم وبكل أسف، هي ايرانوتركيا وإسرائيل، والقوى الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدة دخلت الى قلب العالم العربي وحاصرته من كافة الاتجاهات وأخشى ما نخشاه ان يتحول العرب شيئاً فشيئاً الى أدوات وأوراق تستخدمها القوى الإقليمية والقوى العالمية في صراعاتها وحروبها المقبلة لتأمين مصالحها وفرز القوى لرسم خريطة جديدة للمنطقة والعالم. لهذا لا بد من الدعوة الى تحرك عربي فاعل على الاتجاهات كافة لاستعادة الدور المفقود وامتلاك الأوراق المبعثرة والمهدورة وسحب الاستقالة من تحمل المسؤولية التاريخية على ان يبدأ التحرك من المحاور التالية: 1- المحور العربي: بتوحيد الصفوف وحل الخلافات ومحاولة تأمين موقف عربي موحد إزاء التطورات الراهنة والسعي لعقد قمة مصغرة للدول المعنية مباشرة بالتطورات تخرج بقرارات فاعلة واستراتيجية ثابتة وراسخة تنطلق من مبدأ أن أي خروج على الإجماع هو بمثابة خيانة للعرب وتاريخهم وحقوقهم ومصالحهم ومصير شعوبهم. 2- المحور الإيراني: بتأمين حوار عربي - ايراني بناء يضمن عدم تعريض العرب للخطر، والتوسط لإيجاد مخرج لمأزق الملف النووي الإيراني وإقناع ايران باتباع سبل الحكمة والمرونة وتجنب الوقوع في الفخ الذي سقط فيه نظام صدام حسين وتطمينها الى حسن النيات الغربية لتبديد مخاوفها بعد ان اصبحت محاصرة"بالساندويش"الأميركي من جانبي الحدود في العراق وأفغانستان. 3- محور الأزمات: العمل بجد وصدقية وحسم على ايجاد حلول للأزمات المشتعلة في المنطقة، ولا سيما في العراقولبنان، بسبب ارتباطها المباشر بالأزمة الأم ومحاولة تحويلها الى أوراق تستخدم عند الحاجة وبالتالي إدخالها في أتون حرب مدمرة، اضافة الى السعي لحسم الخلاف اللبناني - السوري وإيجاد حلول سريعة تضمن عودة العلاقات الى سابق عهدها وضمان عدم الدخول في أحلاف ومحاور قد تؤدي الى كوارث وفتن. 4- المحور الإسلامي: بنزع فتيل صواعق الفتن المعدة للمسلمين لا سيما بين السنّة والشيعة، والعمل على التقريب بين المذاهب ودعوة رجال الدين الى المساهمة في تعزيز الوحدة ونبذ الخلافات وفتح باب الحوار لتجنيب المسلمين كوارث ونكبات هم في غنى عنها، والتنسيق العربي مع تركياوباكستان والدول الإسلامية الفاعلة للمشاركة في ايجاد الحلول وتحصين الذات. 5- المحور العالمي: وذلك بالاتفاق على موقف عربي موحد والتحرك باتجاه دول العالم ولا سيما الولاياتالمتحدة لتدارك المواجهة الطاحنة بتحقيق هدفين رئيسيين هما إحياء مبادرة السلام والضغط على اسرائيل للرضوخ لقرارات الشرعية الدولية وتأمين اتفاق دولي على جعل منطقة الشرق الأوسط خالية تماماً من اسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها الأسلحة النووية حتى لا تترك اسرائيل وحيدة في الساحة التي تملك هذه الأسلحة ولا يفتح باب السباق الى الحصول عليها مهما طال الزمن انطلاقاً من مبادئ الحق والواجب في مواجهة الخطر الصهيوني. هذا هو الطريق المثالي لحل الأزمة وتجنيب المنطقة أخطار الدمار الأكيد... وهذه هي خريطة الطريق الوحيدة لاستعادة العرب حقوقهم وقرارهم السليب ومصيرهم الذي اصبح معلقاً بيد القوى الإقليمية المحيطة بهم. وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة... والخطوة الأولى تكمن في فك عقد التاريخ وتنظيف حقول الألغام والرمال المتحركة وتطويع حقوق الدم والمصالح والجغرافيا وتوظيف فرائض الدين الواحد في منع المواجهة وضمان الأمن والاستقرار للجميع من دون أي استثناء، وتجنيب العرب خطر تحولهم الى وقود في حروب الآخرين وحطب في نيران مطامعهم ومصالحهم وأحقادهم!! * كاتب وصحافي عربي.