هو فنان بالمعنى الحرفي للكلمة، ولأنه كذلك تجده مهموماً باستمرار بمستقبل صناعة السينما. قام بتمثيل 7 اعمال درامية للتلفزيون لكنه فاجأنا بأنه لا ينوي العودة الى الشاشة الصغيرة"لأنه ممثل سينما". هو محمود حميدة صاحب افلام"الامبراطور"وپ"المهاجر"وپ"المصير"وپ"الآخر"وپ"اسكندرية - نيويورك"، والذي قام ببطولة وإنتاج أفلام أثارت الجدل حولها مثل"بحب السيما"وپ"جنة الشياطين". حول تلك الاعمال ورأيه في الوضع الراهن للسينما كان لنا معه هذا الحوار: لماذا لم تعد تقدم غير عمل واحد كل سنتين، وهل ترى الغياب فكرة صائبة في ظل هجوم النجوم الشباب واحتلالهم الادوار الرئيسة في معظم الافلام الحديثة؟ - بالفعل لا اقدم غير فيلم كل عامين او ثلاثة، لكن لذلك سبباً مقبولاً من وجهة نظري، يتلخص في اني قدمت عدداً من الاعمال في بداياتي وصل مجموعها الى 57 عملاً، ومع تقدم الانسان في العمر يختلف تفكيره وتقوييمه للامور، حيث يدقق في الاختيار بعد أن انتهى من مسألة الانتشار. أما بالنسبة الى مسألة ان عدم التواجد كثيراً قد لا يكون فكرة صائبة مع سيطرة الشباب على السينما فأمر غير وارد بالنسبة إلي لأن لي تاريخاً طويلاً ولا احتاج الى التواجد الدائم. أنشأت شركة خاصة لانتاج فيلم"جنة الشياطين"، لكنك لم تستمر في الانتاج بعد الفيلم المذكور... لماذا؟ - تعودنا ان نربط بين الانتاج والمال. لكن مكونات العملية الانتاجية كثيرة ولا تقف عند حدود المال ولعل التمويل هو آخر خطوة فيها، وليس بالضرورة ان يكون المنتج هو الممول، فقد يكون مدير خط الانتاج مثلاً وهناك منتج منفذ ومنتج مشارك ومنتج فني. وبالنسبة الى فيلم"جنة الشياطين"كان حالة خاصة من البداية، وهو من الافلام الفريدة على مدار تاريخ السينما المصرية والعربية كذلك، فهو يقوم على الاساس الانتاجي والدعائي معاً، واصبح من المواد التي تدرس في شكل أساسي في المعاهد الفنية المعنية بالسينما. الجودة والشعبية نعود الى الكلام عن موجة الشباب في السينما... هل توافق على العمل معهم؟ وأين ستضع اسمك على الملصق وسطهم؟ - بالطبع اقبل العمل معهم.. وبالنسبة الى ترتيب الأسماء على الملصق والدعاية، كلها أمور تتم بالاتفاق. وأنا أدرك تماماًَ أن فناناً مثل محمد هنيدي مثلاً له جاذبية كبرى عند الجماهير، ومن الخطأ ان اشترط كتابة اسمي قبل اسمه على الملصق لأنه عنصر جذب وعامل من عوامل التوزيع. ليس معنى ذلك انه افضل مني من الناحية الفنية، لكنه يتمتع بشعبية كاسحة، باختصار انا على استعداد للعمل مع اي فنان بشرط ان يكون الموضوع جيداً. اصبح التلفزيون هدف معظم نجوم السينما من جيلك بعد ان تخلت السينما عنهم، هل تنوي العودة الى الشاشة الصغيرة؟ - أنا ممثل سينمائي فقط، ولا نية لدي للعودة الى التلفزيون مرة أخرى على رغم اني قدمت أعمالاً لاقت النجاح. السينما صناعة ثقيلة تحتاج الى التفرغ التام، وعلى نجم السينما الا يحرق نفسه بالعمل في التلفزيون. أسست أستوديو الممثل في التسعينات ثم تركته أخيراً، هل يمكن ان تذكر الأسباب؟ - أفضل عدم ذكر الأسباب، لقد أسست الاستوديو عام 1996 وكان الدكتور محمد عبد الهادي يدرّس فيه لكني أقفلته لاسباب لن اذكرها، وكان هناك كوادر جيدة تقوم بالتدريس مثل احمد كمال واحمد مختار. لقد قدم استوديو الممثل خدمة لصناعة السينما، لكني فضلت تركه لاسباب خاصة. جاء دورك متميزاً في فيلم"ملك وكتابة"وحاز الفيلم قبول النقاد والجمهور معاً عكس افلامك الأخيرة التي أثارت جدلاً؟ - الدور كان جديداً بالنسبة إلي، فأنا ألعب دور ممثل يقابل فتاة شابة تغير حياته وتفكيره وتجعله يعيد الحسابات مع نفسه وينظر الى الحياة في شكل مختلف. والفيلم يمزج السياسة بالمجتمع في شكل جميل وبسيط، وشاركني العمل هند صبري وخالد ابو النجا وعايدة رياض ولطفي لبيب، وكان أول تعاون بيني وبين المخرجة الشابة المتميزة كاملة أبو ذكرى.