أكد مصدر ديبلوماسي ان المشاورات التي يجريها الاتحاد الاوروبي مع الشركاء والبلدان المانحة من اجل انشاء"الآلية الدولية"لتقديم المعونات للفلسطينين خارج قنوات الحكومة، تواجه صعوبات سياسية تنذر بفشلها. واوضح المصدر ل"الحياة"ان الصعوبات ناجمة عن"الغموض الذي يحيط بالموقف الاميركي لأن الولاياتالمتحدة وافقت داخل اللجنة الرباعية على تشكيل الآلية الدولية لكنها لم تعد الاتحاد الاوروبي بالمشاركة في تمويلها فيما لا يعرف بعد إن كانت اسرائيل ستحول العوائد الفلسطينية المحتجزة عبر الآلية المزمعة". واضاف:"بينما يسعى الاتحاد الى التوفيق بين استحقاق مقاطعة حكومة حماس من ناحية، ووجوب توفير المعونات للسكان المدنيين والحيلولة دون انهيار مؤسسات السلطة من ناحية اخرى، فان الولاياتالمتحدة تراهن على سقوط الحكومة الفلسطينية". واكدت المفوضية ان المشاورات جارية في شأن وضع الآلية مع البلدان المانحة ومؤسسات النقد الدولية، ومنها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ويتحفظ البنك الدولي من ناحيته على مقترحات ان يقود عملية انشاء الآلية الدولية أسوة بصندوق الائتمان الذي كان اداره لدعم السلطة وتمويل عمليات الاصلاح في الاعوام الماضية والى حين حملة الانتخابات الفلسطينية. ويترأس البنك الدولي بول وولفوويتز الذي لم يصنف ضمن اصدقاء القضية الفلسطينية. وينتظر ان يبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ظهر الاثنين خطة"الآلية الدولية"التي عهدت اللجنة الرباعية الى الاتحاد انشاءها لتقديم المعونات الى الفلسطينيين من دون المرور بقنوات السلطة الوطنية. وقال مصدر ديبلوماسي ان"الآلية ستكون من الناحية النظرية مفتوحة امام اسرائيل لتحويل الموارد التي تحتجزها، وكذلك امام البلدان العربية والاطراف المانحة الاخرى". كما سيبحث الوزراء الاوروبيون مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ليل الاثنين - الثلثاء في بروكسيل الوضع السياسي المتغير بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية وعدم امتثال حكومة"حماس"للمبادئ التي حددتها الرباعية وتدهور الاوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني. ويلتقي الجانبان في نطاق اتفاقية التعاون المبرمة بين المجموعتين، وتتوقع الاوساط الديبلوماسية ان يدعو الاجتماع الى"استئناف مفاوضات السلام من اجل التوصل الى حل دائم وعاجل بالنسبة الى كل من الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني". وتتضمن مسودة البيان الذي سيصدر نهاية الاجتماع الخليجي - الاوروبي دعوة الحكومة الفلسطينية"التزام وتنفيذ المبادئ الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية وقف العنف والاعتراف باسرائيل والاتفاقات المبرمة وبرنامج السلام الذي انتخب على اساسه الرئيس عباس". ومن المقرر ان يزور عباس ستراسبورغ لالقاء خطاب امام نواب البرلمان الاوروبي ظهر الثلثاء المقبل، كما سيلتقي رؤساء المجموعات السياسية في البرلمان والتي تطرح تساؤلات كثيرة عن جدوى سياسة مقاطعة الحكومة الفلسطينية ومخاطر ان يؤدي وقف المعونات الى ارباك الوضع الاجتماعي والامني. واكدت المفوضية حرصها على مواصلة الدعم الانساني للفلسطينيين عن طريق المنظمات غير الحكومية والهيئات التابعة للأمم المتحدة والصليب الاحمر. وقال مصدر مسؤول الى"الحياة"ان البلدان الاوروبية ستوافق على قرار، في اجتماع تعقده في 23 آيار مايو الجاري في بروكسيل، ستقدم المفوضية بمقتضاه قيمة 34 مليون يورو في شكل معونات انسانية في مجالات الغذاء والصحة والصرف الصحي. وستقدم المعونات الى شركاء المفوضية ضمن المنظمات غير الحكومية"ولن تستخدم المعونات لتمويل المستشفيات العامة". ويأتي القرار على خلفية تحذيرات تقرير دولي من ان 1.4 مليون فلسطيني يتهددهم نقص الغذاء، وان العدد نفسه سيتضاعف في غضون شهرين في حال تأخر وصول المساعدات الانسانية.