أثارت دنماركية فلسطينية الأصل جدلاً واسعاً لتقديمها برنامج حوار جديداً في التلفزيون الدنماركي، مرتدية الحجاب. وسارع بعضهم الى اتهامها ب"إهانة"للسافرات، فيما دعا آخرون الى الأخذ في الاعتبار أن المحجبات جزء من المجتمع الدنماركي. وجاءت قضية مقدمة البرنامج اسماء عبدالحميد 24 عاما في ذروة جدل حول اندماج الاقليات المسلمة في أوروبا، بدءاً بارتداء الحجاب في اماكن العمل والمدارس، وصولاً الى"العجز"عن التكيّف في المجتمعات بسبب عدم اتقان لغاتها. وطغى موضوع الاندماج على جزء من مناقشات البرلمان الألماني، في ضوء احداث عنف شهدتها مدارس في البلاد، وعزاها مسؤولون الى مسلمين يعانون مشاكل في الاندماج. واستدعت تلك الظاهرة دعوة الى"قمة"بين المستشارة الالمانية انغيلا مركل وممثلي المسلمين في البلاد، تعقد للمرة الاولى في غضون اسابيع. ومنذ الأربعاء الماضي، تقدم اسماء عبد الحميد برنامجاً من ثماني حلقات على محطة"دي ار 2"التلفزيونية العامة في الدنمارك، بعنوان"آدم وأسماء"، وهو خصص للعلاقات بين الاسلام والغرب في ظل توتر منذ الازمة الناجمة عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة. وتناقش اسماء مع آدم، شريكها في تقديم البرنامج، عواقب تلك الازمة، بمشاركة عدد من الضيوف. لكن ارتداءها الحجاب اثار جدلاً اكثر من المواضيع المطروحة. وقالت فيبيكي مانيش رئيسة جمعية"نساء من أجل الحرية"ان"اختيار اسماء عبدالحميد ارتداء الحجاب، اهانة للدنماركيات والمسلمات، فهي تقول من خلال الحجاب ان المرأة الشريفة لا يمكنها الظهور علناً إن لم تكن محجبة". ودافعت المحطة التلفزيونية عن البرنامج معتبرة انه يؤمن التعددية الثقافية. وصرح ارني نوتكين المسؤول عنه الى وكالة"فرانس برس"بأن"المحجبات يشكلن جزءاً من المجتمع الدنماركي، وعلينا ان نأخذ ذلك في الاعتبار". ألمانيا من جهة أخرى، اوردت صحيفة"دي فيلت"أن ازمة الرسوم الكاريكاتورية دفعت الحكومة الألمانية الى تسريع خطواتها لتشكيل مجلس اتحادي يمثل نحو 3.3 مليون مسلم في ألمانيا، تتعامل الدولة معه كما تفعل منذ عقود مع المسيحيين واليهود. ويفسر ذلك رغبة مركل في عقد قمة مع كبار ممثلي الاتحادات الإسلامية التركية والعربية والكردية وغيرها، إضافة إلى شخصيات مسلمة معروفة. ورحبت روابط وجمعيات اسلامية في ألمانيا أمس، بتلك الخطوة، وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين أيمن مزيّك إن قمة من هذا النوع سابقة في البلد ضرورية جداً. واعتبر ان تعلم المهاجرين اللغة الألمانية"مفتاح لاندماجهم"في المجتمع. وخصص البرلمان الاتحادي أمس، جزءاً من جلساته لمناقشة العنف في المدارس وسياسة الاندماج المتبعة، في وقت يستعد برلمان ولاية برلين لمناقشة العنف في مدارس اضطرت إداراتها إلى طلب حماية الشرطة، إثر نداء وجهه الأساتذة إلى المسؤولين، محذرين من خطورة الوضع في حال عدم معالجته في صورة جذرية. تزامن ذلك مع انتقادات وجهت الى حكومة بافاريا لقرارها فرض غرامات مالية على عائلات ترفض إرسال أطفالها إلى روضات لتعلم الألمانية تمهيداً لدخولهم المدرسة، اضافة الى منع تسجيل التلاميذ الأجانب في المدارس إلا بعد امتحانهم في اللغة.