عزّز تفجير خمسة صهاريج قرب مصفاة تكرير نيجيرية خلال عطلة نهاية الأسبوع"قلق"المراقبين من أن تؤدي عمليات تخريب المنشآت النفطية من جانب ثوار دلتا النيجر إلى التوقف عن انتاج كميات إضافية من النفط النيجيري، بعدما تمكن الثوار من وقف انتاج 550 ألف برميل يومياً ربع صادرات نيجيريا لأكثر من شهرين، وخطف الموظفين الأجانب في الشركات الأجنبية لأسابيع. ورجح المراقبون ان يؤدي تصاعد عمليات ثوار دلتا النيجر كماً ونوعاً، وتحديداً عدم الاكتفاء بنسف الأنابيب التي يمكن تصليحها خلال بضعة أيام كما كانوا يفعلون سابقاً، فضلاً عن تخريب المنشآت المهمة من محطات الضخ والتصدير التي تتطلب شهوراً لتصليحها أو استبدالها، إلى نقص حقيقي في الأسواق العالمية، وخصوصاً النفط الخفيف القليل الكبريت، وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة في الفترة المقبلة. وتعد نيجيريا المنتج الأول للنفط في أفريقيا والمصدر التاسع في العالم، اذ تنتج 2.5 مليون برميل يومياً. ويؤمن النفط 90 في المئة من عائداتها من التصدير. وتسببت اعمال العنف التي نفذتها الحركة منذ كانون الثاني يناير التي ادت الى مقتل 24 عنصراً من قوى الأمن وخفض تصدير النفط النيجيري بنحو الربع، في زيادة أسعار النفط عالمياً وبلوغه مستوى 75 دولاراً. وذكرت وكالة"رويترز"أمس أن سيارة ملغومة انفجرت في مدينة واري المنتجة للنفط، أدت الى تدمير خمسة صهاريج نفط في هجوم أعلنت"حركة تحرير دلتا النيجر"مسؤوليتها عنه. ووقع الانفجار في ساعة متأخرة ليل السبت في ساحة قريبة من مصفاة واري تتوقف فيها الصهاريج. وتسبب الانفجار في تناثر الحطام على مسافة 100 متر، ولم تفد الأنباء عن اصابات. وافاد سائقون في الموقع ان المنطقة كانت"خالية"من العاملين عند وقوع الانفجار. وأعلنت"حركة تحرير دلتا النيجر"في بيان بثته على شبكة الإنترنت إلى وكالات الأنباء انها"استخدمت هاتفاً خليوياً في تفجير كمية من الديناميت تزن 30 كيلوغراماً". واستخدام السيارات الملغومة ليس مألوفاً في نيجيريا، لكن هذا الهجوم هو الثاني الذي تنفذه الحركة خلال تسعة أيام، بعد انفجار وقع قرب ثكنة عسكرية في بورت هاركورت، وهي مدينة نفطية رئيسة تقع في منطقة أخرى من دلتا النيجر. وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل مدنيين. كما ان مصفاة واري متوقفة عن العمل منذ شهور، وكانت الصهاريج خالية وقت الإنفجار، ما ساعد على تجنب حدوث حريق ضخم. وحذرت الحركة، التي تطالب بمنح المنطقة الجنوبية مزيداً من السيطرة على ثروتها النفطية، كل العاملين في قطاع النفط من العمل في منطقة دلتا النيجر الجنوبية. وعاهدت ب"وقف الصادرات تماماً". واعتبرت أن الانفجار"مثابة إنذار أخير للعاملين في القطاع"، معلنة ان هجماتها المقبلة"ستستهدف الأفراد أنفسهم". تهديد الشركات الصينية وهددت الحركة أيضاً الصين التي وقعت مع نيجيريا على صفقة كبيرة للتنقيب عن النفط. ونبهت الحركة في بيانها الحكومة الصينية وشركاتها النفطية الى"ضرورة الابتعاد عن دلتا النيجر". وأشارت الى ان الصينيين المتواجدين في المنشآت النفطية"سيعاملون على انهم لصوص، والحكومة الصينية تضع مواطنيها في خط نيراننا باستثمارها في النفط المسروق". وكان الرئيس الصيني هو جين تاو زار نيجيريا الاسبوع الماضي ووقع على صفقات للتنقيب عن النفط مقابل التزام استثمار أربعة بلايين دولار في البنية الأساسية في نيجيريا. وفي كانون الثاني الماضي، أعلنت شركة النفط الصينية الحكومية"سنوك"عن ابرام عقد لدفع 2.3 بليون دولار، مقابل حصة نسبتها 45 في المئة في حقل بحرية نيجيرية.