ماري أنج كاستا شابة، جذورها في جزيرة كورسيكا الفرنسية، وهي شقيقة نجمة عرض الأزياء العالمية ليتيسيا كاستا التي تحولت ممثلة سينمائية. ماري آنج عمرها 21 سنة، بينما تجاوزت ليتيسيا ال33. بدأت الشقيقة الصغرى في تموز (يوليو) الماضي مسيرتها كعارضة أزياء جديدة في عروض الموضة الباريسية الراقية، لحساب أكبر العلامات الدولية في هذا الميدان، مقلدة في ذلك أختها، إنما في شكل سريع ومن دون انتظار تبلور النجاح كما فعلت الأخيرة قبل حوالى عقد. لا شك في أن كون ماري آنج تحمل اسم كاستا ساعدها في إنجاز مهمتها. فهي عرفت كيف تجذب الإعلاميين والمصورين، لتحتل على الفور مكانة رائدة وسط عارضات «توب موديل» الحاليات. ولم تتوقف كاستا الصغيرة عند هذا الحد. بل اقتحمت أيضاً المجال السينمائي، فانتزعت دور البطولة المطلقة في فيلمين فرنسيين، أحدهما من إخراج الجزائري جليل لسبير بعنوان «رياح عكسية»، حيث تؤدي دور فتاة تتعلم القيادة في مدرسة متخصصة إلا أنها تغازل أستاذها المتزوج الذي يكبرها بحوالى عشرين سنة، ما يتسبب لها وله بمشاكل، خصوصاً حين تختفي الزوجة فجأة. أما الفيلم الثاني فبعنوان «الشبان 27»، وينتمي إلى اللون البوليسي، وتؤدي كاستا دور فتاة تقع في غرام شاب تعتقد أنه يمارس مهنة شريفة إلى حين اكتشافها حقيقة أمره ونشاطه الليلي في خدمة عصابة إجرامية. وسرعان ما تناول الإعلام الفرنسي اللقطات الجريئة في الفيلم، مجرية المقارنة البديهية بين جمالي الأختين كاستا، لا سيما أن ليتيسيا كثيراً ما كشفت مفاتنها في السينما، وفي مجلات الموضة. واللافت أن المقارنة الإعلامية عادلت بين الشقيقتين، على رغم يفاعة تجربة ماري آنج. وحين سئلت ليتيسيا كاستا عن رأيها في التماعة شقيقتها فجأة تحت أضواء ساطعة، ردّت بأن الجيل الجديد لا يقبل الانتظار ويعتبره مضيعة للوقت، في حين أنها كانت تتخذ كل تجربة جديدة وسيلةً للتقدم ولتعلم أصول مهنتي عرض الأزياء والتمثيل على السواء. أضافت ليتيسيا أنها، حين كانت في العشرين من عمرها، كانت ساذجة وفي حاجة إلى النصائح كي لا تسقط في الأفخاخ المنصوبة هنا وهناك أمام عارضات الأزياء المبتدئات. بينما تلاحظ أن أختها لا تتصف بالسذاجة، على رغم حداثة تجربتها في المهنة، بل تملك قدرة مدهشة على الدفاع عن نفسها بمفردها، بل على تقديم النصيحة بدورها إلى غيرها من المبتدئات اللواتي يخضن غمار المهنة وهن في الثامنة عشرة من العمر. ومن المتوقع أن تشارك ماري آنج كاستا قريباً في فيلم سينمائي هوليوودي، بعدما لاحظها السينمائي ستيفن سبيلبرغ خلال زيارته باريس أخيراً للترويج لفيلمه الجديد «تان تان». وهذا ما سيشكل إضافة نوعية إلى «السيرة الذاتية» الطرية والمتماسكة في الوقت ذاته لماري آنج، لا سيما سينمائياً... فهل تبتلع هوليوود عارضة الأزياء الصغيرة؟ أم أن الأخيرة ستحتل بقعتها المضاءة وسط استديواتها؟